العرب.. حكمتك يارب!
كاتب/عبدالله الصعفاني
كاتب/عبدالله الصعفاني
*أينما يممَّنا وجوهنا العربية فنحن أمام مشاريع الصراع السياسي التنافسي خارج قواعد رأس الحكمة والخوف من الله .
* لقد عطلنا كعرب ما تبقى من قدرات البوصلة على العمل.. وفقدنا القدرة على استحضار فضيلة مواجهة الحجة بالحجة.. وصار السائد والسائد الآخر هو قدرة كل شخص وطرف على أن يقول للآخر "من فمك أدينك"، فيرد الآخر بنفس حدّة النبرة "ومن مواقفك يسود الفجور" وتتوالد الفواجع . !
* ووحدهم بسطاء المواطنين ينزفون أرواحاً ودماء.. حيث فشلوا في الحصول على حقوقهم بالاعتصام والتظاهر السلمي "المسلح" بنفس فشلهم في تحقيق أحلامهم بالتصفيق لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
* ومع أن المؤمن ليس بطعان ولا لعان لكن الظرف الزماني والمكاني الممتد من مقديشو إلى تطوان يجبرك على القول: اللعنة على السلطة عندما تصير الطريق منها وإليها هي طريق الظلم والاقتتال والفضيحة أمام العالم الناهض ..
* أرقام الفقراء في العالم العربي مخيفة.. وأرقام ضحايا المواجهات والصراعات مرعبة.. والحديث عن قسوة الجهل والفساد والأمية صار ناعماً عندما نضعه أمام الذي يحدث في العراق وفي سوريا وفي بلدان ربيع الدّم القاني ونذر السيناريوهات الصدامية التي ترفض التوقف عن كل هذا العبث بالأرواح والقلوب والضمائر ..
* أينما تأملت وتجوَّلت بنظرك بين المشرق العربي ومغربه فأنت إمّا أمام نار ودماء أو حركة مخيفة تعتمل تحت الرماد.. وسط أحاديث شعبية تشير بأصابع الأيادي والأقدام إلى غباء قيادات سياسية بعضها ذات ميول سادية فاشية وبعضها ذات ميول انتحارية ولو مؤجلة ..
* تغلبت إيطاليا على الفاشية، وقبرت ألمانيا النازية عبر أجندة قصيرة وطويلة الأجل، وما نزال في العالم العربي والإسلامي نستدعي الجاهلية الأولى وحروب داحس والغبراء وكل المعارك التي ينزغ الشيطان بها بين الإخوة والأصحاب الشركاء في الوطن .
* خطف الصهاينة فلسطين والعرب نائمون.. احتلوا العراق وقتلوا رمز شموخه والعرب يتآمرون.. وتنتظر عاصمة الأمويين ما مرت به عاصمة العباسيين والعربان ينفخون.. وأصبحت بقية العواصم العربية مشغولة بزلازلها.. من القاهرة إلى طرابلس إلى تونس.. إلخ.
* أمّا البقية فالكل ينتظر، بما في ذلك انتظار اليمنيين وعاصمتهم صنعاء للحلول السحرية الموعودة في فندق موفنبيك ظهر حمير.. حكمتك يارب.
- نقلا عن صحيفة اليمن اليوم:
في الثلاثاء 30 يوليو-تموز 2013 02:20:14 ص

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=588&lng=arabic