لولاء أنصار الله لأصبحت اليمن دولة إخوانية
مهندس/يحي القحطاني
مهندس/يحي القحطاني
منذ بداية ألأزمة السياسية في اليمن عام 2011م،والمشهد السياسي اليمني بائس،ثورات الربيع العربي تحولت إلى مسلسل استهداف فكرة الدولة وضرب أي مشروع مدني تحديثي،يهدف للخروج باليمن من إطار التوليفة القديمة القائمة على مبدأ الولاء الشخصي والحزبي الفئوي،إلى أفق أكثر عدالة ووطنية ينشدها أبناء اليمن،وما يحدث اليوم أن كل أوراق الأزمة السياسية تمت إعادتها لتحل محل النخبة السابقة،فساهم حزب الإصلاح(ألإخواني)في استغلال الدين والاستفادة من(مرجعيات دينية)يضرب بها غريمه،ويمارس بحقه الإقصاء والتهميش،بعد أن أدعوا أنهم ثاروا على الظلم،فمارسوا ظلماً أشد وأعنف،وادعوا نُصرَة الحرية والعدل،فملئوا السجون بالأبرياء وعاثوا في الأرض فساداً وقتلاً وترويعاً،هذا الحزب يتخذ من نفسه معيارا للحكم على طبائع الأشياء،لحد الميكيافلية السياسية النفعية،يمارس السياسة كلاعب الشطرنج يمكنه اللعب في أكثر من اتجاه وفي اتجاهات متعاكسة،فانحراف بسيط في مؤشر بوصلة الإصلاح يحدث تغيرات جوهرية في موقفة،وتنقلب من الضد إلى الضد،فدولة قطر صديقة وحليفة طالما وهي تضخ الملايين من الدولارات لهم،ولوا أنها قاعدة للأمريكان وتقيم علاقات مع إسرائيل.
وحزب الله في لبنان روافض وكفار بعد أن كانوا أبطال ومجاهدين سابقا،لأنهم يساعدون بشار الشيعي العلوي الكافر ضد عناصر القاعدة في بلاد الشام،ولوا تقسمت سوريا ومصر ولبنان إلى دويلات صغيرة،وأصبحت إسرائيل أقوى دولة في المنطقة،ولوضاعة فلسطين لا يهم،المهم الدعم القطري ورضاء ألأمريكيين والأوروبيين على ألإصلاح،والتفريط في السيادة نتيجة الانتهاكات التي تقترفها الطائرات الأمريكية بحق اليمن أرضا وإنسانا التي كانوا يقيمون لها مجالس التأبين،صارت اليوم أضرار طفيفة،والمحمود ينقلب مذموما والبريء متهم والمتهم بريء والشريف لصا واللص شريفا،والحلال حراما والحرام حلالا والنقص كمالا والكمال نقصا,والقاتل الخطير والفاسد الكبير،بمجرد إن ينقل ولاءه إلى حزب لإصلاح(ألإخواني)يلتحق مباشرة بصفوف الملائكة والأخيار الذين يجب لهم التعظيم والتمجيد والتبجيل،حتى وان ظل بذات الصفات وان ظل يقتل وان ظل يسرق وان ظل يمارس الفساد والإفساد أشكالا وألوانا،وقد امن بالإخوان أنصار السنة الذين هم عالم الخير والفئة الناجية.
حزب الإصلاح(ألإخواني)ذهب لإسقاط المحافظات والاستيلاء على المعسكرات،تحت شعار الثورة مستمرة وثوار إلى الأبد بمعنى:أراد أن يسقط الدولة وينشئ دولة بديلة هي دولة الإخوان المسلمين،ففرض القتال في الجوف وحجة وعمران على أنصار الله الحوثيين وعجزا عن مواجهتهم،مثلما جرب القتال في الصمع واكتشف أنه أعجز عن مواجهته،وبفعل قوة أنصار الله الحوثيين والتي تصاعدت خلال الفترة الماضية،بصورة لافتة لم يستطع أحد السيطرة عليهم،وتوسعة رقعة سيطرتهم على مناطق ومحافظات مهمة كانت تمثل قلاعاً لحزب الإصلاح وحلفائه العسكريين والقبليين،ووصلوا إلى مناطق أولاد الشيخ عبد الله الأحمر قادة حزب الإصلاح،بل وتجاوزوا محافظة عمران ليحققوا انتشاراً لافتاً في العاصمة صنعاء مروراً بمحافظة ذمار وأب،وغيرها من المناطق وصولا إلى محافظة تعز،التي يحاول الإصلاح السيطرة عليها بواسطة مليشياته المسلحة،من اجل أن تكون المعقل الرئيس للحركة الاخوانية المدحورة من شمال والوسط،بفعل تمدد أنصار الله الحوثيين وتعاطف خصوم الإخوان مع المد الحوثي.
وفي الجنوب تحول حزب لإصلاح إلى خصم غير مرحب به بعد أن كان صاحب حضور كبير في محافظات الجنوب كلها،هذا الحزب وجد نفسه كحزب طموح محاصراً أينما ذهب بسبب انتهازيته وفساد قياداته وارتباطها بمؤامرات استهدفت كل أطياف ومكونات الشعب اليمني ونخبه السياسية والثقافية فيها،وكعادة أي تنظيم سياسي تحركه دوافع المصلحة سرعان ما يتعرى وإن تأنق لباسا ثوريا مزيفا،بأي مسمى وبأي صيغة كانت الثورة،المهم أن تؤول في نهاية المطاف إلى مصالح سلطوية وإن يكن ممر العبور لها على جثث الكادحين،من وجهة نظر إخوانية،أصبحت القوى المطالبة بالدولة المدنية الحديثة والديمقراطية وبالتغيير السلمي للسلطة مخالفة للإرادة الإلهية،وهذا ما تبدوا تجلياته واضحة في موقف حزب الإصلاح من كثير من القضايا كالدولة المدنية وحقوق ،المرأة،ومخاصمته للتسامح وفضفاضة خطابه الإعلامي وفجوره في الخصومة،وتغلب قيم العنف والثقافة الثأرية والنافية للآخر،على قيم الحوار والتقلب بين المواقف المتناقضة بين ليلة وضحاها.
وأصبح ضرب مشروع أخونة الدولة اليمنية،هو القاسم المشترك بين جميع كل قوى التغيير والتحديث،أنصار الله الحوثيين والحراك الجنوبي والحراك التهامي وعصبة القوى الحضرمية وتيارات التحديث المدنية الشبابية وقطاع الطلاب والشباب في الحزبين الاشتراكي والناصري،أنصار المؤتمر الشعبي العام،وأخيرا منظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات المهنية،كل هؤلاء يسيرون في خط واحد،هو إقامة دولة مدنية حديثة في اليمن،وإفشال مخطط أخونة الدولة اليمنية من قبل حزب الإصلاح،والذين يوفرون البيئة الملائمة للنزاعات القبلية والنهب وتعطيل مؤسسات الدولة وتعطيل الاقتصاد وتدمير اليمن وتحويلها إلى صومال أخر،ويسعون إلى تفتيته ما بين شيعة وإخوان وسلفيين علمانيين وصوفيين وإسماعيليين،كما نجحوا بتفتيت العراق شيعاً وطوائف متناحرة،وما يحدث في مصر وليبيا وتونس وسوريا ليس عنا ببعيد،وللوصول إلى أخونة الدولة يسعى ألإصلاح،إلى الاستحواذ على أكبر قدر من المناصب الحكومية،والاستئثار بالمؤسسات الرسمية العسكرية والمدنية في البلاد بطرق غير مشروعة.
وأنصار الله كان تحركهم هادفاً وإيجابياً خلال الفترة الماضية،في إطار خطواتهم الحثيثة والمدروسة للتبلور والتشكل لقوة سياسية منظمة على مستوى الساحة الوطنية كلها،دون الانحصار في صعده وبعض المحافظات الشمالية تحديدا،وأثبتوا للجميع من خلال مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني بأن مستقبلهم واعد ومبشر كونهم قوة جديدة وفتية متدفقة الحيوية والحماس والتطلعات المستقبلية،وأعتقد أن أنصار الله خلال فترة زمنية ليست بالطويلة،إذا أحسنوا أداء دورهم بحس سياسي مسئول وهادف ومتوازن وإيجابي،دون إدعائهم(بالحق الإلهي بالحكم)أوبأن يكون الحاكم من(البطنيين)أو التمايز ألسلالي والأسري(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)صدق الله العظيم،عندها سيصبحون إحدى القوى السياسية الرئيسية القادرة على مواجهة حزب ألإصلاح ماديا وبشريا وعقائديا،وهذا أمر إيجابي ومفيد للغاية بإسهامه في إثراء الحياة السياسية وتحقيق القدر الضروري والمطلوب بين التوازن الدقيق والفاعل بين قواها وأطرافها السياسية.والله من وراء القصد والسبيل.
في الجمعة 28 يونيو-حزيران 2013 10:20:13 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=515&lng=arabic