قراءة في المشهد المليوني
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
حالة من حالات التفاؤل والأمل والأمن والراحة والطمأنينة وهدوء الأعصاب عمت مصر طولا وعرضا من المشهد المهيب الذي تناقلت وسائل الإعلام المحترمة لمليونية لا للعنف نعم للشرعية
صورة من صور الوحدة والقوة والتجانس والتشابك القلبي والمعنوي والأخلاقي والسلوكي بين الجميع نظام ونظافة وطهر وعفة وأدب وتواضع ورحمة وتعارف وتعاون وضبط نفس وتواصي بالحق والصبر بين المشاركين (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
روح الأخوة الحقيقية أوصلت رسالة واضحة في حب مصر وأهلها ورئيسها وكل محبي الخير لها
حضر الملايين من كل فج عميق ومن كل حدب وصوب يسبحون بحمد ربهم بكرا وأصيلا من كافة التيارات والاتجاهات إسلاميين (وهم الكثرة) وغير إسلاميين جاءوا جميعا لدعم الشرعية متمثلة في رئيس الدولة ولنبذ العنف الدخيل علي ثورتنا ومجتمعنا وثقافتنا
ومن غاب عن المشهد فقد خسر كثيرا بانحراف بوصلته عن جادة الصواب وقد يتأخر كثيرا حتى يصوب نفسه مرة أخري وربما يظل خارج المشهد لفترة طويلة ومن يتأخر يؤخره الله
نتوحد ونتجمع ونتحاب ونتغافر حيث تجمعنا الشدة التي تظهر معادن الرجال
نتوحد حين نستشعر الخطورة علي الوطن ومسيرته وتاريخه ومستقبله
نتوحد حين نري الخيانة والعمالة والاستقواء بالعدو وبدعاة العنف والفوضى
نتوحد حين نري تجمع الثورة المضادة يتنادي بالأحضان بين الفلول والسلاح والمال وأدعياء الوطنية والمتهمين بالسرقات والفساد وبعض الإعلاميين سحرة العصر وبعض فسدة القضاء وتخاذل الشرطة نتوحد حين نري تجمع الأزمات في وقت واحد من الخبز والوقود والكهرباء والمياه والبلطجية
نتوحد حين تغيب العقول وتنطلق الإشاعات والأكاذيب ويحار الناس وتختلط بوصلة الطريق
ظهرت نماذج رائعة من التضحية والإيثار والحرص علي الوقت والعمل وسرعة التلبية والجد والاجتهاد وسد الثغرات ولينوا بين أيدي إخوانكم والجدية والانضباط في المقدمة أو المؤخرة في الساقة أو الحراسة
ولم نسلم من القيل والقال والهمز واللمز قبل الاحتفالية وبعدها بين مشكك في عددها وتأمينها والمشاركين فيها وهدفها والكلمات التي قيلت وهذا هو ديدن أصحاب الدعوات فلابد من الصبر الجميل والصدق والثبات وحسن معاملة الغير والابتسامة الحانية في وجوه الآخرين ولتتسع صدورنا للجميع حتى تصل الرسالة الجيدة
ولا تضيق صدورنا لكلمة أو نظرة أو تعليق أو غير ذلك فلم يسلم صلي الله عليه وسلم هو نفسه من ذلك
هم أحوج الناس للنصح والإرشاد والتذكير بالله وإظهار معالم عظمة هذا الدين في الحق والعدل والحرية والعدالة الاجتماعية
فرحتنا فرحة قيم ومبادئ لا بعدد ولا عده لأننا نعرف خطورة لن نغلب اليوم من قلة وإنما سرت نفوسنا باتحاد أهل الحق والضمير الحي
أناس لا يخشون إلا الله لديهم استعداء للتضحية والفداء لا نظير له
غايتهم رضا الرحمن وقدوتهم رسول الأنام عندهم إصرار عجيب علي مواصلة الطريق ونصرة الرئيس وليس من سمع كمن رأي وشاهد
زدت يقينا وتفاؤلا وثقة بقرب موعد الفتح المبين ويسألونك متى هو قل عسي أن يكون قريبا
خرجنا نردد قوله صلي الله عليه وسلم (أصبَحنا وأصبحَ الملْكُ للَّهِ ربِّ العالمينَ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ خيرَ هذا اليومِ فتحَه ونصرَه ونورَه وبرَكتَه وَهدايتَهُ وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما فيهِ وشرِّ ما بعدَه) وعدنا نردد آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون
ولا يسعنا إلا تجديد العهد والعزم الشديد والإيمان العميق والعمل المتواصل واثقين في قيادتنا للخروج من هذه المرحلة العصيبة في تاريخ أمتنا
نصر الله دعوتنا وحفظ كبارنا وصغارنا رجالنا ونسائنا ومصرنا الغالية العزيزة من كل سوء .

MAHER510983@YAHOO.COM


في الأحد 23 يونيو-حزيران 2013 06:39:29 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=502&lng=arabic