|
الأسبـوع المـاضي تـوقفـت بإعجـاب شــديد أمـام حـادثتين بارزتين، لم أستطـع إغفـال الإشارة إليهما، على الرغم من أن علاقتي بالرياضة والاقتصاد كعلاقة العلامة اللغوي سيبويه باكتشافات إينشتاين في الرياضيات!
في الوقفة الأولى، تابعت السلطات القضائية الإسبانية وهي تلاحق اللاعب الإرجنتيني ليونيل ميسي الذي يلعب لأحد أشهر الأندية الإسبانية، مُلوّحة في وجهه باتهامات التهرب الضريبي وإمكانية إدخاله السجن لمدة ستة أعوام ومعه والده أيضاً، حيث اتهما بالتهرب الضريبي بعد أن حاولا التستر وعدم الإفصاح عن جانب من دخل اللاعب الأكثر غناء وشهرة في العالم وتغريمه إلى جانب ذلك بمبلغ أربعة مــــلايين يورو.
الآن اللاعب ميسي في «حيص بيص» ولا يدري ماذا يفعل وبمن يتوسط لكي يخرج من هذا المطب الذي لا مفر منه، إذ لا تنفعه شهرته وعبقريته الكروية أو ثراؤه الفاحش والملايين من معجبيه في أرجاء المعمورة حتى ينفذ من زنزانة المرتقبة في السجن!
أتدرون لماذا؟ ذلك لأن النظام والقانون فوق المجاملة والمحسوبية والتهرب الضريبي جريمة لا تدانيها جريمة، لا يستطيع أحد التوسط لتبرير التهرب منها أو مداهنة مرتكبيها، مهما كان ومن أي وسط جاء.
ولو كان هذا اللاعب الشهير ميسي موجوداً في اليمن أو في إحدى دول العالم النامي لخرج من عقوبة السجن كما تخرج الشعرة من العجين، مع علمي المسبق بأنه -لو فرضنا جدلاً- بوجود هذه الموهبة الكروية الفذة بين ظهرانينا، لكان الرجل يلعب الآن كرة الشراب في أحد أحياء العاصمة!
تذكرت هذه الحادثة وأنا أقارن بينها وبين الآلاف المتهربين من دفع استحقاقاتهم الضريبية للدولة وبينهم مسؤولون ورجال أعمال ووكلاء شركات وتجار خردة وأرز وسكر وغيرهم ممن استمرأوا هذا الوضع مع الأسف الشديد!
> > >
وبالمناسبة، لا يخفي الأخ أحمد بن أحمد غالب، رئيس المصلحة الضرائب حزنه ومرارته من التهرب العام من الوفاء بالالتزامات الضريبية وتحديداً التهرب من دفع ضريبة المبيعات وقوله المستمر بأنـه إذا ما التزم الجميع بتسديد ما عليهم من مستحقات ضريبية وجمركية، لكان الاقتصاد الوطني متعافياً وبألف خير.. ولكانت الخزينة العامة في حلٍ من الاستدانة ولخففت عنها الإيرادات الضريبية والجمركية تراكم معدلات التضخم ولن تصل للشكل الخطير الذي هي عليه في الحال راهناً.
> > >
الحادثة الثانية التي توقفت عندها بإعجاب شديد، تأكيدات قادة الدول الصناعية الثمان - رغم طغيان الحرب السورية - تأكيداتهم على أهمية البحث عن آليات جديدة وفاعلة لمكافحة التهرب الضريبي في بلدانهم وتلويحهم بعقوبات إضافية وصارمة ضد الأفراد والمؤسسات ممن يحاولون - مجرد المحاولة - التهرب من دفع الاستحقاقات الضريبية أو الجمركية تحت أي مبرر أو عذر، فالأعذار كلها مقبولة ، إلا عند الحديث عن هذه الالتزامات، فالقانون هو سيد الموقف على الجميع دون استثناء، سواء كان ذلك رئيساً لإحدى تلك الدول الصناعية الكبرى أو لاعباً عبقرياً وشهيراً كاللاعب ميسي.!
في السبت 22 يونيو-حزيران 2013 06:42:06 م