هادي ..اسم مرفوع بالوطني
كاتب/عبدالخالق عطشان
كاتب/عبدالخالق عطشان
في مقال سابق حاولت أن أحدد موقع الشباب بعد الثورة وقد اجتهدت بما أوتيت من تواضع علم فرأيت أن الشباب هو مبتدأ الثورة وخبرها غير أنه مجرور بالاستقطاب وكأن الأيام قد أسفرت عن صدق هذا التوقع او بعضه..وفوق كل ذي علمٍ عليم
وفي محل أعراب سياسي آخر نجد أن الرئيس السابق كان مبتدأً وخبراً مقدما ومؤخرا لنفسه ولعشيرته الأقربين مرفوعٌ بعلامات أبرزها ثروات الشعب والمكر والاستحواذ والأمن القومي والسياسي والمركزي والاستخبارات والحرس الجمهوري وأخيرا بأنصار الشرعية والبلاطجة الذين كانوا يتمترسون لقتل شباب الثورة عند كل جولة وفي كل زقاق وحارة ، وعلاوة على ذلك كان طيلة حكمه (مضاف اليه) والشعب والوطن والوحدة والجمهورية (مضاف).. وحينما بدأت الثورة الشبابية بحصد أول ثمارها اصبح الرئيس السابق وعلى بعض الأقوال (إسما مخلوعاً) غير أنه مجرور لامحل له في الكرسي لكنه ضل مرفوعا بالحصانة.
وعندما نُمعن بالبصيرة لا بالبصر وبالقلب السليم لِنعلم ما لذي يرفع القادة والرؤساء ومن أوكل الله اليهم رعاية الأمة سنجد أن [الوطنية] وحدها هي من ترفعهم ، وما الوطنية إلا : إسمٌ شامل وجامع لمجموعة من المبادئ والأفكار والمعتقدات والتي تُكوِن الشخصية وتعمل على سموها وتبرز أي الوطنية في السلوكيات والأفعال التي توافق الأقوال ومن أهم ذلك خدمة الشعب لا استخدامه ..ومن يحمل الوطنية فعلا لا قولا فلا بد عليه أن يضل موقعه من الاعراب السياسي مضافا للوطن والشعب وتابعا لخدمته لا متبوعا لاستخدامه
وإن من العلامات التي ترفع الرئيس هادي في هذه المرحلة هي إتمام عملية التغيير والتي قد بدأ بها والسير في دروبها فبعد إزاحة الفاسدين وهم رموز الفساد فلا بد من ازاحة المفسدين ومحاسبتهم وهم الأخطر والأغلب والذين يتوزعون في مفاصل المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والتي تُعنى بخدمة الوطن والمواطن وقد أثبتت الأيام الأخيرة والوقائع القريبة مدى إفسادهم ، وإحاطته(هادي) بالبطانة التي تُعينه لا تُعيقه.. تعينه في انجاح فترة رئاسته بأكبر قدر من الإنجازات والإستحققات الوطنية في شتى مجالات التنمية ، ومن العلامات ايضا التوجيه الفوري والعاجل والمباشر بإطلاق بقية سراح المعتقلين من شباب الثورة الشبابية أوغيرهم والذين اعتقلوا دون محاكمات عادلة والذين تفطرت قلوب اهاليهم دما شوقا للقائهم وهزلت أبدانهم وجيوبهم سعيا في البحث عنهم في السجون والمعتقلات حتى اذا ماعلموا بوجودهم أحياءً بعد ان ذاقوا اصناف العذاب في المعتقلات بدأو رحلة المعاناة في المطالبه بإطلاقهم هذا لمن حالفه الحظ من المعتقلين وما زال على قيد الحياه ولم يلحق بركب الشهداء على أيدي مُعتقليه..
ومن الانصاف أن يدرك الجميع أن الرئيس هادي في موقع لايحسد عليه (ويشيبُ ناصيةَ الصبيِ ويُهرمُ) وليس أدل على ذلك إلا ما يقوم به شركاء التعاون على الاثم والعدوان من قبل بقايا النظام السابق وقوى الحراك المسلح والحوثيون من جهود حثيثة لتقويض سير العملية السلمية وعلى رأسها الحوار الوطني ودخول البلاد في دوامة من العنف السياسي والطائفي وهذا يحتم على كل من يحمل مبدء الوطنية وخرج يطلب التغيير ان يوحد كلمته ويرص صفه ويصفي سريرته ويخلص نيته ويقف مع الرئيس هادي لمواجهة تلك التحديات دون اشتراطات ولا ضغوطات ولا احراجات فاليمن في هذه الظرفية أحوج ما تكون إلى وطنية المحكوم و وطنية الحاكم وبالوطنية هذه سيصبح [هادي] إسمُ علمْ مرفوعٌ وعلامة رفعه الوطنية الظاهرة في أفعاله وأقواله والتي ستكتب بموضوعية ومصداقية في صحائف التاريخ وحواشيه .[هَدى (الهادي) هادي إلى طرق الهداية والرُشد]،،
في الثلاثاء 18 يونيو-حزيران 2013 07:42:47 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=485&lng=arabic