|
وكانت قرارات الأخ رئيس الجمهورية تحمل ملامح آفاق بناء اليمن الجديد إلاَّ أن هناك محاولات تهدف إلى إعادتنا للمربع الأول من خلال الإرهاب وإعاقة جهود حكومة الوفاق الوطني في تطبيع الأوضاع لا سيما في الجوانب الخدمية، مصحوب كل هذا بمكايدات ومماحكات سياسية عبر عنها الخطاب الإعلامي المشحون بلهجة تصعيدية، وتسترات لا تخدم الاتجاهات التي يتوجب أن يسير فيها اليمن بغية خلط الأوراق وإرباك صانع القرار والساحة السياسية وتحول دون تحقيق الغايات التي على أساسها جاءت المبادرة الخليجية التي ينظر إليها شعبنا والعالم أجمع بأنها نموذج للخروج السلمي من أزمة كادت أن تقذف باليمن إلى أتون الحرب الأهلية والفوضى.
في هذا السياق وبعد أن بدأت تبرز نذر إعادة إنتاج الأزمة وبأشكال مختلفة وخطيرة لا تعرقل توجه اليمن وأمنه والاستقرار الإقليمي في المنطقة والمصالح الدولية فيها.. الجميع مدعوون إلى تحكيم العقل والعمل بروح المسؤولية والحرص على استكمال خطوات إنجاز المبادرة الخليجية، إذ ان المطلوب الآن هو التهدئة وبذل الجهود من قبل كل الفرقاء لأجل توفير الأجواء والمناخات السياسية والاقتصادية والأمنية الملائمة للسير إلى الأمام بعيداً عن حسابات المصلحية والثأرية والحزبية، لأن المسألة تتعلق بمصير وطن وشعب أنهكته الصراعات والحروب والفساد وغياب دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية، وعلى الأطراف السياسية أن تغادر أحقاد وضغائن الماضي، وتتطلع إلى الغد من موقع الفهم بأن المصلحة الحقيقية لها ولليمن وأبنائه هي العمل بروح الفريق الواحد انطلاقاً من إدراك خطورة المرحلة التي لا يمكن لأحد أن يتحمل أوزار نتائجها أمام الله والشعب والتاريخ، وعلى أبناء الشعب التصدي وبحزم إلى كل من يسعى إلى تخريب وتدمير وتشظي الوطن من خلال الإصطفاف والتلاحم ونبذ ثقافة الحقد والكراهية والإلتفاف حول رئيس الجمهورية المناضل الوطني الوحدوي الجسور عبدربه منصور هادي.. ففي هذا خير لليمن وأجياله القادمة.
لقد نجح اليمنيون في الفترة الماضية وبمساعدة الأشقاء والأصدقاء من التغلب على أزمتهم ولا خيار أمامهم إلاَّ المضي قدماً وبذات الروح نحو استكمال ترجمة مضامين المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية التي يجب أن يكتمل العامان وقد انتقلنا إلى فترة تاريخية تؤسس فعلاً لدولة اليمن الجديد المدنية الديمقراطية الحديثة المجسَّدة لحكمة اليمنيين، وسيكون ذلك إنجازاً، يخلد المشاركين في تحقيقه في أسفار التاريخ والذاكرة الوطنية، وهذا هدف سامٍ لا يرومه إلاَّ القلائل من صناع أمجاد ورفعة وعزة الأوطان.
في السبت 24 مارس - آذار 2012 10:10:07 م