النُباحُ لا يبني وطناً...ولا يطمِسُ نجماً
كاتب/عبدالخالق عطشان
كاتب/عبدالخالق عطشان
اذا ماجن الليل وهبط السكون على المكان والزمان وهجعت الكائنات وتوشح الكل بسواد الليل فهناك ما لا يهجع ولا يسكن فإن احس بشيء اواشتم شيأ او راى شيئاً مالذي يعمله ياترى ؟ انه ينبح...، والجميع يدرك ان الكلب الذي لا ينبح فانه يعوي وان الكلب الذي لا يستطيع ان يعضك فانه يكتفي بالركض خلفك ثم العودة الى وكره حين يدرك ان من طارده اقدر على رده اولا يابه له ..لكن كلابا يُغريها صبر من طاردته فتضل تركض وتنبح وتعوي ...ان كلابا ضلت حبيسة اطواق حول رقبتها وسلاسل مربوطة الى عنقها اعواما وعقودا وفاقت اعمارها الأعمار الافتراضية لعمر الكلاب العادية ضلت تاكل وتشرب وتنبح وتعض في نفسها ويلاعبها حابسها بقدمه أو بالاصح( بحذائه) واقفا واذا ماامتن عليها فبطوق وسلسلة جديدتين ، ويدور عليها الزمن دورته فتنعم بالحرية وتُرقى من كلاب حبيسة الى كلاب ضالة إلا أنها لن تتخلى عن مهنتها ( النبــــــــاح ) تنبحك في قارعة الطريق ، وتفاجئك في وضح النهار فتنبحك، ماتكاد تنبح يمينا حتى تنبح شمالا.. ان دخلت دارك نبحتك وان خرجت من مسجدك نبحتك وان سكت عنها نبحتك ....
لما ذا النُـبـــــاح على النجوم ؟؟
كلاب ضالة تُضلِـلُـك بنباحها..فتنبح على السارق نبحةً واحدة وعلى الشــريف عشراً ، اذا ما السارق سرق دارا ولم تنبح عليه فاعلم انه اعطاها عظمة تلهوا بها ريثما ينجز مهمته واذا ما فرغ من عمله خرج وأخذ عظمته فعاودت النباح لكن .ليس على السارق أو العظمة وانما على ضوء القمر وبريق النجوم؟؟ كلاب تنبح وتنبح والقافلة تسير لا تـلـتـفـِت الى نباحها لان الالتفات اليها يمنحها قدرا لاتستحقه واغراءا لمزيد من النباح فتتركها القافلة مع بعراتها معاودتا المسير ..كلابٌ أغراها أن بيطريا أعطاها مصلا وحصنها مجانا لتدوم على نباحها في حين غاب لقاح داء الكلب وبيع بأسعار باهضة ، وازدادت هذه الكلاب بطشا ونباحا حين ادركت انها لم تعد تحمل طوقا اوسلسلة حول عنقها مستغلة غياب دور البلدية في مطاردة الكلاب الضالة والتخلص منها طبعاً دون ان تدري (منضمة حقوق الحيوان) فراحت تنبح على الكبير والصغير والرجل والمرأة........
وفـــــــــــــاء الكــــــــلاب :
.قيل أن الكلب يُضرب به المثل في الوفاء ولكن كلاب عصرنا شذت القاعدة وماعرفت الوفاء حتى لو اعطيتها اللحم واخذت العظم لك..ولقدذكرها القران الكريم أي الكلاب في مصاحبة الصياد وفي معاونته وجلبها للصيد الحلال واما كلاب عصرنا فما عاشت الا على القمائم والجيف والقاذورات بل وتأكل لحم الحي والميت والولوغ في كل اناء طاهر.......وكلابٌ اتُــخِـذت لحراسة الدور وكلاب عصرنا اصبحت دليلا للصوص لسرقة دورنا ..
براقــــــش والجنــــــاية على وطــــن :
لكَــم سمعنا عن (الكلبة براقش) والتي لم تجني على نفسها فحسب وانما جنت على نفسها وعلى أهل قريتها حينما نبحت نباحا اعتياديا وعـفويا فدلت الأعداء وقطاع الطرق على مكان قومها فقُتلوها واسـتباحوا أهل قريتها فكانت النهاية المأساوية والتي ضلت حديث التاريخ والزمان..وأما كلبة عصرنا فإنها تتعمد النباح تعمدا لهلاك قريتنا وما فيها وما حولها .
في الخميس 13 يونيو-حزيران 2013 08:23:29 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=479&lng=arabic