|
- اعتقد جازماً أن تغير نظرة غالبية الموظفين تجاه مديرنا الفاضل ،راجعة الى سببين رئيسيين يتمثل اولاهما في محدودية وشكلية الانجازات التي حققها الى حد الان بصورة لا تنسجم مع آمال وطموحات الموظفين أو حتى مع الوعود التي قطعها على نفسه خاصة فيما يتعلق بتحسين اوضاعهم المعيشية .
- لاشك أن هناك من سيدافع عنه بالقول أن الرجل لم يمض على تعيينه سوى تسعة أشهر ويحتاج لمزيد من الوقت حتى يتمكن من تحسين الوضع المعيشي للموظفين وتلبية مطالب حقوقية متراكمة منذ سنوات طويلة ،ربما يكون ذلك صحيحاً الى حد ما ،لكن المؤشر الاولي لأدائه خلال الاشهر الماضية ،يلاحظ عليه البطء الشديد في تحركه فيما يتعلق بالحقوق المالية للموظفين ،في حين كان تحركه سريعاً في ارتكاب مجموعة من المخالفات والتجاوزات القانونية .
-هذه التجاوزات اثارت قلق وشكوك الموظفين بشدة من نوايا مديرهم الحقيقية تجاههم ،وهذا هو السبب الثاني في تغير نظرتهم منه ،مع تأكيدهم بان هذه التجاوزات وحقوقهم الضائعة هى دافعهم الرئيسي لوقفاتهم الاحتجاجية التي نفذوها طوال الاسبوع المنصرم في ساحة المكتب .
- ثائر مؤقت والعودة الى ماقبل جمعة الكرامة :
تحدثت في الحلقة السابقة عن تصدر ابرز ثوار المكتب ممن كانوا في ساحة التغيير لهذه الاحتجاجات ،وتمسكهم بنظرتهم لمديرنا العزيز كامتداد طبيعي للنظام السابق ،والقول أن انضمامه للثورة كانت مرحلة مؤقته في حياته انتهت بتوليه أدارة المكتب ،مستدلين على ذلك بالتجاوزات المختلفة التي تتم حالياً في المكتب واعتبارها من الممارسات التي اشتهر بها النظام السابق ،كما أنها في ذات الوقت تنكرا منه للثورة وضربا بعرض الحائط لأهدافها.
-حتى لا نظلم الرجل أو نتمادى في اتهامه جزافاً دون دليل سأورد امثلة على تجاوزات مديرنا الفاضل داخل المكتب خلال التسعة الاشهر الماضية وكمايلي :
- اقصاء ممنهج لكوادر المكتب:
1-في لقاءه الاول بالموظفين اشاد نصر طه بكوادر المكتب ،وتحدث عن معرفة سابقة له بكثير من تلك الكوادر، مؤكدا انه سيركز جهوده على تحسين الوضع المعيشي للموظفين ،لكن ما حدث كان غير ذلك ،ففي الشهر الثالث تقريبا على توليه مهام منصبه تخلص نصر طه وبقرار جمهوري من نحو 70% من رؤساء الدوائر (وكلاء)بالمكتب تحت ذريعة تجاوزهم السن القانونية .
-قوبلت هذه الخطوة بارتياح داخل المكتب ،لان الجميع مؤيد للتغيير كسنة من سنن الحياة ،اضافة الى أن مديرنا العزيز قام بتكليف الرجل الثاني في عدة دوائر شملها التغيير بمهام رئيس الدائرة الى حين صدور قرارات جمهورية بتعيينهم في تلك المناصب ،المهم أن التغيير بهذا الشكل ظهر متوازنا ، فمن جهة تم رفد المكتب بخبرات جديدة كون أكثر من نصف المعينيين جاءوا من خارج المكتب ،ومن جهة أخرى تم مكافئة كوادر المكتب البارزة عبر تكليف الرجل الثاني في عدد من الدوائر بإدارتها.
2- لكن ما حصل بعد ذلك كان مفاجئاً للجميع ،فلم تمض على هذه الخطوة سوى اسبوعين ويفاجئ الجميع بصدور قرارات جمهورية جديدة عين بموجبها عدد من الوكلاء من خارج المكتب محل المكلفين من قيادات الصف الثاني في المكتب ،قد يرجع البعض ذلك الى رئيس الجمهورية ،لكن مدير المكتب في تصريحات صحفية حينها أكد وقوفه وراء ترشيح المعينين بقرار جمهوري باستثناء رئيس الدائرة الاعلامية الذي أتى به الرئيس.
- كان رئيس الدائرة الاقتصادية العزيز عصام الشرعي الاستثناء الوحيد في التغييرات السابقة كونه من كوادر المكتب ،وعلى الرغم من أن الشرعي معروف بكفاءته ودماثة أخلاقه وتواضعه ،لكن ذلك لم يكن السبب وراء تعيينه في منصبه ،بل لكونه في اعتقادي زميل المدير في سنوات الدراسة في مرحلتي الاعدادية والثانوية ،وهذه خصلة حميدة في مديرنا الغالي كونه يراعي زمالة قديمة مع الشرعي وشغفهما في قراءة قصص الخيال العلمي وبالذات مغامرات ميكي وبطوط وسوبرمان والشياطين ال13.
3- في ال 13من مايو الجاري صدر قرار جمهوري بتعيين وكلاء جدد ،ازيح بموجبه آخر كوادر الصف الاول في المكتب ،وهنا لابد من أيراد عدة ملاحظات هى :
أ- المعينون كلهم من خارج المكتب ،وهم من صغار السن ومحدودي الخبرة ،في حين أن من تم تغييرهم يعتبروا من أفضل كوادر المكتب ولم يتجاوزوا السن القانونية ،فهم اما في منتصف العقد الرابع او مطلع العقد الخامس من العمر أي أنهم في أوج عطاءهم.
ب- بهذا القرار تخلص عزيزنا نصر من جميع قيادات الصف الاول بل وتخلص على الطريق من مجموعة من أبرز قيادات الصف الثاني في المكتب ،وذلك بمنحهم الدرجة الوظيفية التالية ومنصب مستشار في المكتب لا يستشار في حقيقة الامر ،وكان ذلك على ما يبدو من باب براءة الذمة وخوفاً من يوم الحساب.
- رغم ادراكي لكثرة الشائعات المتداولة داخل المكتب التي تهدف الى تحريض الموظفين ضد مدير المكتب والمقربين منه ،لكني أجد الامر مختلفاً الى حد ما فيما يتعلق بمعلومة وصلتني من احد الوكلاء المقالين بأن مديرنا الغالي ارجع السبب في التخلص من قيادات المكتب الى الرئيس هادي ،مشيرا الى أن طه اسر الى احد اصدقاءه المقربين الاسبوع الماضي قائلاً له بالحرف الواحد\\\" أن الرئيس هادي وجهه بكنس قيادات المكتب \\\".
-صراحة لا أعرف مدى دقة هذا الكلام ،لكن وكيل آخر من المقالين حديثاً اخبرني أن مدير المكتب افهمهم أن هذه التغييرات جاءت برغبة من الرئيس ،حتى لو افترضنا صحة ذلك ،فالمرجح أن هناك من حاول تضليل الرئيس وتقديم معلومات خاطئة عن تلك الكوادر مما أوجد لديه مثل هذه الرغبة .
- قد يقول البعض أن مدير المكتب له الحق في فعل مايريد في مكتبه ،ربما يكون هذا الامر صحيح لكن اليس من الغريب اقصاء كوادر الصف الاول والثاني في المكتب بهذا الشكل ورميهم في البيوت وهم في اوج عطائهم !!اليس ذلك شبيهاً بسياسة سابقة أتبعت بحق قيادات الحزب الاشتراكي بعد حرب صيف 94م المعروفة بسياسة خليك في البيت !!،والتي مازلنا نعاني من تداعياتها الكارثية الى حد الان ،الم يكن من المفترض على مديرنا الغالي وهو الذي يعرف عن قرب قدرات وتميز تلك الكوادر أن يدعمها لتولى مناصب قيادية في مؤسسات الدولة المختلفة !!.
-وفي الجهة الاخرى اليس غريباً أن تتم معظم التعيينات من خارج المكتب في حين ان فيه عشرات الكوادر المتميزة من حاملي شهادة الدكتوراه والماجيستير والبكالوريوس ممن يمتلكون خبرات بحكم سنوات عملهم الطويلة في المكتب!اليس في ذلك تهميش واقصاء وظلم بحقهم !! الا يؤثر ذلك سلبا على اداؤهم خاصة أن من عينوا رؤساء لهم هم اصغر منهم سناً واقل خبرة ،الا يؤثر ذلك سلباً على معنويات ورغبة تلك الكوادر في العمل تحت قيادة القادمين من خارج المكتب ،ومن ثم التأثير السلبي على اداء المكتب بشكل عام ،الا اذا كان هناك توجه لأقصاء تلك الكوادر واستقدام عمالة اسيوية اقصد مدراء عموم من خارج المكتب.
-نفي للشائعات أم تهدئة مؤقتة :
- خلال حديثة المقتضب للمحتجين في ساحة المكتب يوم 20/5 نفى مديرنا الفاضل صحة عدد من الشائعات المتناقلة داخل المكتب كشائعة وصول دفعة أولى من مدراء عموم من خارج المكتب ،لكن ذلك النفي لم ينجح في القضاء النهائي على تلك الشائعة فهناك من يقول أن مدير المكتب أضطر الى تجميد هذه الخطوة مؤقتاً لتهدئة الوضع في المكتب ،طبعاً الايام كفيلة بكشف صحة أو خطأ ذلك .
- بحديثه العمومي عن الاتفاق مع وزير الخدمة لتمرير دفعة اولى من التسويات المتراكمة لدى الخدمة المدنية يعقبها دفعة اخرى بعد شهر او شهرين ،نفى مديرنا الفاضل شائعة أخرى تحدثت عن مطالبته وزير الخدمة في مذكرة مرسلة من المكتب بعدم تمرير التسويات المرسلة من المكتب خلال العامين الماضيين ،لكن البعض قرأها كمحاولة لتخفيف حالة الاحتقان الحالية بين الموظفين ،المهم أن تلك الشائعات وتعدد تفسيراتها تكشف عن تنامي حالة من انعدام الثقة بين الموظفين وقيادة المكتب .
ج- الامر لم يقتصر على ازاحة الصف الاول وغالبية قيادات الصف الثاني في المكتب ،بل أن هناك توجه لإحلال تدريجي لعشرات الموظفين سنوياً على مستوى مدير ادارة ورئيس قسم ،صحيح أن هناك نقص في الكادر النوعي في هذه المستويات ،لكن المفترض أن يتم اولا التركيز على تطوير وتنمية قدرات الكادر الموجود في المكتب وليس مطالبة رؤساء الدوائر بتحديد اسماء العمالة الفائضة لديهم خاصة مع ضعف مقدرة المكتب على تحمل اعباء مالية جديدة لتغطية مستحقات الموظفين الجدد في الوقت الراهن .
-رغم ذلك ليس لي الا الاعتراف بوجود كفاءات متميزة ورائعة بين القادمين الجدد للمكتب وعلى رأس هؤلاء الرائع اشرف الريفي والحالم صدام ابو عاصم والرزين همدان العلي والمشاكس عنتر و الودود مازن الشعيبي والغامض دحان وباعزب القادم من ارض الكنانة والطامح ياسر الحسني وغيرهم ،وهذا في رأيي يحسب للمدير حسن اختياره لهؤلاء.
- الملاحظ وجود عدد من الصحفيين بين الموظفين الجدد امثال همدان و دوبلة وابو عاصم والريفي ودحان وغيرهم ،الى هنا والامر قد يكون طبيعياً لكن وجود اخو رئيس تحرير صحيفة الناس ضمن القائمة، يوحي أن احد اسباب اختيار مديرنا العزيز لهؤلاء ربما من اجل تشكيل مجموعة من الصحفيين تنبري تلقائيا للدفاع عنه ومواجهة أي حملة اعلامية تستهدفه ،لكن معرفتي البسيطة بهؤلاء ،وهم القادمين من قلب الساحة النابض، والتواقين ليمن جديد مشرق خالي من الفساد والحكم العائلي والاستئثار بالسلطة ،تجعلني على يقين بانهم لن يرضوا أن يكونوا بوقاً لاحد أو مسحوق غسيل لتنظيف قذارة الاخرين ولن يقبلوا بالظلم أو الخنوع لاحد وسيكونون في صدارة أي احتجاجات مطلبية أخرى داخل المكتب.
- اصدقكم القول مازلت غير مستوعب كيف أن رجل بعقلية وانفتاح وود نصر طه يكون لديه مثل هذه النزعة الاقصائية الغريبة وكيف له أن يصدر حكماً ظالماً بعدم وجود كوادر في المكتب تستحق تولى رئاسة دوائره !!،وماذا يمكن تسمية عملية تسجيل اسماء الموظفين المحتجين في الساحة من قبل بعض العسس؟وهل هذه مقدمة لمعاقبتهم أم لنفيهم خارج المكتب ؟،وحتى لا أطيل عليكم سأترك الحديث عن أبرز المخالفات القانونية المرتكبة في المكتب خاصة ما يتعلق بالشجرة الاسرية التي زرعها في المكتب والمطعمة ببعض الجيران وزملاء العمل في وكالة سبأ،وكذا الحديث عن شكلية الخطوات التي اتخذت لتحسين الوضع المعيشي للموظفين الى الحلقة القادمة.
يتبع ...
في الجمعة 24 مايو 2013 05:03:05 م