|
حين أراد الاصلاح أن يدخل في رؤيته حول قضية صعدة كانت هذه هي البداية الصادمة " لقد كان اخطر ما كرسته أنظمة الحكم قبل ثورة سبتمبر في ممارساتها الظلم والاستبداد والإقصاء والتهميش لكل ما هو خارج عن رؤية الحاكم الفكرية "إلا في استثناءات قليلة جداً" وتكريس نظام اجتماعي طبقي سلالي يفرق ما بين اليمنيين على أساس العنصر، ومحاولة فرض هوية محددة على اليمنيين لا تتناسب مع واقعهم وفطرتهم.
لقد ورث النظام الجمهوري الذي أقامته ثورة سبتمبر 1962م تركة خطيرة من الرواسب السلبية لعهود الإمامة وعلاقتها وفكرها الإقصائي، وفي مقدمة كل ذلك " إيمان" فئة محددة بأن حقها في الحكم قضية دينية لا يكتمل الايمان إلا بها، وإن سعيها للسلطة عبادة ودين، واستحقاق مذهبي... وأن عدم تحقق ذلك يعني اضطهاداً دينيا موجهاً لها."
بعدها يقول الاصلاح أنه لا يريد أن ينكأ جروح الماضي لكنه فيما يبدو يريد إلى جانب تواطؤه ومشاركته وتحريضه لعلي عبدالله صالح في حروب صعده ،يريد أن يقول أن أهل صعدة كانوا هم الجلادون وهم من دمروا بيوتهم بانفسهم وهم من حشد ضد انفسهم المسلحين من المحافظات وجندوا الجيش ضد انفسهم وعلاوة على ذلك كانوا هم السبب في فشل ثورة 26 سبتمبر بل أكثر من ذلك حملوا "أنصار الله" مساوئ فشل النظام الجمهوري ولم يعرضوا على علي عبدالله صالح في قضية بسيطة وهي طموحه لتوريث الحكم؟
إن السطور الأولى لرؤية الاصلاح تعطي انطباعا واضحا لا لبس فيه أنه بعد رؤيتهم لقضية الجنوب والآن قضية صعدة يستخدمون آخر أوراقهم لإفشال الحوار الوطني بعد أن استنفدوا أساليبهم بداية بالانسحابات الى القتل في أول ايام الحوار باستشهاد "عبدالغني الحمزي" ثم محاولة اغتيال عبدالواحد أبوراس في جملة من المحاولات للوصول إما لافشال الحوار أو لدفع أنصار الله على الانسحاب من الحوار ليحاور حزب الإصلاح نفسه أو شريكه السابق في طريقة اعتدنا عليها منذ اقصاء الحزب الاشتراكي في عام 1993م.
بشكل فيه من المغالطات التي تمثل علامة إصلاحية مسجلة حاول الإصلاح تجريم أنصار الله وإدانتهم وتأكيد كل الأقاويل ضدهم باستثناء معارضتهم للحرب -هذا في الرؤية المقدمة- فيما بالواقع كانوا أهم عنصر أو طرف في إشعال الحرب بصعدة ،وإذا كانوا يرون جانب محاولة لصالح توريث الحكم لابنه فإن هذا الهاجس فعلا كان يشغل علي عبدالله صالح لكن في نفس الوقت كان الإصلاح يستغل هذا الهاجس في رأس صالح للدفع به لخوض الحروب وذلك بالترويج أن هناك من يريد ان يبدد حلمه بالتوريث.
الإصلاح وكممثل للإخوان المسلمين يعطي الاهتمام بالثورة الإيرانية نقطة كبيرة وأساسية في قراءته لجذور قضية صعدة مستدلا بتبني شعارات الإمام الخميني "قدس الله سره" وشعارات حزب الله متناسيا أنه أول من ردد ودرس في معاهده وفي المساجد فكر الإخوان المسلمين لدرجة أن قواعدهم كانت تعرف عن "حسن البنا" و"سيد قطب" اكثر مما يعرفوه عن علماء اليمن أو تاريخ اليمن نفسه.
وإذا كان ترديد شعارات الإمام الخميني واحدة من النقاط التي تمثل جذور قضية صعدة فعلى الإصلاح أن يدين ايضا ثوار "11فبراير" حيث رفعوا ورفعنا صورا لـ"تشي جيفارا" ومقولاته الشهيرة .
في الأخير الرؤية الحقيقية لوجود الإصلاح في الحوار الوطني ليس إلا سعي للتهرب من المسؤولية وتجريم الضحية وتخفيف الأحكام على الجلاد بالإضافة إلى أنه -أي الإصلاح-سعى إلى تنصيب نفسه كحزب وحيد لم يكن له يد في التخريب والحروب بل كان الحزب الذي كان وجوده سببا في أن قضايا الوطن لم تكن أكثر سوءا مما هي عليه أما رؤية الإصلاح فليست برؤية ولكنها ذر للرماد على العيون.
في الأربعاء 01 مايو 2013 08:50:54 م