|
يتجنب هادي الاحتكاك بمحسن علناً, فمنزله وأسرته لا يزالان تحت رحمة الفرقة, كما أن التمرد الذي قاده بعض الموالون لمحسن في لواء العمالقة أرعب هادي وجعله يرتاب حتى من ألوية الحماية الرئاسية التي لا يُستبعد أن تكون للجنرال خلايا نائمة فيها .
يُحس ألرئيس هادي أنه وحيد في معركته مع محسن, فتأييد المؤتمر له يُضعف موقفه بسبب استمرار صالح على رأسه, والتأييد الغير متوقع بل و المفاجئ للجميع من المجلس الوطني للثورة " التابع للمشترك" لمحسن جعل الرئيس في موقف لا يُحسد عليه, الرئيس لديه السلطة لكن محسن يلوح بالقوة, الرئيس لديه المؤسسات لكن محسن أيضاً لديه مؤسسات مثل " هيئة أنصار الثورة والمجلس الوطني ", الرئيس لديه الشرعية لكن محسن لديه الشريعة "علماء السلطة" .
ما الذي جعل الرئيس وحيدا ؟ سؤال يجب على مؤسسة الرئاسة - بما فيها المستشارين - أن تسأله لنفسها .
باعتقادي ان هناك عدد من الأسباب التي جعلت الرئيس وحيداً, منها عدم شفافيته في ادارة البلاد وحل الأزمات مما أفقده دعم الرأي العام, اضافة الى عدم تواصله مع النخب الاعلامية والثقافية المؤثرة في الرأي العام ليطلعهم على ما يدور حتى يتمكنوا من خلق وعي عام وبالتالي رأي عام مساند لإصلاحاته, كما أن التخبط الواضح في مُخرجات مؤسسة الرئاسة تجعلنا نحس أن هناك صراعاً داخلياً فيها أكثر من وجود جبهة موحده, وما إحالة مشروع قانون العدالة الانتقالية بصيغته المخزية والتي صدمت الكثير من القوى السياسية في الوقت الذي يحتاج فيه الرئيس الى من يسانده ضد تمرد محسن الا أكبر برهان على الخلل في مخرجات مؤسسة
الرئاسة .
كما أن هناك عامل مهم ورئيسي وهو أن الرئيس يعتقد أن الدعم الخارجي الذي يحظى به يجعله قوياً, ومع أن في ذلك بعض الصحة, لكنه ليس كل شيء, فلن يتمكن الرئيس من تمرير اصلاحاته ما لم يتشاور علناً مع مختلف القوى السياسية القديمة " التي تدعي تطلعها للتغيير " والجديدة منها, ليختبر الجميع وأمام بعضهم البعض, ليقول لهم هل أنتم معي في قرارات الهيكلة وفي عزل القادة السابقين الذين تسببوا في انقسام الجيش ؟ ليقول للمجلس الوطني لقوى الثورة ان عزل ابناء صالح مرهون بعزل علي محسن, وان دعم المجلس الوطني لعلي محسن هو دعم غير مباشر لبقاء أحمد, ليقول لهم أن محسن وعد أن يضحي من أجل الثورة وأن ابسط تضحية أن يغادر منصبة خصوصاً أنه تعدى الأجلين معاً .
على القوى السياسية المؤيدة للتغيير أن تسعى للقاء الرئيس وتطلب منه أن يصارحها بفحوى الخلاف, لتتمكن بعدها من تحديد موقف واضح واحراج شركائهم "الاسلاميين" ليرفعوا الغطاء السياسي عن الجنرال محسن .
ان ترك الرئيس وحيداً في معركته مع محسن معناه اتاحة المجال لتمرير صفقات تتمكن من خلالها مراكز القوى التقليدية "القبلية والعسكرية والدينية" من اعادة انتاج نفسها عبر احكام سيطرتها على المؤسسة العسكرية والأمنية وبغطاء ثوري ممثلاً بالمجلس الوطني .
albkyty@gmail.com
- نقلاً عن صحيفة الأولى:
في الإثنين 14 يناير-كانون الثاني 2013 06:57:08 م