|
ان الأهم في هذه الاحتفالية هو حضور ومشاركة الأمين العام للأمم المتحدة،وهي الزيارة الأولى لمسؤول أممي رفيع في هذا المستوى لليمن، وهذا يجسد ارادة المجتمع الدولي في التجاوز باليمن كل الصعوبات والتحديات والاخطار التي واجهها ويواجهها .. معبراً بهذا الحضور عن وقوف العالم كله الى جانب اليمن حتى يخرج من اوضاعه الصعبة ويتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والمعقدة والحساسة، وهذا يعني دعماً قوياً ولا محدود للأخ رئيس الجمهورية ليتمكن من استكمال المرحلة الانتقالية وفقاً لمضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وفي صدارتها اعادة توحيد القوات المسلحة والأمن، وعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اجواء ومناخات تمكن هذا الشعب الحضاري العريق من تحقيق التغيير الملبي لمتطلبات حاضره واستحقاقات طموحاته المستقبلية واخذ المكانة التي يستحقها تاريخه وموقعه الجيوسياسي الاستراتيجي في هذه المنطقة الحيوية والهامة للمصالح العالمية.
وهذا يخلص بنا الى ان الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي لهم مصلحة حقيقية في ان يكون اليمن موحداً ومستقراً يتسع لكل أبنائه الذين عليهم ان يعملوا على ايجاد الصيغة التي تحقق هذه الغاية من خلال طاولة الحوار الجدي الصادق والمسؤول الذي يتطلب سمواً وترفعاً عن انانية المصالح الضيقة والنظر الى الأمور بأفق واسع ووعي عميق يمكنهم من الارتقاء الى مستوى قطع طريق العودة الى مساوئ الماضي وتراكمات إرثه المثقل بالضغائن والاحقاد الناجمة عن التخلف الذي كان يعيد انتاج نفسه بفعل التفكير السياسي القاصر والعقيم في تعاطيه مع قضايا الوطن والشعب من منظور نعراته ونزعاته ورغباته التي اوصلت البلد الى حافة الهاوية..
ويبقى التأكيد على حقيقة ناصعة وهي ان العالم كله يقف الى جانبنا لإخراجنا مما نحن فيه، والاشكالية في ان نكون نحن اليمنيون مع انفسنا، وعلى اولئك المشدودين الى الماضي ان يدركوا بأن العودة الى الوراء باتت مستحيلة لأن ذلك يتعارض مع قوانين التاريخ وارادة الشعب اليمني، ومع الارادة الاقليمية والدولية، فلا خيار امامنا الا المضي صوب عهد جديد!!
في الخميس 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 06:45:22 م