|
لقد أوصلت الشعوب هؤلاء الزعماء إلى مرتبة الألوهية “لا يسألون عما يفعلون” حتى قال بعضهم في دولة عربية لزعيمه القائد المؤمن : لو كان لي من الأمر شيء لجعلت في منزلة ( لا تسأل فيها عما تعمل ) وسمعنا في بعض وسائل الإعلام من يقول: الرئيس الفلاني عندي نبي وآخر يقول : الشعب تعداده عشرون مليون والرئيس عندي بعشرين مليون، ما هذا يا أصحاب العقول؟! هل هؤلاء الزعماء دماؤهم طاهرة ومقدسة حتى يكون الواحد منهم بعشرين مليوناً بل قال قائل من هؤلاء المتزلفين لزعيمه : يبكون على قتل اثنين أو ثلاثة اقتل مليون مليونين ثلاثة (طز) المهم تبقى أنت فإذا بالتصفيق يملأ القاعة ويهز الزعيم رقبته رضى بما قاله ذلك البوق والله أعلم كم استلم على تلك المقولة يا أصحاب العقول أقول :
يا ليتنا رأينا تنمية وحضارة وخدمات وأمناً واستقراراً وحفاظاً على المال العام والثروات .. لكن ما وجدناه أن البلدان العربية من أفسد الدول مالياً وإدارياً حتى أن اليمن في عام 2010م حصلت على المرتبة (164) في الفساد المالي والإداري وفي كل دورة يحسب منظمة الشفافية الدولية تتدني هذه البلدان هذا هو ما جعل الزعماء يطغون و يتفرعنون، ويصدقون أنه لا يوجد في الأمة غيرهم ومن هنا جاء الطغيان والاستبداد ونهب الثروات والفساد المالي والإداري.
ونحن في اليمن الجديد علينا أن ننتبه لهذا المنزلق الخطر وألا نكرر الخطأ مرة أخرى فلا يمجد الرئيس ولا تضفى عليه الالقاب ولا تُرفع صوره في كل مكتب وشارع وعلى الشعوب أن تبقى مراقبة لأداء الرئيس والوزير والمدير فإن أحسن شكرناه وإن أساء أقلناه.. وعلينا أن نسكت ونخرس تلك الألسن والأقلام الأفاكة التي تتزلف على حساب الشعب وتصنع الفراعنة والديكتاتوريات ، إننا لا نريد أن نسقط الديكتاتور ونبقي الديكتاتورية بل نريد أن نسقط الديكتاتور وثقافة الديكتاتورية وإننا بحاجة ماسة إلى أن يحول الرئيس والوزير أقواله إلى منتج يستفيد منه البلد ويستفيد منه الشعب ولا نريد ترويج الأوهام والكذب على الشعوب والله الموفق .
www.almaqtari.net
في الإثنين 27 فبراير-شباط 2012 06:52:03 م