مبروك للإخوان رئاسة مصر العربية
كاتب/محمد المقالح
كاتب/محمد المقالح
مبروك للدكتور محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية، ومبروك للإخوان المسلمين وصولهم الى أعلى موقع سياسي في العالم العربي منذ نشأتهم في مدينة الإسماعيلية 1928.
فوز مرسي والإخوان في السباق الرئاسي المصري كان نتيجة صحيحة ومنطقية. وبقدر ما إن جزءاً من هذا الفوز قد جاء باسم الثورة الشعبية، وعلى خلفية خوف غالبية الشعب من عودة نظام حسني مبارك البوليسي، ومن خطورة هيمنة المجلس العسكري على كل السلطات المصرية، بقدر ما إن أهمية هذا الفوز المستحق أنه جاء رسميا، وعلى لسان الجهة المخولة دستورا بإعلانها (رئيس لجنة الانتخابات)، الأمر الذي يعني قبول الجميع بالنتيجة، وبشرعية الرئيس القادم، وبالتالي تقليل مخاطر الانقسام والفتنة التي كانت الجماعة هددت بها مصر والمصريين في حالة فوز الفريق أحمد شفيق، باعتبار الانتخابات ستكون مزورة، أو هكذا افترضت تصريحاتهم وحشودهم المليونية، وتبين اليوم خلاف ذلك تماما.
بالطبع، لن ينتهي الإشكال المصري، وبالتالي العربي، بإعلان فوز الإخواني مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية، وأول ما يجب أن يعيه مرسي وجماعته في هذا السياق هو أن فوزهم الانتخابي لا يزال ضئيلا (51%) أولا، وانقساميا ثانيا، ولم يكن بسبب شعبيتهم وقدراتهم التنظيمية وإمكاناتهم المالية الهائلة فقط، بل أيضا بسبب سقوط مرشح الثورة "صباحي" في الجولة الأولى من ناحية، وبسبب مخاوف فئات واسعة من الشعب من إمكانية عودة نظام العسكر من ناحية ثانية.
الأمر الذي يحمل مرسي والإخوان مسؤوليات وطنية كبيرة تجاه الداحل المصري عموما، وتجاه الوحدة الوطنية من ناحية، ووحدة قوى الثورة والموقف من الأحزاب الليبرالية واليسارية والقومية، فضلا عن الموقف من الدستور والدولة المدنية، وجميعها قضايا شائكة ومعقدة لا يبدو للأسف أن التنظيم في مجمله يستوعبها أو يراعيها.
  قضايا كاشفة!
بعد فرحتهم بالانتصار الكبير سيقف الإخوان غدا، بل من هذه اللحظة، في امتحان عسير جدا، لا يبدو أنهم مستعدون له أيضا، وأول هذه الاختبارات الكاشفة هو التوفبق بين علاقة الداخل بالخارج، وعلاقة العسكر بقوى الثورة، وعلاقة الموقف من تحرير فلسطين وإمكانية التخلي عنها، والعلاقة بين إيران والسعودية... الخ.
الإشكال يأتي من كون الإخوان يعتقدون في إمكانية التوفيق أو الجمع بين كل هذا القضايا، في حين أن القضايا نفسها متعارضة، وامتلاك إحداها يعني خسارة الأخرى.
في ذات السياق تقريبا، من المتوقع أن يتفق المجلس العسكري والإخوان على 3 قضايا رئيسية، وربما لم تعلن نتيجة فوز مرسي رسميا اليوم إلا بعد توصل الطرفين إليها، وهي "تقاسم السلطة والموقف من الإعلانات الدستورية أولا، والموقف من معاهدة كامب ديفيد وبقاء السفير الإسرائيلي في القاهرة ثانيا، واتخاذ موقف واضح الى جانب أمريكا والسعودية تجاه الوضع في سوريا ثالثا، والموقف من إيران وفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ومنها حماس رابعا. وإذا ما حدث الاتفاق بين الإخوان والمجلس العسكري بإشراف كل من أمريكا والسعودية، على هذه القضايا الكبيرة، وهو أمر متوقع جدا، نظرا لطبيعة الإخوان، وطريقة ممارستهم للسياسة، فإن السؤال أو التساؤل حينها، هو: أية محنة دخلها الإخوان اليوم بفوز مرشحهم الدكتور محمد مرسي رئسا لجمهورية مصر العربية؟!
يبقى أن أقول مرة أخرى: مبروك لمرسي وللإخوان والديمقراطية المصرية، وشكرا للجنة الانتخابات ورئيسها المحترم.
  
  قائد بحجم اليمن
استشهاد القائد الوطني سالم قطن على أيدي القاعدة، وحد اليمنيين بالحزن وبالفخر أيضا. الأبطال يصنعون التاريخ كما يصنعون المجد لأنفسهم ولشعوبهم أيضا.
لا يمكن أن يعاد الوعي بالوحدة اليمنية عبر مديحها أو التغني بها، كما أن قسر الناس على الوحدة يلحق بها أفدح الأضرار.
إنجاز التفوق وجعل اليمني يفتخر بنفسه وبمكانة وطنه أمام الغير، هو ما يعيد الوحدة والهوية الى الوعي الوطني لدى اليمنيين شمالا وجنوبا. وهذا بالضبط ما عمله القائد الوطني "قطن" وهو يقود معركة تحرير الوطن من الإرهاب، ومن الجريمة المنظمة والفظاعات التي ترتكب ضد الإنسانية. وقد كان من الطبيعي أن يفتخر اليمنيون بهذا الإنجاز، وأن يحزن اليمنيون أيضا لرحيل بطلهم في وقت كانوا بأمس الحاجة إليه وإلى أمثاله. وهنا، وفي مثل هذه اللحظات الاستثنائية، تبرز الهوية الجامعة للأمم والشعوب العظيمة.
المؤسف أن ما تعمله قوات الشرطة والسلطة المحلية في منصورة عدن، منذ قرابة الأسبوع، يخلق مشاعر أخرى، ونتيجة مغايرة للمجد والإنجاز الوطني. إنه التاريخ المهزلة نفسه بين حدث 22 مايو 1990 العظيم، وجريمة حرب 1994 القذرة.

في الإثنين 25 يونيو-حزيران 2012 07:43:33 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=151&lng=arabic