لعبة التّكاذب ..!!
كاتب/عبدالله الصعفاني
كاتب/عبدالله الصعفاني
بشيء من التبسيط وليس التسطيح .. الشعب اليمني يرزح تحت ضربات المعاول، وأبرزها .. معوَل العدوان الخارجي ومعوَل الغباء المحلي .
* وفي التفاصيل قائمة من " المعاول " التي تهدم بلا رحمة فيما لا حضور حقيقي لــ " العوامل " القادرة على وضع السفينة في بداية رحلة العودة من الشقاء إلى السعادة .. من الخيبة إلى الأمل .. ومن النزيف إلى السلام.
* ولا يوازي ما يطفح به تحالف العدوان من الصلف والغطرسة والنزوع إلى التدمير والقتل بلا خوف من محاذير دينية أو قيم إنسانية إلا يمني الفنادق عندما يكون مرتهنًا يزايد على العدو نفسه في عدائه لشعبه أو اليمني الداخلي الذي يجعل من بيوت العزاء وخراب مقدرات عقود من الزمن فرصة للهبر الحرام والعبث بكل شيء وأي شيء ، دونما خجل من ترديد اعتبار العبث انجازاً .. والفشل تفوقًا .. والخيبة علامة جودة تستحق من الشعب اليتيم شهادة الأيزو .

* الغريب أن كل منا " واهمًا "يساهم بالكثير أو القليل من الطعن في جسده معتقداً أنه ينال من الفكرة الفاسدة ويثأر من الفشل ومن الخيبة ومن سوء التقدير والقرار ويضغط على الاستهتار والخوار.
وحسب حكيم بأن هدم أركان وقواعد وسقوف أي بلد يتحقق تمامًا بحلول ثلاثية سقوط التعليم والأسرة وسقوط القدوة .. ولا أرانا إلا نعيش السقوط الثلاثي سيء الصيت ، ولكل واحد منكم أن يعطي المنسوب البياني لكل ضلع من أضلاع مثلث الخيبة .
* وسأتوقف هنا عند ضلع التعليم الذي صار أعوج من الشريم مع لزوجة تزيد المشهد بؤسًا، تاركًا لتأثير الأوضاع الاقتصادية على الأسرة وتواري القدوة لحسن تقديركم وتفاعلكم .. فمن منكم يعرف ما هو التكاذب ..؟ لمن لا يعرف فالتكاذب في مظهره وجوهره يتمثل في أن أكذب عليك وتكذب علي ويعرف كل منا أنه يكذب على الآخر ،ومع ذلك نصمم على مواصلة المسرحية الهزلية الكاذبة حتى النهاية .
* هل تريدون مثالاً.. حيًا .. طازجًا داخل الثلاجة الطبيعية لزمهرير هذا الشتاء المتعجرف ؟ حسنًا .. وليكن المثل المدرسة الحكومية وما يجري في فصولها وإداراتها وساحتها والأروقة ..!
* الأساتذة المعلمون والمعلمات .. والأساتذة المدير والمديرة والوكيل والوكيلة يعانون أكثر من غيرهم جراء الأوضاع المعيشية وحالنا مع المرتبات وشهورها الضاغطة على القلب والدماغ .. يعانون أكثر لأن المطلوب منهم دوام يومي باستحقاقات متطلبات العيش وتكلفة المواصلات وصعوبة أن يداوم المعلم بنظام " خليك في البيت " كمهن وظيفية أخرى .
* كيف ترد الإدارات المدرسية بطواقمها التعليمية على المعاناة وتهاون الفكر الاقتصادي والسياسي والإداري المتخلف تحت رحمة المناخ الذي يحيط بالبنك في كل من صنعاء وعدن ومارب واختفاء " يا رعى الله ديار الحبايب " ؟
لم تجد هذه الوزارة التعليمية والمدارس غير استدعاء لعبة الجمع الفاضح بين العمل والإضراب بالتكاذب .
* أما كيف بالحديث عن الدراسة بلا مناهج تحت وهم تمرير أخبار إمكانية تنزيل المناهج من أين ..؟ من الانترنت ؟؟ لا أريد هنا الضحك في بيت العزاء بعد أن صارت أحوالنا في التنكة .
* أما الإدارة المدرسية والمدرسين فقد عززوا فكرة الاستغناء عن المعلم المؤهل بإحضار البديل .. أي بديل ولو من سوق أي حاجة بعشرة ريالات بإعلان الرغبة لحاجة اسمها " الإضراب ".. ولكن الإضراب من طراز جديد.. يعني يحضر من تيسر من الإدارة والمعلمين ويحضروا الطلاب والطالبات ثم يوضع هؤلاء الطلاب في الفصول ولكن بدون دراسة وبدون تدريس تعبيرًا عن الرفض لواقع التدريس بلا معاشات .
* هذا ما عرفته كأحد خائبي الرجاء الآباء لأسأل وأنا ملفوف بالخيبة .. سبحان الله على أبو يمن حينما يبدع فيدعو الأم لأن تستيقظ مبكراً وتجهز صغارها ، ملابس وفطور وسندويتش -إن توفرت- لترسل الصغير إلى المدرسة حيث ليس الفصل فيها سوى غرفة وحبس إجباري يختفي فيه المعلم .. ولا مانع فيه من ممارسة ما تيسر من الشغب .
* قم للمعلم..
يلله قمنا !

  
في الأربعاء 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2016 10:11:33 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=1474&lng=arabic