هم يحسدوني على موتي فوا أسفا ,, حتى على الموت لا اخلو من الحسد
كاتب وصحفي/يحيى عبد الرقيب الجبيحي
كاتب وصحفي/يحيى عبد الرقيب الجبيحي
- يوافق يوم الثاني والعشرين من أغسطس .. مرور أربعة أعوام على استشهاد الخالد الذكر -عبدالعزيز عبدالغني- متأثرا بجراحه إثر الهجوم الذي طال مسجد دار الرئاسة يوم الثاني من يونيو2011م .
وبقدر اختيار الخالق للفقيد بأواخر شهر رمضان المبارك والذي يوافق مثل هذا اليوم .. بقدر اختياره وحبه له أيضا حينما كتب له الشهادة .. ودون سواه من أقرانه ممن تعرضوا لنفس الهجوم .. وممن باتوا هم الموتى اليوم ..قلوبا وعقولا ووطنية!! وحتى لا يبقى -رحمه الله- حتى اليوم لمشاهدة ماباتت تحدث بوطنه من ويلات ومحن!
ولو كان بين أظهرنا اليوم ..وكما عرفته عن قرب -لما وسعه إلا الإنتصار لوطنه .. مهما كانت علاقته بمن كان محسوب عليه كما كان يفهم البعض!! مع أنه كان في حقيقته وجوهره ومهامه الوظيفية كلها محسوب على اليمن كل اليمن .. ومحبوب تباعا لذلك لدى الخاص والعام .. وهنا.. كانت ولا تزال تكمن قوته الحقيقيه حيا وميتا -يرحمه الله-
ومع تقديري لما سطره الزميل لطفي نعمان بمقال له عن بعض مآثر الفقيد إلا أنه حينما طالب بالتذكير في تكريمه .. دفعني ذلك إلى التساؤل البريء .. من هو الجدير اليوم بتكريم رجل استثنائي بحجم ومكان ومكانة عبد العزيز عبدالغني يا ابن النعمان ؟!! أوليس عدم تكريمه من رجال اليوم هو بحد ذاته قمة التكريم له؟!!
مع أن ظهور من اقترفوا الجريمة التي اودت بحياته .. ولكل العامة بدلا من حصر ظهورهم للخاصة .. وعقابهم جهارا ... نهارا ..بقدر ما قد يعد ذلك جزء يسيرا من تكريم الفقيد .. بقدر ما سيعد ذلك أيضا بمثابة تكريم لوطنه الذي أنجبه ولشعبه الذي أحبه
- فرحم الله عبدالعزيز عبدالغني كم بات يفتقده وطنه وشعبه اليوم ويفتقد ما كان يمثل من وطنية وكرامة واستقامة .. والذي أحسب انه بقدر ما كان محسودا بدنياه بما كان يمثل من فضائل في وطن كانت ولا تزال تندر فيه الفضائل .. بقدر ما بات محسودا بعد مماته أيضا .. بمآثره الخالدة .. وذكراه العطرة .. ثم وهو الأهم ..بما حباه الله من اختيار وحب وإيثار وشهادة -ودون أن أزكي أحدا على الله-
-وكأني به -يرحمه الله- يخاطب بعضا من أقرانه وظيفيا وليس روحيا ووطنيا .. وممن قد لايزالون يحملون ولو بحجم ذرة من قيم وإخلاص وكرامة ووطنية رغم شكوكي !! .. أقول كأني بعبدالعزيز عبدالغني يخاطب مثل هؤلاء بقول الشاعر
"هم يحسدوني على موتي فوا أسفا ,, حتى على الموت لا اخلو من الحسد"
-طبت حيا وميتا أبا محمد .. ورحمة الله تغشاك

- المحب دوما للفقيد حيا وميتا / أبو حمزة
صنعاء.. 22أغسطس2015م

  
في الأحد 23 أغسطس-آب 2015 03:45:40 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=1441&lng=arabic