|
- أربعون يوماً في سجن كبير بداخل مدينتي التي احتلها التتار و أظهروا لنا كيف يكون المرء "محافظاً" و تافهاً في آن ، لا يكون ذلك مجسداً في كائن بائس ودميم كـ "حمود عباد" وهو يذبح مدينته ، ويهيئ لجماعة أنصار الله - الحوثيين كل شئ ، ويعقر لأجلهم منجزات أعوام "صالح" ويجند شباب بلده في مواجهة الرعب الذي ينتظرهم على حدود "مأرب" .. ألا يكفي هذا ليكون ذلك المسخ مجرماً علنياً وشيطاناً اجتمعت بداخله أحقاد خمسين عاماً كان فيها منافقاً ومتأبطاً لأذرع الحاكمين على نقائضهم وتلونهم وابتعاد افكارهم وتناقض عقائدهم ونظرياتهم .. ينفجر كل موروثه السئ في وجه أسير أعزل يمارس عليه تضليله الباهت ويكذب حتى يكتب عنه "أبليس" مندهشاً لجرأته وصلاته وتجاوزه لكل المنافقين الذين ذكرهم القرآن الكريم و وعدهم بعذاب أليم .
- أنا مندهش كأبليس .. و سجين كمقاتل أعزل .. و برئ كذئب يوسف عليه السلام .. و حزين كمواطن انتكس القانون أمامه .. أصرخ كمجنون مسالم ، أبتسم في وجه سجاني ، وفي وجوه أصدقائي الخائنين إذ باعوا فتاهم في مهرجان رقيق طمعاً في مزيد من الجلبة والنبيذ .
- ولد الفتى وفي جوفه قلب صغير و مرهف ، لم تعشقه فتاة ، ولم يأنس لرفقته صديق أو نديم ، كان نحيلاً و شاحباً . طيباً و مخلصاً ، مندفعاً كبدوي غاضب ، وسجيناً في وحدته كمذنب بلا جريرة إلا أنه لم يكن نسخة من "جحا" ، ظريفاً مثله ومنافقاً ، ماسحاً لأحذية الظالمين وخالداً في الوعي الشعبي كمهرج مخادع ، كان يكتب كل شئ ، لا يحسب شيئاً ، لا يتملق لعطاء وقح ، وفي صورة سلبية لصورة الوطن اليوم . صار "جحا" والياً ومحافظاً ، والفتى سجيناً ، استنفر "القرآنيون" جهدهم لسحق مستقبله وتدمير سمعته و تمزيق بأسه واهانة كبريائه ، مازال "الفتى" مبتسماً وساخراً ، مازال يكتب .. و يقول كل شئ ، خاب سحرة فرعون ، و فشلت خيول الشيطان في النيل من قلبه الصغير رغم سجنه وآلامه و حزنه على كل الوجوه المصابة بالسرطان !
في الإثنين 23 مارس - آذار 2015 03:56:39 م