|
هذه القوى والأطراف التي عمدت إلى فرض، نفوذها وأجندتها ومشاريعها الصغيرة في هذا البلد، على حساب المشروع الوطني الكبير، قد أعمتها الانتهازية إلى درجة صارت، فيها لا ترى ما يحصل على أرض الواقع، من فوضى وإرهاب وقتل وفساد وإفساد، وما يتهدد اليمن أرضا وإنسانا من المخاطر، من قبل هذه البؤر الظلاميه التي ضلت تكبر وتولد داخلها، خفافيش ظلامية تتغذى من منابع التطرف والتكفير للآخرين، ضمن المسلسل الذي ينفذه تجار الحروب والتخريب، من المفتيين الدينيين المتطرفين، الذين استحلوا الكذب واعتمدوا عليه، في تظليل الشباب بالباطل والزور والبهتان، وتسخيرهم لارتكاب جرائم بشعة ضد أنفسهم، وضد مجتمعهم، طلبا ل"الجنة"وبنات"الحور"،التي يوعدون بها من طرف أولئك الجهلة الحاقدين، الذين غسلوا أدمغتهم وحولوهم، إلى إرهابيين محليين وعابرين للقارات، ومشاريع انتحارية لقتل الأبرياء في الشوارع، والميادين والحارات بدم بارد، وأوجدوا لديهم الرغبة الجامحة في تدمير المنشئات، وتشريد للمواطنين وهتك حرمة المعاهدين، منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، عندما قاموا بناء على توجيهات أمريكا والغرب، بتصديرهم إلى أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك، تحت اسم الجهاد في سبيل الله ضد روسيا الشيوعية، وبعد أن أنقلب السحر على الساحر في أحداث، الحادي عشر من سبتمبرعام2001، قامت أمريكا وحلفائها بتصفية بعضهم، وسجن البعض ألآخر في جون تناموا، حيث وصل عدد اليمنيين المسجونين في جون تناموا، ما يزيد عن مائة وعشرون يمني، ولا زالوا هناك في السجن دون غيرهم من الجنسيات ألأخرى، والبعض منهم عادوا إلى اليمن بعد طردهم من تلك البلدان، تم تصدير بعضهم من جديد إلى العراق والصومال وسوريا وليبيا، والبعض ألآخر منهم تحولوا إلى دواعش وأنصار الشريعة في اليمن، يقتلون اليمنيين بدون تمييز ليلا ونهارا، وأصبحت اليمن في نظر المجتمع الدولي، دولة تصدر ألإرهاب والإرهابيين إلى دول العالم، وخير دليل على ذلك البيان الذي، أعلنه تنظيم القاعدة فرع اليمن، من أن الأخوان سعيد وشريف كواشي، اللذان نفذا الهجوم على المجلة الباريسية، كان بتكليف من التنظيم ألإرهابي فرع الجزيرة العربية"اليمن"،غير مباليين بما سوف يصيب المهاجرين اليمنيين، من مضايقات في مساكنهم وأعمالهم، ومن تشويه لسمعة اليمن والدين.
ونتيجة لذلك فإن الشعب اليمني، هو الشعب الوحيد في العالم تقريبا، ألذي ما يعرفش حاجة اسمها دموع الفرح، لأنه لم يرى إلا صراعات وأزمات، بين القوى السياسية اليمنية، ظلت منذ قرون عديدة، وما زالت إلى يومنا هذا، من أجل الحكم والسلطة والثروة ليس إلا، فأصبح المواطن اليمني، لا يثق لا في السلطة ولا في المعارضة، فالكل لديه سواء يشبهون بعضهم البعض في كل شيء، جميعهم صنعوا هذا ألإرهاب والفساد، كل بدرجته وجميعهم صنعوا كل هذه الفوضى السياسية، التي أفسدت قيام بناء الدولة المدنية العادلة، وأصبح الكثير من القادة الحزبيين ورجال الفكر والسياسة، مجرد أدوات بيد الحاكم لشر عنت الفساد، وإجهاض كل محاولات التقدم والنهوض في اليمن، بسبب عجزنا نحن اليمنيون، في بناء دولة المواطنة المتساوية، وعدم إرساء أسس الديمقراطية والتعددية الحزبية، والتبادل السلمي للسلطة، والتضييق على حرية التعبير، وحقوق الإنسان، وعدم الفصل بين السلطات الثلاث، التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، وعدم توفير الحد الأدنى من متطلباتنا الضرورية، من بناء مدرسة محترمة وكادر تعليمي محترم، ومناهج دراسية علمية حديثة، كهرباء تضيء بيوتنا وشوارعنا مثل عباد الله، مواصلات تواكب العصر، طرق واسعة تقينا ضغط الازدحام، مياه شرب نظيفة، مستشفيات نظيفة تتوفر فيها خدمات راقية، وأجهزة ومعدات حديثة وأطباء وعلاج، كما نريد عملا يقينا شر الفقر والجوع، نريد ألأمن والأمان في بيوتنا وشوارعنا، لكن حكامنا وكعادتهم يحملون أعدائنا الوهميين، كل مشاكلنا وأزماتنا ومصائبنا، ويعلقون عليهم إخفاقاتهم وفشلهم، وطوال حياتي كمواطن يمني، لم أسمع أن رئيسا أو حزب سياسي، أعترف بأنة قد أخفق في القضاء على الفساد والبطالة والإرهاب، وفشل في الجانب ألاقتصادي والأمني والسياسي، خلال فترة حكمة لليمن، وأنه قد ارتكب أخطاء في حق وطنه وأمته، فيقدم استقالته ويعتذر لليمنيين، مثلما يحدث في كل بلدان العالم شرقا وغربا، لكن قيادة أحزابنا يحكموننا منذ أكثر من 38 عاما، وإنجازاتهم فقط انتشار الفساد والإرهاب، إقصاء من الوظيفة العامة، التوريث السياسي، الدكتاتوريات، الطائفيات، المليشيات، اختفاء سيادة القانون، ومع ذلك جعلناهم كالملائكة، أو الرسل لا يُخطِئون ولا يُخطّئون، ولا يتحملون وزر ما نتعرض له بسبب فشلهم، وظل اليمنيون الذين يوصفون، بأنهم أهل إيمان وحكمة، غير مدركين أن استمرار، ألإرهاب ووحشية ألاغتيالات، من قبل الإرهابيين الذين انتهوا، في أحضان الجماعات المتطرفة، سوف يؤدي إلى فقدان هيبة الدولة وانعدام ألأمن والأمان، ويلحق الضرر البالغ، بكافة أطياف المجتمع اليمني، ويضع حاضر ومستقبل اليمن واليمنيين، في كف عفريت ألإرهاب ودولة المليشيات.
yehia-alqahtani2010@hotmail.com
في الجمعة 16 يناير-كانون الثاني 2015 01:46:27 ص