|
أقول : لطالما قاد هؤلاء الحكام الأمة إلى المهلكة، ولم يتوانوا في استخدام الدين لتحقيق ذلك، فقاموا بتسعير الخلاف نحو الصراع بين المسلمين أنفسهم لتكريس مشروع أميركا في المنطقة، وهو التقسيم الطائفي لها، ولن يشفع للمالكي اعترافه اليوم بذلك بعد أنهار الدماء التي سالت بين المسلمين دون وجه حق، وإنما تم ذلك نتيجة للانجرار خلف أولئك الحكام الذين لا يرقبون في أمتهم ولا في عقيدتهم إلاً ولا ذمة.
ولا أظن أن هناك من عاد يخدع بالمالكي وأمثاله، لأن جميع حكام المسلمين اليوم صاروا مكشوفين أمام الأمة في وقوفهم في صف مشاريع الغرب مثل تقسم بلاد الإسلام أو الدولة المدنية أو الدساتير الوضعية التي تقصي الإسلام عن الحكم.
إلا أنه من المؤسف أن يتبنى بعض أبناء هذه الأمة هذا السلاح (المالكي) ضد الإسلام وينشرون الصراع السياسي على أساس طائفي لإثارة الكراهية بين المذاهب الإسلامية ومن ثم يتحول ذلك الصراع إلى قتل ودمار لا يهلك إلا المسلمين أنفسهم، كما ورد في كلمة المالكي.
لقد دأب هؤلاء الحكام على تضليل الأمة في فهمها لواقع الصراع السياسي بل وضللوها في فكرها وعقائدها وقاموا بتعميم بعض الانحرافات الفكرية والعقائدية على أنها لتلك الطائفة أو لذلك المذهب لينشغلوا عن قضاياهم الحقيقية وعن عدوهم الرئيس.
إن الإسلام قادر على إزالة ذلك الصراع بين المذاهب الفقهية الإسلامية لو كانت للمسلمين دولة ترفع من وعيهم وتنقي الفاسد من أفكارهم وتبين لهم إمكانية التعايش بين بعضهم مع وجود الاختلاف في فروع الشريعة طالما كانت مستندة للكتاب والسنة. وقد تجلى ذلك بوضوح طوال التاريخ الإسلامي.
إلا أن أعداء الأمة اليوم ومنهم المالكي عملوا على تأجيج الصراع الطائفي وجروا الأمة إلى المهلكة تنفيذا للمشروع الغربي.
إن هذه الأمة لا تموت، ولله الفضل والمنة قد دبت الحياة في الأمة مجددا وبدأت تلتمس طريقها نحو خلافتها الموعودة في الكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
* عضو حزب التحرير في ولاية اليمن
في الثلاثاء 06 يناير-كانون الثاني 2015 12:56:47 ص