اليمن.. آن له أن ينهض
صحيفة/اليوم السعودية
صحيفة/اليوم السعودية
جدّد أصدقاء اليمن، في مؤتمرهم بالرياض أمس، دعمهم للعملية السياسية في البلد الشقيق، وقد وعدوا بمعونات اقتصادية ومساعدة كثيرة ليتعافى اليمن الشقيق من أمراض الحرب الأهلية والشقاق والفتن والمؤامرات التشطيرية المتمثلة بنماذج كثيرة، وليس أقلها سيطرة منظمة القاعدة الإرهابية على مناطق مهمة في اليمن لتبنّي أوكار حروب الكُره ضد اليمنيين وجيرانهم، وكل من يؤمن بالله على بصيرة. وكذلك سيطرة الحوثيين على مناطق من اليمن، حيث يحيكون المؤامرات السوداء ضد المملكة والبلدان العربية والأمة الإسلامية بأسرها. وكذلك الحركة الانفصالية في الجنوب.

كل ذلك يمثل تحدّيًا جديًا لليمن وقادتها الجُدد وقادتها في المستقبل. وهذا يحتم عليهم إنجاز خطة واضحة تتوخى حماية سيادة اليمن من عبث الأصابع الخارجية، وأيضًا تحقيق العدالة والاستجابة لآمال اليمنيين وتطلعاتهم بنهوض بلادهم وتفعيل ميزها النسيبة والقضاء على تبديد الطاقات الوطنية والعبقريات اليمنية الخلاقة في الصراعات المحلية.

واليمن إن لم تبدأ إنجازات فعلية على الأرض تعانق طموح اليمنيين وآمالهم، وتحصن البلاد من عبث التدخلات الخارجية، فإنها قد تصبح هشة في أيدي الذين لا يودون سلامًا لليمن، أو يودونها وكرًا بديلًا لسوريا في إدارة المؤامرات ضد العالم العربي، خاصة بعد أن بدأت سوريا خطواتها الأولى نحو الاستقلال من أسر القوى الأجنبية.

وبعد أن أصبحت مشاريع القوى العابثة في الوطن العربي تتقوّض، خاصة في سوريا وفي لبنان، وتواجه تحديًا في العراق، ربما تفكر في جعل اليمن بديلًا لتواصل تدخلها وضغوطها على الوطن العربي.

لكن وجود حكومة يمنية قادرة مسلحة بإرادة شعبية عريضة، وعدالة في الحقوق، وحصافة في السياسة وحزم في الأمن، سوف يؤدي إلى تحصين اليمن وصيانة أراضيه وتوجيه طاقات أبنائه وقدراتهم المبدعة إلى الإنجازات التنموية المنتجة في سبيل مستقبل اليمن ونهوضه، خاصة أن اليمن تأخرت كثيرًا في تشخيص مشاكلها ومواجهتها وبددت كثيرًا من الطاقات في الصراعات الحزبية والمنازعات القبلية والميليشاوية، وآن لهذا البلد أن يستعيد سيادته الكاملة وقدرته على مواجهة أعدائه، وتحديات المستقبل.

في الخميس 24 مايو 2012 07:39:57 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=128&lng=arabic