جريمة القاعدة الإرهابية في صنعاء
كاتب/جاسر عبد العزيز الجاسر
كاتب/جاسر عبد العزيز الجاسر
حتى وإن لم تعلن مسؤوليتها عن الجريمة الكبرى التي شهدها ميدان السبعين في العاصمة اليمنية صباح أمس الاثنين والتي راح ضحيتها قرابة المائة انتقلوا إلى رحمة الله، ونقل أكثر من 300 من الجرحى بعضهم في حالة حرجة جداً.
أقول حتى وإن لم تعلن «القاعدة» التنظيم الإرهابي الذي فاقت جرائمه حتى أصبح يُعد من أكثر التنظيمات الإرهابية ارتكاباً للشرور والآثام.
التفجير الإرهابي الذي شهده ميدان السبعين يحمل بصمات تنظيم القاعدة من حيث أسلوب التنفيذ الذي يظهر دناءة وجبن وخساسة المسؤولين عن هذا التنظيم الشرير، إذ يوكل تنفيذ الجريمة لأحد المغرر بهم ويقنعونه بأن يقتل نفسه والآخرين من خلال القيام بعملية انتحارية يزهق نفسه التي منع الله قتلها، ويتسبب في قتل الآخرين الذين في مجملهم أبرياء يؤدون عملهم لإعالة أسرهم وأهلهم، وبهذا يذهب منفذ العملية الإرهابية إلى النار بعد ارتكاب جريمة نكراء تحمل الحزن والإيذاء إلى أكثر من مائة أسرة فقدت عائلها والعشرات من الجرحى الذين لا ذنب لهم سوى العمل في أجهزة الدولة التي وجدت لخدمة المجتمع.
قادة تنظيم القاعدة الإرهابي الذين يغررون بهؤلاء الذين يفجرون أنفسهم منتحرين مرتكبين أشد أنواع الخروج على الدين وعلى تعاليم وقيم الإسلام التي تمنع وتحرم قتل النفس البريئة فكيف بهم وهم يدفعون الشباب إلى قتل أنفسهم وقتل الآخرين؟
أن تختلف مع نظام ما وتعارض حكومة وحتى تقاوم دولة ما بمحاربتها وترفع السلاح بوجه جيشها وأجهزتها الأمنية فهذا شيء معروف وإن اختلفنا معه، إلا أن لذلك أصول وأساليب وهي حتى وهي مرفوضة إلا أنها لا ترقى إلى الإجرام الذي أصبح سمة بارزة لتنظيم القاعدة وماركة مسجلة لأنصارهم الذين جميعهم مخدوعين ومغسول أدمغتهم إلى درجة تستلب إرادتهم وتفكيرهم، فكيف يمكن أن يكون المرء عاقلاً وسليم التفكير وهو يقتل نفسه ويقتل الآخرين.

- صحيفة الجزيرة السعودية:


في الثلاثاء 22 مايو 2012 03:34:58 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=124&lng=arabic