اللجان الشعبية .. الى متى ؟
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
موضوع اللجان الشعبية ليس موضوعا عاديا حتى يتم التعاطي معه بسهولة ومناقشته كموضوع رأي كل ان يدلي فيه بدلوه دون مراعاة ابعاده ,فمؤخرا اصبح هذا الموضوع اهم مواضيع النقاش و الحوار و بات يمثل معركة قائمة بعد توقف معركة الرصاص .
موضوع اللجان الشعبية هو موضوع يمثل عنوان للأمن ومن يريد مناقشة موضوع اللجان الشعبية عليه ان يناقشه من ناحية توفر الامن في العاصمة , فمن ينتقدون وجود اللجان الشعبية انطلاقا من كون الامن مهمة الاجهزة الامنية يجب عليهم ان يراعوا ان الرأي النظري لن يوفر الامن لأرواح الناس وممتلكاتهم و سير حياتهم و مالم يوجد كيان يتولى هذه المهمة ويؤديها كما يجب فان انتقد وجود اللجان الشعبية ليس عملا صحيحا . ومن يتشيعون للجان الشعبية ايضا عليهم ان يعوا انه لا يمكن القبول بان يقوم كيان غير الاجهزة الامنية بحفظ الامن و خصوصا في العاصمة اذا ما وجدت الاجهزة الامنية التي تقوم بمهامها بالقدر الكافي .
اذا نحن امام التزام للجميع منتقدين ومتشيعين يتمثل في امن العاصمة ووجوب ان يتوفر , ويلتقي الجميع ايضا في ان الواجب ابتدأ يقع على الاجهزة الامنية في حفظ امن العاصمة , كما يلتقي الجميع ايضا على ان العاصمة في وضع استثنائي أعقب ثورة شعبية تبعها فراغ امني شبه كامل اضاف صعوبات اضافية في تامين العاصمة على الصعوبات التي كانت موجودة اساسا من قبل هذه الثورة .
بعد التلاقي للجميع فيما سبق يكون المطلوب هو توجّه جهود الجميع لقيام وضع امني فعال في العاصمة يراعي كل الجوانب السابقة , فمن جانب انصار الله يجب ان يباشروا فورا في التنسيق لنقل مهمة الامن في العاصمة للأجهزة الامنية وذلك بالعمل على انعقاد اجتماع يضم امين العاصمة و وزير الداخلية ومدير امن العاصمة و قادة الوحدات الامنية من نجده و قوات خاصة وشرطة عسكرية و كذلك مدراء المديريات والتوافق على ترتيبات معينة بخصوص نوع القوة اللازمة لاستلام مهمة الامن من اللجان الشعبية و تأمين العاصمة و حجمها و طبيعة انتشارها و تركيبة قيادة عملياتها وغيره مما يجب الترتيب بشأنه , ومن ثم البدء المباشر في تنفيذ هذه الترتيبات على الارض والرفع التدريجي و المصاحب للجان الشعبية , وتحمل القوة الامنية هذه والاجهزة الامنية والمحلية عموما لمسئولية حفظ امن العاصمة .
لا يجب ان يتوقف دور انصار الله عند الدفاع و توضيح ضرورة اللجان الشعبية كضرورة للوضع الاستثنائي وينتظروا الاجهزة ان تتابعهم لتسلم الامن وانما عليهم هم ان يبادروا فورا لتنسق معها لذلك , وفي حالة عدم تجاوب المعنيين معهم في مساعيهم لذلك فعليهم التوضيح للراي العام و ان استمرار اللجان الشعبية سيكون لحين تجاوب المعنيين لتولي المهمة .
اما من جانب من ينتقدون وجود هذه اللجان فعليهم ان يراعوا ضرورة الامن للعاصمة ووضعها الاستثنائي حاليا وانه ما من احد يمكنه ان يقدم ضمانة بأمن الناس الا وجود كيان يتولى ذلك , وان يخففوا من الهجوم على وجودها ويتحولوا للضغط على المعنيين سواء في الاجهزة الرسمية او من جانب انصار الله للبدء بالتنسيق لغرض الترتيبات المطلوبة ونقل مهمة حفظ الامن من كاهل اللجان الشعبية الى كاهل الاجهزة الامنية وفق للترتيبات التي يتطلبها ذلك والتي يجب ان ينسق لها الجانبين فورا .. وتضل اللجان الشعبية مطلوبة لحين انجاز ذلك التنسيق و تنفيذه على الارض لحفظ ارواح وممتلكات وسير حياة الناس ويسقط حقها في الوجود بعد ذلك .

Alsharafi.ca@gmail.com

 
في الخميس 02 أكتوبر-تشرين الأول 2014 08:53:35 م

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=1191&lng=arabic