|
وليس مثل محمد علي أحمد أهلاً لهذا الدور، وهو دور لن يكون إلا معززاً للقضية الجنوبية والحراك السلمي والمرحلة الانتقالية وفرص نجاحها، ويخصم بالضرورة من حضور العصابات الإرهابية وقطاع الطرق الذين يهددون وجود الدولة والبلد من شماله إلى جنوبه، ويسيئون لكل قضية عادلة لا تأخذ مسافة منهم، وتضع نفسها في مواجهتهم.
وكم كان أبو سند واضحاً وشجاعاً وهو يقف في المنصة إلى جانب وزير الدفاع والسلطة المحلية في عدن، ليضع حداً فاصلاً كاد أن يتلاشى في نظر بعض الغاضبين، حداً بين القضية الجنوبية والحراك والنضال السلمي من جهة والعصابات والإرهاب وقطاع الطرق من جهة أخرى، وهو فصل يتوخى الحفاظ على جوهر القضية الجنوبية والحراك بالقدر نفسه الذي يعزز فيه سلطة الدولة وأمن الناس واستقرارهم.
فلا مجال إذا انهارت الدولة ومؤسساتها وعمت الفوضى لا للكيان اليمني الموحد ولا للجنوب ولا للشمال، ولذلك كان صوت القائد الجنوبي حاسماً في نبذه لشغل العصابات وقطاع الطرق، وتستوي هنا الجماعات الإرهابية في أبين ومن يقطعون الطرق ويهددون أمن سكان عدن.
ومثل هكذا موقف من محمد علي أحمد لم يفاجئني، فقد توقعته منه وانتظرته مستنداً إلى فروسية الرجل ومبدأيته وشجاعته في الإقدام على الموقف الحاسم الذي يقتنع به دونما تردد، أو انتهازية؛ كتلك التي نرى علاماتها في كائنات ضبابية تضع رجلاً هنا ورجلاً هناك، ولا تستطيع تمييز الرؤية ولا حسم الموقف، وتنتظر حتى تتبين الرابح من الخاسر لتضع نفسها في الخانة الرابحة.
في ذروة الأزمة عام 93 بين شريكي الوحدة، قرأ القائد محمد علي أحمد الموقف، ووضع نفسه في المكان الذي اقتنع به، والذي يتوافق مع رؤيته، ولم يأبه للحسابات الشخصية، ولم يتردد، ولم تربكه الهواجس أو تمنعه المخاوف من خصومه السابقين، وبجسارة الشخصية القيادية أخذ نفسه إلى عدن، وهناك حارب حتى النفس الأخير في جبهة دوفس.
اتخذ الموقف محمد علي أحمد ودفع ثمنه بالإقامة خارج البلد سنوات طوال، والآن يثبت الرجل الموقف فروسيته ومكانته مرة أخرى، قرأ المتغيرات، ولاحظ فراغاً قيادياً فلم يتردد، وبهدوء أقلع مع أول طائرة عائداً إلى حضنه القديم الجديد مدينة عدن حضن كل اليمنيين وكل من قدم إليها من البشر.
وفي عدن كان حضور الرجل لافتاً من اليوم الأول، ومقياساً لشعبيته ومكانته؛ إذ استمر منزله منذ وصوله مزاراً لشخصيات اجتماعية وسياسية ووطنية من جميع الفئات والتوجهات والمناطق، عمت الجنوب وتجاوزته إلى الساحة الوطنية لليمن كلها.
وباعتباره أحد وجاهات العواذل التي تضم لودر ومكيراس، فقد ساهم محمد علي أحمد باتصالاته في إقناع المشائخ والوجاهات هناك بالقتال ضد القاعدة، وأدت اتصالاته ولقاءاته بمشائخ المناطق والوجاهات في مناطق التوتر التي يتواجد فيها الإرهابيون: أبين وشبوة والبيضاء وحضرموت، إلى تخليق وانتظام موقف مناهض للإرهابيين، وحشدت السكان للتصدي لهم ومواجهتهم.
هذا الجهد الذي بدا واضحاً وتحدث عنه الجميع، وآخر من أشار إليه أحمد الميسري - محافظ أبين السابق - جهد يصب في إطار ربط المجتمع المحلي بالجهد الذي تبذله الدولة والرئيس عبد ربه؛ للحفاظ على أمن الناس واستقرارهم، وهذه المشاركة المحلية للمجتمع تمهد لمشاركته في كل القضايا المهمة؛ ليكون شريكاً في رسم مستقبل البلد وشكل دولته وعقده الاجتماعي الجديد وشريكاً في الحفاظ على الأمن والاستقرار ومواجهة الفكر المتطرف وجماعاته المارقة المنفلتة من كل عقال أو رابط ديني وقيمي.
الخلاصة نقولها للقائد أبو سند: إن كل اليمنيين أسعدهم حضورك الفاعل، ويشدون على يدك لتكون حاضراً وفاعلاً وشريكاً في أهم مرحلة في تاريخ اليمن، بل وفرصتها الأخيرة بتعبير ضمير اليمن الجمعي الدكتور ياسين سعيد نعمان.
musraj2003@hotmail.com
في السبت 19 مايو 2012 10:17:43 م