|
انتصار ثورة الشعب وضع البلد امام فرصة حقيقية للتغيير لأول مرة ولكنه لم يمنحه التغيير بعد , وهنا يجب ان يفي الجميع لمن ضحوا بأرواحهم و جراحاتهم وتعبهم ومخاطرتهم في سبيل الوصول لهذا الانتصار , كما يجب ان يستحضر الجميع تجربة العقود الماضية من السلبية ومن المشاركة في العبث و الفساد بطريق او باخر , وان لا يغيب عن اذهانهم ما وصلت اليه البلد نتيجة لذلك من حروب ودمار وهجرة وفقر وترد واسع وتعطيل للحياة وللبلد واحقاد واوجاع وتهديد لليمن انسانا وارضا ومجتمعا ودولة . وعلى المتجمع ان يخرج من حالة السلبية المباشرة فيتوقف من مارس الفساد في يوم ما عن ذلك , و من حالة السلبية غير المباشرة التي تقبلت المفسدين و خضعت لهم واحترمتهم ولم تقل لأي فاسد قف فهذا مرفوض .
فشل اليمنيون كثيرا في فرض تغيير جدي في البلد على مدى العقود السابقة , ليس لعدم رغبتهم او عدم صدقهم او عدم ضرورته لهم او لعدم عملهم عليه وانما فشلوا مرارا وتكرارا لان الفساد كان قد تمكّن من ان يشغل موقع السلطة في البلد والقرار في الدولة وكان له القدرة على ان يعيق كل جهد او توجه او مطالبة صادقة للتغيير , اما اليوم فقد تمكنوا من استكمال الاطاحة باركان الفساد من السلطة ومن التأثير في قرار الدولة وبالتالي اصبحوا امام فرصة حقيقية يمكنهم ان صدقوا وجدّوا ان يفرضوا التغيير المنشود للبلد وان يعالجوا كل تركة التسلط والفساد والفشل والنهب والتحريض والاستعداء التي تراكمت في وطنهم على مدى عقود .
يجب على اليمنيين الان ان يتمسكوا ويفرضوا التنفيذ الكامل لما تم الاتفاق عليه في اتفاق السلم والشراكة , وان يعطوا الاولوية لما يجب ان ينفذه الجانب السياسي وليس ما هو له فقط , وباعتبار ان رغبة الشعب وتطلعاته هي ما يجب ان يلتزم بتنفيذه اي مكون سياسي او اجتماعي يتواجد في جسد الدولة المعنية اساسا بتحقيق المصلحة العامة للمجتمع وللوطن .
دون الدخول في تفاصيل ما يجب ان يتمسك به وان يفرضه اليمنيون الان هو بناء دولة , ولن يكون هنالك دولة الا اذا اتسمت بعدم التفرد من اي فصيل كان واذا أعتنت بتحقيق العدالة للجميع واوقفت الفساد والعبث و النهب ووقفت ضده واذا توجهت لتنمية حقيقية واذا رعت مصالح مجتمعها وبلدها بدرجة جوهرية , وكل هذا هو ما يجب ان يفرضه اليمنيون الان على الجميع قبل فوات الفرصة وتمكن اي كان من استعادة النفوذ في الدولة واعادة انتاج نفس ممارسات العقود الماضية .. ايها اليمنيون انتم امام فرصة لايجب ان تخسروها والا ندمتم .
Alsharafi.ca@gmail.com
في الثلاثاء 23 سبتمبر-أيلول 2014 11:01:11 م