|
ولست بحاجة كثيراً إلى شرح تفاصيل المشهد والقوى اللاعبة فيه (بناءً أوتخريب) لكنني أذُكر فقط بالمحاولات الأخيرة لتفجير الاوضاع بُرمتها انطلاقاً من محاصرة صنعاء على نحو غير مسبوق منذ حصارها أواخر سبعينيات القرن المنصرم ..وهو ما يعني بالتأكيد إحراق اليمن بأكمله .
الأمر الآخر البالغ الدلالة في هذا الإطار ،تلك المحاولات المستميتة منذ فترة غير قصيرة لتحويل الأجندات الوطنية القائمة والمدعومة إقليمياً ودولياً إلى مربع الصفر والعودة بالتجربة الراهنة إلى نفق مسدود والحيلولة دون التوصل إلى صيغة تعايش وطني خاصة وقد نجح مؤتمر الحوار في وضع ملامحه الأساسية ولم يتبق غير انتهاء اللجنة بإعداد مشروع دستور الدولة الاتحادية والانتقال إلى الاستفتاء عليه ومن ثم اتخاذ الإجراءات الفنية ذات الصلة بالانتخابات الرئاسية والتشريعية وغيرها من الخطوات لإنجاز هذا المشروع الحضاري .
ومع ذلك فلا تزال إرادة التغيير والإمساك بسيف السلم ولغة التسامح والتواصل هي التي تحُكم قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي في تعاطيه الإيجابي مع تلك التحديات المستميتة لشطب التسوية من أساسها وإدخال البلاد في أتون حرب أهلية مدمرة ..وهي جهود وطنية مخلصة ينحاز إليها أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه وفي الطليعة القوى الوطنية الخيّرة التي أعلنت -ولا تزال - رفضها المساس بالثوابت وتعريض التجربة السياسية للانهيار ، فضلاً عن رفضها استخدام القوة مهما كانت مبررات هذا الاستخدام لفرض مشاريع خارج الإجماع الوطني .
إن تلك المواقف البناءة في حد ذاتها هي بمثابة معين يمني لا ينضب منذ القدم وحتى الآن رغم التحديات القائمة .. عسى أن تعود العقول إلى رشدها وتجنح هذه القوى إلى خيارات السلم مهما تعددت وجهات نظرها أو تباينت مواقفها مع الآخر ..وليس ذلك على اليمنيين بالمستحيل.
في الأحد 14 سبتمبر-أيلول 2014 06:09:34 م