|
هذه الجرائم التي لا يقبلها عقل ولا دين ولا عرف،صارت تلقي بظلالها وانعكاساتها السلبية،على المسارات الاقتصادية والتنموية والسياسية والاجتماعية في اليمن،ناهيك عن جملة المشاكل والاحتياجات التي أثقلت كاهل اليمنيين،وحولت نهارهم إلى ليل كئيب،وجعلوهم منذ ولادتهم وحتى مماتهم يصارعون من أجل البقاء،فقد مات من مات وضعف من كان قويا،فمنذ أسبوعين تقوم الدولة بالحرب،ضد ألإرهاب والإرهابيين في محافظة شبوة وأبين،وبالتأكيد سوف تمتد المواجهة باتجاه محافظة البيضاء ومأرب حتى يتم تطهير اليمن من ألإرهابيين العابرين للقارات،والذين يقتلون الناس بلا هوية،ومهما يكن الأمر،فانعدام الحسم في هذه المعركة ضد ألإرهاب وازدهار المناورات والمضاربات فيها،وتحولها إلى ضرورة سياسية تكتيكية،تحت أي مسميات أو مبررات أين كانت،فذلك يعني أنه تصرف سلطوي يجعل،ذلك مجرد(لعبة)لإلهاء الناس وخلط الأوراق،فقد حاوروهم أعواما عديدة فلم يقتنعوا،وهادنوهم بالجهاد في سوريا والعراق،فعادوا لنا أكثر عدد وعدة،وبإرهابيين متعددي الجنسيات والقوميات.
لأن الدولة صارت أضعف من أي وقت مضى،وأصحاب القرار لم يعد لهم وجود،فأضاعت السلطة قوتها وتماسكها،فضعفت أمام المصالح التي تكبر باضطراد،وضعفت أمام المصالح الخارجية وحساباتها،فصرنا نعتمد تصورات وحلول عفا عنها الزمن،فكل أطراف السلطة الأساسية،أكدوا توجها مخيفا نحو الاستحواذ على كل شيء،إما بالتحالف مع السلطة أو مع عصب سلطوية،بشراء الذمم بالمال كل المال وخاصة الفاسد منه،فكانوا يستخدمون عملية ألإرهاب،كفزاعة ضد ألأمريكيين والدول الغربية بغرض ألارتزاق وكسب المال الحرام على حساب أمن اليمن واليمنيين،واليوم نراهم مشغولين في توجيه التهم ضد بعضهم البعض في عملية مساندة ألإرهاب والإرهابيين،ولم يجلبوا لليمن واليمنيين غير الويلات والحروب والفقر والإرهاب،وصاروا يتحينون اللحظة التي يسقط فيها هذا الوطن في حرب مستعرة لا تبقي ولا تذر،غير مدركين أن تأجيج ألأزمة السياسية وتوسيع نطاق حرائقها ليس في مصلحة أحد،وإذا كان هناك مستفيد من وراء هذه الأزمة أو تفاقمها.
فلن يكونوا سوى أعداء اليمن والمتربصين به والحاقدين عليه،ومن بعدهم تجار الأزمات ومشعلو الفتن وحفارو القبور،الذين يقتاتون من الصراعات والتوترات والمآسي والكوارث،فكل العقلاء في اليمن يدركون تماماً أن ما يتعرض له وطنهم اليوم،مؤامرة أضلاعها صارت معروفة ومكشوفة ولا تخفى على أي متابع،وإن الواجب يضع هؤلاء العقلاء أمام مسؤولية كبيرة في التصدي،لأولئك الذين أعمى الله أبصارهم وبصائرهم من عناصر ألإرهاب,إذ ليس من الإصلاح تدريب عصابات التخريب،واستخدام الإرهاب لمعالجة أخطاء يمكن معالجتها بغير ذلك،فلا يعالج المنكر بما هو أنكر منه،أو بما يقود إلى مفسدة أعم،وهذا هو منهج الإسلام،لذلك فعلى الجميع أن يدركوا أن استمرار،ألإرهاب وانعدام ألأمن والأمان وفقدان هيبة الدولة،سوف يلحق الضرر البالغ بكافة أطياف المجتمع اليمني،بل أنه يضع حاضر ومستقبل اليمن في كف عفريت وعلى طاولة المجهول،فعلينا جميعا مساندة الرئيس هادي في الحرب ضد ألإرهاب،فالأمن والأمان للشعب أهم من ألانتخابات.والله من وراء القصد والسبيل.
في السبت 17 مايو 2014 09:40:27 م