علي ناجي الرعوي
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
علي ناجي الرعوي
اليمن تحت مظلة جنيف!!
اليمن يبحث عن حل وسط!!
حصاد واشنطن المر في اليمن !!

بحث

  
اليمن.. من الحوار إلى بناء الدولة !!
بقلم/ علي ناجي الرعوي
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 22 يناير-كانون الثاني 2014 06:01 م

خف الضجيج الإعلامي والصخب السياسي الذى تزامن مع الحوار الوطني الذى شهده اليمن على مدى التسعة الأشهر الماضية بالإعلان الرسمي عن اختتام هذا الحوار يوم السبت القادم في احتفالية كبيرة يحضرها ممثلون عن الدول الراعية للمبادرة الخليجية وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية إلى جانب القيادات اليمنية والتي لا بد وانها من ستسعى إلى استغلال المناسبة للإشادة بما حققه مؤتمر الحوار الذي نجح في جمع كل اليمنيين من قوى تقليدية وقبلية ومدنية وحزبية من مختلف الأطياف السياسية والفكرية على طاولة واحدة رغم اختلافاتها وتبايناتها الكثيرة وصراعاتها المزمنة ليجلس المتشاكسون والمتعاركون إلى جوار بعضهم البعض بما فيهم أولئك الذين تقاتلوا بالأمس لاجتراح الحلول لمشاكلهم وقضاياهم والإعداد لتسوية تاريخية وخارطة طريق تنتقل باليمن إلى الاستقرار الحقيقي والدولة الحديثة التي تذوب فيها العصبيات والتمايزات والنوازع الإقصائية وتستقيم فيها قيم العدل والتعايش والمواطنة المتساوية.
كثيرون لا يزالون غير مصدقين أن اليمن بتناقضات مجتمعه القبلي قادر على اجتياز ظرفه الراهن بل ثمة من لا يزال غير مصدق أن اليمنيين قد توافقوا على عقد اجتماعي جديد من خلال حوار تساكنت فيه كل التيارات والفئات وتنازلت لبعضها البعض من دون غالب أو مغلوب بهدف إخراج بلدها من النفق المظلم في حين فشل غيرهم في بلدان الربيع العربي من تحقيق مثل ذلك التوافق.
وإذا ما كان اليمانيون قد استطاعوا بحوارهم تشخيص واقعهم والتوافق على الوسائل التي تقود بلادهم إلى بر الأمان بعد طول انتظار وحوار شاق استغرق وقتاً طويلاً فإن مثل هذا الوقت كان ضرورياً ومفيداً لترتيب الأفكار وتكريس المنطق العقلاني وإيجاد القواسم المشتركة التى تفضي إلى المصارحة وتعميق الثقة فيما بينهم بعد أن ظلوا يحسمون خلافاتهم من خلال فوهات البنادق ولعلعة الرصاص والحروب الداخلية والصراعات الدامية فلا يعني ذلك انهم قد تغلبوا على كل مصاعبهم وصاروا في مأمن عن أية انتكاسة محتملة حيث وإن كل المؤشرات تؤكد على أن طريق اليمنيين إلى بناء دولتهم الجديدة مازال محفوفاً بالمخاطر والأشواك مما يتعين عليهم الوعي انهم وإن كانوا قد خرجوا من وضع صعب فإنهم الذين سيدخلون مرحلة أعقد وأصعب من سابقاتها بالنظر إلى المهام المرتبطة بهذه المرحلة والمتصلة بصورة مباشرة بالانتقال من الحوار إلى الإعداد والتأسيس لدولتهم الجديدة وهو ما يقتضي منهم الحفاظ على التوافق الذي جرى إحرازه في مؤتمر الحوار في كل المحطات القادمة بداية بمحطة الإعداد للدستور الجديد واستفتاء الشعب عليه ثم محطة الانتخابات المحلية والنيابية والرئاسية وصولاً إلى قيام الدولة الاتحادية الجديدة والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وفي هذا الشطر تحديداً فاليمن مقبل على مرحلة حاسمة يعول عليها أن تعبر به إلى طور الاستقرار والسلام والوئام وهو ما يستوجب من كل التيارات والقوى الانصهار تحت مبدأ الشراكة الوطنية الجامعة بما يعنيه من اقتسام للسلطة خلال فترة الإعداد لمرحلة الدولة باعتبار ان مراحل التحول والتي تكون فيها عادة المفاهيم والرؤى والاستراتيجيات غير مستقرة والتوازن بين مختلف القوى غير واضح يصبح الاحتكام فيها للتنافس على السلطة عبر الصناديق أشبه بمغامرة غير مأمونة النتائج وبالتالي فمهما كانت تحفظات البعض على اقتسام السلطة وليس تداولها فلا بديل لليمنيين عن هذا الخيار لتعميق روح الوفاق وإحلال التهدئة محل التصعيد وتهيئة هذه المرحلة لكونه واحداً من الخيارات الأساسية في سلسلة الضمانات المطلوبة لتنفيذ مخرجات الحوار وإكسابها الإلزام المطلوب.
- نقلا عن صحيفة الرياض:

Share |
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/عبدالكريم الرازحي
الزعيم هو التيس
كاتب/عبدالكريم الرازحي
كاتب/طارق مصطفى سلام
المجتمع الدولي ودعم مخرجات الحوار!
كاتب/طارق مصطفى سلام
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
كاتب/فكري قاسم
الرسالة الثالثة للضخم عبدالملك الحوثي.. البطل الشعبي لا يموت
كاتب/فكري قاسم
كاتب/سامي غالب
ضمانات تنفيذ مخطط تمزيق الشعب اليمني!
كاتب/سامي غالب
دكتور/ناصر بن سليمان العمر
رسالة إلى أهلنا في اليمن : أدركوا بلدكم قبل أن تفرقوا أيدي سبأ
دكتور/ناصر بن سليمان العمر
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية