يحي القحطاني
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
يحي القحطاني
الفساد في اليمن .. دمر الارض والانسان
اليمنيون (مدبرين).. من يوم خلقهم الله
مآسي اليمنيين .. من فئران (السد) ... إلى ديناصورات (موفنبيك)

بحث

  
كيف كانت تدار الدولة اليمنية قبل ألأزمة
بقلم/ يحي القحطاني
نشر منذ: 10 سنوات و 10 أشهر و 30 يوماً
الأربعاء 29 مايو 2013 04:10 م

بادئ ذي بدء لابد من ألإشارة في بداية هذا المقال بأنة سوف يتم في ألأسبوع القادم نشر مقال أخر بعنوان(وكيف أصبحت إدارة الدولة بعد ألأزمة)اليوم لا بد بالدرجة الأولى من محاكمة نهج الاستعلاء على الدولة اليمنية في الحقبة التاريخية الأخيرة،ومحاولة تحطيمها وتفكيكها وتحويلها إلى دولة فاشلة،من خلال انتشار الفساد المالي والإداري بكل مفاصلها،وتأخر عملية التنمية في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية،وتخلف نظم التعليم‏,وغياب مبادئ الحكم الرشيد،والمشاكل الاقتصادية كالبطالة والفقر وتدني مستوي المعيشة‏,قطع الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز من وقت لأخر،انفلات أمني ممنهج،وإرهابيين القاعدة الذين كانوا يقومون بتفجير السيارات المفخخة وألإغتيالات من وقت لأخر،غياب الممارسة الديمقراطية في المؤسسات وضعف الأحزاب والتنظيمات السياسية،الثار والتقطع بين القبائل،الأزمات والصراعات السياسية حولت الوحدة اليمنية من نعمة لليمنيين إلى نقمة عليهم،إضعاف مؤسسات الدولة من زعماء القبائل والتي استهدفت في الأساس إلغاء فكرة دولة المؤسسات وربطها بالأشخاص، كانت التباب والأراضي والمزارع والمنازل الخاصة والعامة وحتى الشواطئ والمطارات تنهب جهارا نهارا من قبل بعض المشايخ القبليين والدينيين والمتنفذين مدنيين وعسكريين,ممن نصّبوا أنفسهم زعماء فوق رؤوسنا،وأمنوا أنفسهم بالمال والممتلكات اللازمة للزعامة الجديدة،وكانوا حريصين على استشراء السرقة والاختلاس والرشوة في البلاد،فتبوؤا المناصب والمراكز الرفيعة،التي توارثوها أبا عن جد،من أعلى الهرم في السلطة وحتى أصغر هيئة أو مؤسسة في الدولة،وتحويل العمل السياسي والإداري إلى عمل حزبي،ولد شعورا بالظلم في معظم مناطق اليمن ولدى كثير من النخب والفئات الاجتماعية التي وجدت نفسها على هامش الحياة السياسية.
حيث كانت المناصب في المؤسسات(المدنية والعسكرية والأمنية)توزع كأسهم بين ألأبناء والإخوة وأبناء ألأخوة،وأبناء العم والأنساب والأصهار،وللمشايخ وأبناء المشايخ،وللقادة العسكريين وأبنائهم،وللمؤلفة قلوبهم من ألأحزاب والقبائل والتجار،ولمن كانوا يدعون أنهم أوصياء على بعض المحافظات،وتم اختزال خمسة وعشرون مليون نسمة هم عدد سكان اليمن،بخمسة إلى ستة أشخاص أسمائهم جميعا تبدأ بحرف العين(ع،ع،ع،ع،ع،ع)مضاف أليهم في السنوات ألأخيرة كمقدمة للتوريث العمداء الثلاثة(ا،ي،ط)كانوا يقومون بتعيين وتحديد ا لوزراء والسفراء والمحافظين وأعضاء مجلسي النواب والشورى على مبدءا(الأقربون أولى بالمعروف)(وخيركم خيركم لأهلة)بدلا من المؤهل والقدرة والأمانة،وعلى مراحل زمنية طويلة كانت التعيينات في الحكومات المتعاقبة والمتتابعة لأتخرج عن المبدأين السابقين،وأن يكون المعين من النوع الذي لا يختلف مع رؤسائه وينفذ الأوامر دون نقاش أو اعترض،مطبقاً القاعدة السحرية(الشور شورك يافندم)و(القول قولك يإستاذ)وأن يكون من النوع الذي يقول نعم،ويمدح رؤسائه وكل ما يقولونه صحيح،وأن يكون ضعيف الشخصية حتى تسهل قيادته،وألا يتصف بالجرأة والمهنية العالية في اتخاذ القرارات،وأن يكون من ألأشخاص الفاسدين والمطيعين ومقبلي الأيادي والباحثين عن العطايا،الموثوق بولائهم وبرائيهم،مثل هؤلاء كنا نجدهم وزراء،ورؤساء مجلس إدارة شركة حكومية،وفي الوقت نفسه رؤساء تنفيذيين لهيئة حكومية،وأعضاء مجلس إدارة في بنك حكومي،هذه المعايير والتوصيفات،تسلط الضوء على الكيفية التي كانت تتم فيها تعيين المسئولين في هذا البلد،وهنا نتساءل وبمشروعية إذا كانت هذه الطريقة التي تتبع في تعيين المسئولين،فكيف ستكون مخرجات أدائهم ومدى حرصهم على مصالح البلاد والعباد؟.
وبالتالي فالنتيجة الحتمية لهذا السؤال ستؤدي بنا إلى نفس المعضلة والتي سيؤدي بنا إليها السؤال الأكبر و المتعلق بحقيقة من يقف خلف إدارة الدولة اليمنية كيفية إدارتها؟في ظل نخبة سياسية لا هم لها إلا السلطة ولا ثقافة لها إلا ثقافة تقاسم المال والجاه،وأصبح المواطن اليمني،لا يثق لا في السلطة ولا في المعارضة فالكل لديه سواء يشبهون بعضاً في كل شيء،جميعهم صنعوا هذا الفساد كل بدرجته وجميعهم صنعوا كل هذه الفوضى السياسية،التي أفسدت بناء الدولة العادلة،وأصبح الكثير من القادة الحزبيين ورجال الفكر والسياسة مجرد أدوات بيد الحاكم،لشر عنت الفساد وإفساد منظومة القيم الاجتماعية،وإجهاض كل محاولات التقدم والنهوض،ورغم مرور(23)عاما على قيام الوحدة اليمنية و(51)عاما على ثورتي سبتمبر وأكتوبر،فإن الرئيس السابق صالح والحكومات السابقة كانوا طيلة(33)عاما،يحملون أعدائنا الوهميين كل مشاكلنا من كوارث وأزمات ومصائب(ألإمامة-الاستعمار-الرجعية-الشيوعية-ألامبرياليه-الصهيونية-إمريكا-القاعدة-ألانفصاليين-الطابورالخامس)فجعلوهم شماعات يعلقون عليها إخفاقاتهم وفشلهم في حكم اليمن،وطوال حياتي كمواطن يمني وعربي، لم أسمع أن رئيسا أو ملكا أو أميرا أو وزيرا أو سفيرا قد اعترف بأنة قد أخفق في أداء مسئولياته أوقد ارتكب جرماً في حق وطنه وأمته،فيقدم استقالته ويعتذر لهم،مثلما يحدث في بلاد الكفرة،لكننا جعلنا زعماؤنا كالملائكة أو الرسل لا يُخطِئون ولا يُخطّئون،ولا يتحملون وزر ما نتعرض له بسبب فشلهم،وظلينا نعلق كل خيباتنا على شماعات المؤامرات الخارجية بعيدة عنهم وعن تصرفاتهم،فهل نحن اليمنيين بشكل خاص والعرب بشكل عام تأخذنا العزة بالإثم فلا نعترف بأخطائنا،ولا نتحمل وزر كل ما جرى ويجري لنا،أم أن هناك رأي آخر تعتقدون هوا السبب في انتشار الشماعات العربية ؟.والله من وراء القصد والسبيل.
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/احمد صالح الفقيه
المنطقي والمؤكد
كاتب/احمد صالح الفقيه
كاتب/حمدي دوبلة
الكهرباء.. المعضلة الكبرى
كاتب/حمدي دوبلة
صحافي/علي ناجي الرعوي
القبيلة... ومشروع الدولة في اليمن!!
صحافي/علي ناجي الرعوي
دكتور/محمد حسين النظاري
يمن بلا كهرباء..
دكتور/محمد حسين النظاري
كاتب/طارق مصطفى سلام
رسالة عاجلة للقائد الأعلى !
كاتب/طارق مصطفى سلام
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
مفاتيح القلوب
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية