لطالما حرص بعض الآباء أن يذهبوا بأبنائهم للتعليم في المدارس الأهلية خوفا مما وصل إليه مستوى التعليم في بعض المدارس الحكومية وغياب الرقابة التعليمية في تلك المدارس.
حرص أهالي أولئك الطلاب لذهاب أبنائهم للمدارس الخاصة قد يكلفهم الكثير مما يدفعونه في المدارس الحكومية من تكاليف وما إلى ذلك وبنفس الوقت عند البعض الآخر نجد أن الأمور المادية ليست عقبة خصوصاً مع حالته المادية المريحة فتجده يبحث عن التفوق لابنه والذي يرى أنه موجود في تلك المدارس الأهلية التي كثرت وانتشرت بشكل كبير في مجتمعاتنا ولا نعلم هل تخضع للمعايير والتقييم والرقابة من المختصين في بلادنا أم لا...؟
فما نلاحظ أن هناك سلبيات كثيرة في المدارس الأهلية فلا نجد من يحاسبها ولا نجد الرقيب المناسب لكي يكون الطلبة تحت إشراف مباشر من الجهات المختصة فنجد البعض يسرح ويمرح ويسجل مدرسته ضمن قائمة المدارس الأهلية المنتشرة دونما الالتزام بالمعايير والتقييم المناسب الذي يجب أن يكون متوفراً عند كل شخص أو مجموعة أو حتى مؤسسة تريد الحصول على ترخيص لافتتاح مدرسة أهلية أو البدء في استقبال الطلاب فيها.
لم يعد هناك توجه واضح لإخراج جيل متسلح بالعلم بل تجد بعض أصحاب تلك المدارس يتسابقون فقط على الربح أكثر ومضاعفة الرصيد المالي لهم وهذا ما أراه شخصيا هذه الأيام.
حتى إن بعض المدارس تهمل طلابها والبعض الآخر ينسى الطلاب الصغار في الفصول والبعض الآخر ينساهم في رحلة يقوم بها لمكان معين ووووو.. حدث ولا حرج وعندما تأتي وتطالب بمحاسبة المقصرين في تلك المدارس يهزون رؤوسهم بالموافقة والاستجابة لمطالبك وبعد خروجك من فناء المدرسة كأن شيئاً لم يحصل..
في إحدى المدارس الأهلية وفي وقت ليس ببعيد أقامت رحلة لطلاب صغار لإحدى الحدائق في تعز وفي رحلة العودة تم نسيان طفل لا يتجاوز عمره السابعة في تلك الحديقة وتحرك الباص وعاد بقية الأطفال مع مشرفيهم للمدرسة وعند تنبه المشرفة لغياب الطفل ومطالبتها للسائق العودة للبحث عن الطفل المفقود تصوروا ماذا كان رد السائق؟ وكيف تعاملت المشرفة مع رده؟ وماذا عملت إدارة المدرسة تجاه ذلك التصرف؟.
سأقول لك عزيزي القارئ وأنت عزيزي المسئول ماذا قال وفعل ذلك السائق فقد رفض العودة للبحث عن الطفل بحجة أنه تأخر عن موعد العودة للمدرسة ونقل الدفعة الثانية من الطلبة وواصل مسيرته دونما أية مسئولية تذكر والتي يجب أن يتحلى بها كل العاملين في تلك المدارس ولكن حس المسئولية لدى المشرفة جعلها توقف الباص وتعود سائرة على قدميها تبحث عن الطفل المفقود وما إن وصلت إلى الحديقة المقصودة حتى وجدت الطفل من شدة البكاء أصبح في حالة يرثى لها بعد أن ترك وحيدا خارج مجموعته التي أتى معها.
فتصوروا تلك الحالة التي عاشها ذلك الطفل وهو بعيد عن أبويه ومشرفيه في المدرسة وأصدقائه ويتواجد بين أناس لا يعرفهم ولا يعرفون من هو... والمؤلم من ذلك هو تصرف إدارة المدرسة تجاه عدم تجاوب السائق الذي رفض أن يعود للطفل فبعد أن علم ولي أمر الطفل توجه لإدارة تلك المدرسة التي بادرته بأنها ستتخذ إجراءات حازمة تجاه هذه الحادثة إلا أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ شيء يذكر مما وعدوا به ومرت الحادثة مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن.
هذا فقط نموذج حي وقريب لما يحدث في بعض المدارس الأهلية وما خفي كان اعظم فكيف يتم الترخيص لمثل هذه المدارس بأن تستقبل أبناءنا الطلبة وهي غير قادرة على تحمل مسئولة ضياع طفل ومعاقبة من لا يتحمل المسئولية في أداء مهامه.
أخيراً
الأمر أصبح عبثياً وغير واقعي من قبل بعض تلك المدارس ويتطلب التدخل السريع من قبل المسئولين في مكتب التربية والتعليم بدءاً من الأستاذ عبد الفتاح جمال والذي يعرفه الجميع بقدرته على تحمل المسئولية ومحاسبة المقصرين ووصولا للسلطة المحلية والقائمين على المديريات في مراجعة منح التراخيص لتلك المدارس ونزول لجان متواصلة للالتقاء بالدارسين فيها وكذا إدارة تلك المدارس وأولياء أمور الطلبة حتى يصححوا مسار العملية التعليمية في تلك المدارس.
gammalko@hotmail.com