تنعقد اليوم القمة العربية (الخامسة والعشرون) التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة خلال الفترة من ( 25- 26 مارش 2014) وسط أجواء ملبدة بالغيوم (خليجيا وعربيا) خلفتها رياح التغيير التي هبت على العديد من بلدان الوطن العربي وأطاحت بعدد من قادة وأنظمة الفساد , وألقت بظلالها على شعوب تلك البلدان التي ما زالت أوضاعها المؤسفة تعاني من مخلفات الماضي الشمولي الذي رزحت تحته سنوات طوال , وما زالت أنظمتها الجديدة وعملية التغيير فيها تراوح مكانها في بعض البلدان , وما تعاني منه من تدهور الحياة العامة والأزمة الاقتصادية والانفلات الأمني وتداعياتها السلبية على شعوب المنطقة وما يقلق الأمن القومي العربي عند بعض الأنظمة التي يذهب البعض منها إلى حد القلق المبالغ فيه , على امن واستقرار تلك الأنظمة , ونتيجة لاختلاف الرؤى والموافق لبعض قادة الدول واختلاف قراءاتها لمشهد رياح التغيير العربي , ما ألقى بظلاله سلبا على العلاقات العربية العربية ما وصلت إليه للمرة الأولى في تاريخ العلاقات من توسع وعلنية وخصوصا دائرة الخلاف الخليجي الخليجي .
حقيقة المراقب العربي والمواطن العربي العادي .. الذي يتحسر على ما يشهده اليوم من تصدع وانكسار في كيانات هذه الأمة , كان يتمنى أن لا تعقد القمة في هذه الظروف الاستثنائية العصيبة , خوفا من أن تسهم في اتساع رقعة التباينات العربية , رغم كل ذلك فأن الأمل كبير في قدرة وحكمة القيادة الكويتية ممثلة بسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة في العمل على أنجاح هذه القمة "قمة التحدي" لما عرف به من عقلانية ورشد تميز به سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة ولما عرفت به السياسة الكويتية المحايدة التي توصف بأن "سياسة الكويت معروفة وهي تعمل دائما على التوافق ولا تعادي أحدا وهذا موقفها من كل التطورات الأخيرة".
وكما قالت يوم أمس مصادر سياسية لـ"السياسة" إن"الواقع يفرض على الكويت عمل شيء أو محاولة عمل شيء من أجل تهدئة النفوس فهذا قدر الكويت الأزلي", مشيرة إلى أن"الكويت ستؤدي رسالتها وستختار الوقت المناسب حتى تضمن نجاح المبادرة التي لا يمكن أن تقدم على أمر وهي تعلم سلفا أنه سيفشل" ولهذا نأمل ونتمنى أن يظفر أهل الكويت الشقيقة شعبا وأميرا أن شاء الله في تحقيق نجاح كبير في مبادرات المصالحة.
أما على صعيد انعكاسات القمة على الوضع اليمني فالمؤشرات توحي بمدى ومستوى ما وصلت إليه العلاقات اليمنية الكويتية من تطور ايجابي في علاقات البلدين والشعبين الشقيقين في ظل زعامة الرئيس عبدربه منصور هادي وسمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح ومواقفهما المشتركة والأكثر تقاربا واتفاقا تجاه مجمل التطورات على الساحتين الخليجية والعربية وكذلك الدولية , وما حققته الزيارات السابقة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي التي حظيت باهتمام كويتي رسمي وشعبي منقطع النظير , استطاع القائدان أن يتجاوزا مساوئ العلاقات التي خلفها نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح جراء مواقفه السلبية تجاه غزو قوات صدام حسين للكويت عام 1990م , وتمكن القائدان هادي والصباح وفي فترة وجيزة من عودة تنقية تلك الأجواء وعودة المياه إلى مجاريها.
وقد انعكس ذلك جليا في مواقف الأشقاء في دولة الكويت بمشاركتهم الفاعلة في المبادرة الخليجية بشأن الأزمة السياسية في اليمن ودعم سمو الأمير شخصيا لنجاح عملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن وتأييده المطلق لقيادة وزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي وتقديم الدعم السياسي القوي لسياساته الرشيدة في أنجاح الحوار الوطني ومخرجاته وتقديم ما يستوجب تقديمه من دعم مادي واقتصادي عرفت به الكويت الشقيقة شعبا وأميرا وفي اشد المحن والملمات.
نتطلع في اليمن الاتحادي المقبل أن تشهد العلاقات اليمنية الكويتية مزيدا من التطور والتقدم في ظل قيادة هادي وسمو الشيخ صباح الأحمد وأن نودع الماضي وماسيه الأليمة وان تشهد هذه العلاقات مزيدا من الترسيخ والتوطيد المتنامي بما يخدم مصالح شعبي البلدين الشقيقين .
أما على صعيد مخرجات نتائج القمة فنأمل لها النجاح في تحقيق ما يمكن تحقيقه من الوفاق العربي المنشود وهو ما نتوقع أن يتضمنه (إعلان الكويت ) المرتقب صدوره عن القمة , وما قد يتضمنه من دعم وتأييد لمخرجات حوار التسوية السياسية في اليمن , وانعكاساتها الايجابية على صعيد الشعب الجنوبي وقضيته العادلة , والوقوف القوي لدعم وتأييد عملية التحولات الكبرى التي يقودها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.
- ناشر ورئيس تحرير موقع (عدن الآن) الإخباري