من قاموا بطرد العميد (ناصر الطويل) من أداء فرضه الديني , صلاة الجمعة في ساحة عامة وهو " مؤمن بالله وكتابه " مثلهم ووطنيا هو احد ابرز الأسماء الـ (21) قيادي ممن كان لهم الشرف بتأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين عام (2006) واحد ابرز مؤسسي حركة التصالح والتسامح الجنوبي والذي تعرض بسببه للاعتقال والمحاكمة لمدة أكثر من عام في عهد "المخلوع" وبطش نظامه , عمل (لا وطني ولا أخلاقي ولا ديني) وسابقة خطيرة مقلقة .
عمل يؤسس لثقافة الحقد والكراهية والفتنة المنبوذة , عمل غير مبرر ولا يخدم القضية الجنوبية إطلاقا , ويسيء إلى سمعة الجنوب وحراكه السلمي والتصالح والتسامح .. وثانيا من يكونوا هولا ومن فوضهم على الوصاية على الجنوب ومنح صكوك الوطنية أو نزعها من هذا أو ذاك من الناس !
ومن ناحية دينية هذه أول مرة يمنع فيها مسلم من أداء الصلاة في مكان وساحة عامة وصلاة "الجمعة الجامعة" وحتى لو كان "يهودي" جاء ليسلم قبيل بدء الصلاة بدقائق ليس من حقهم شرعا أن يمنعوه من أداءها !
هولا "الصبيانيين" قدموا بهذا التصرف الأحمق خنجر آخر في ظهر القضية الجنوبية ربما دون يعلمون بما فعلوه مع الأسف الشديد وأعطوا خصوم الجنوب والقضية الجنوبية مادة إعلامية (مجانية) دسمة لتشتغل بها وسائلهم الإعلامية الرخيصة , حتى وأن كان "الطويل" يحمل رأيا آخر كما يعتقد لحل القضية الجنوبية , لكنه ليس خائن كما يصوره هولا "الفوضويين" المغامرين.
ولا ينبغي أن نلومه على ردة فعله فمن حقه الدفاع عن نفسه وفضح هذه الممارسات الخاطئة كما عرف عنه وعن صراحته وشجاعته المشهود له بها حين تصدى ورفاقه قادة جمعية المتقاعدين العسكريين ممن تصدوا بشجاعة نادرة لنظام المخلوع , حتى وأن كان هو من بادر بالتصريحات عن ما جرى له فهو معذور بردة الفعل من جانبه , وان كنت أتمنى أن يترفع ويكون أكبر من هولا المتطفلين المغامرين من المزايدين الغوغائيين باسم القضية الجنوبية !
لذلك ينبغي أن تلجم هذه الأصوات "النكرة" والدخيلة على ثقافة أبناء الجنوب ونضالهم السلمي بدعوتنا كافة العقلاء والناشطين والإعلاميين إلى كشف هذه الممارسات الشمولية التي تمارس "العنف والتخوين" وإرهاب الآخرين من أصحاب الرأي والرأي الآخر , إلى تحمل مسؤولياتهم لتنقية مكونات الحراك من هذه الشوائب "الغوغائية" التي تتوغل في جسده كل يوم أكثر فأكثر وخطورة ممارساتها التي لا تخدم نضالنا السلمي وقضية شعبنا الجنوبي العادلة , ووضع حد لهولا المغامرين العابثين به, لنؤسس لبيئة جنوبية طاردة للفكر "الشمولي" الأحادي , وثقافة الإقصاء والتخوين , بيئة قابلة "للتعدد والتنوع السياسي" بين أوساط مجتمعنا الجنوبي على قواعد جديدة من ثقافة الود والتآخي تحكمها مبادئ التصالح والتسامح الراسخ وإشاعة ثقافة التنوع السياسي الواسع والتعددية السياسية والحزبية وتقبل الرأي والرأي الآخر في جنوب جديد يتسع لكل أبناءه !
لست مع ثقافة "التخوين" أو احتكار "الوطنية" , وكمؤمن إيمان راسخ بالديمقراطية وحق الرأي والرأي الأخر وهذا ما لن أفرط فيه مهما اختلفت في الرأي ولو مع اقرب الناس إلي !
لست مع طرده من أداء الصلاة ولن أكون مع طرد أي مؤمن يؤدي واجبه الديني في أي جامع أو معبد أو كنيسة , هذا إيماني , كرجل وناشط أممي ينتمي إلى "منظمة العفو الدولية" واتحاد الصحفيين الدوليين !
ولست مع منع أي رأي مهما كان نوعه ومصدره وهذا من أهم قواعد العمل الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة في أي بقعة من بقاع العالم وهو المبدأ والسلوك الاجتماعي والسياسي" الراقي , الذي أسهم بفعالية في بناء حضارات وأمم ودول تحتل اليوم مراكز الريادة الدولية في قيادة العالم وشعوبه المتحضرة!
وإذا كان من "حسبة" تستدعي الحاجة والمصلحة الوطنية لتطبيقها على "الطويل" أو أن يعاقب ويجلد بسببها - فاعتقد أن الجرم الذي ارتكبه الطويل ينبغي أن نعالجه في سياق تطبيق "الحسبة" على كل قيادات الجنوب ممن تعاقبوا على اغتصاب السلطة منذ (1967) وحتى اليوم .
وليأخذ (الطويل) موقعه وترتيبه بينهم .. لكن لا اعتقد أنه أكثرهم سوءا أو اسبقهم جرما وخطيئة , حتى نكون منصفين , وسنرى هل كانوا محقين من بدأوا به يوم أمس أم لا , وهل كانوا يخدمون بهذا العمل "السلبي" القضية الجنوبية" .. وهذا ما قصدته.. والله من وراء القصد!
alwelidy@gmail.com