|
مشكلة اليمن مع حزب الاصلاح
بقلم/ احمد صالح الفقيه
نشر منذ: 10 سنوات و 9 أشهر و 16 يوماً السبت 15 فبراير-شباط 2014 09:10 م
تتسم الثورات بالمشاركة المتزايدة من جانب الجماعات الاجتماعية ويتطلب ذلك أن تنشئ أحزابها السياسية، ولكن هذه الأحزاب عادة ما تكون ضعيفة، ومثل هذه الأحزاب غالباً ما:
- تتسم بالفساد والطبقية والانغلاق.
- تقسم المجتمع على نفسه وتثير الصراعات.
- تشجع على عدم الاستقرار السياسي والضعف السياسي.
- تفتح الباب للتأثير والاختراق من القوى الخارجية.
وفي مواجهة مثل هذه الأحزاب يحتاج المجتمع إلى تنظيمات سياسية قوية؛ فوجود حزب قوي هو الذي يضع الأساس لمصلحة عامة في إطار مؤسسي بدلاً من المصالح الخاصة المشتتة.
وقد تبدو الأحزاب في مراحل نموها الأولى ككتل أو أجنحة منفصلة، مؤدية إلى الصراعات والتشتت، ولكنها عندما تبلغ درجة معينة من النمو والقوة توفر رباطاً بين القوى الاجتماعية بعضها البعض، وتخلق أساساً للولاء والهوية التي تتجاوز الجماعات المحدودة.
ملامح حزب الاصلاح:
ولكن حزب التجمع اليمني للاصلاح رغم قطعه شوطا طويلا في النمو ومراكمته للقوة، فانه لا يزال يتسم بكل سمات الاحزاب الضعيفة المذكورة اعلاه، وتنطبق عليه تلك السمات انطباق القفاز على الكف. ولم يعد هناك الا القليلون ممن يشكون في ان القاعدة هي كنية هذا الحزب، وأن تسليم وارة الداخلية لهذا الحزب في حكومة الوفاق الحالية كان بمثابة وضع امن الوطن بين يدي تنظيم القاعدة، وهو ما تبين بوضوح لا مزيد عليه في عملية اقتحام السجن المركزي يوم امس.
وقد اتسم الحزب منذ نشأته بالانغلاق، والاقتصار على من يسميهم المؤمنين واستبعد القوميين واليساريين، كما اتسم بالطبقية من خلال قياداته الاقطاعية والمشائخية القبلية المتخلفة والكهنوت الديني الديماغوجي. ومعظمها قيادات فاسدة وسمت الحزب بالفساد.
وقد جاء الحزب الى السياسة تلبية لحاجة السعودية والغرب الى حزب ديني عميل لمواجهة القوى المناهضة للامبريالية والرجعية على امتداد الساحة اليمنية شمالا وجنوبا، وكانت عمالة الحزب امتدادا لعمالة الاخوان المسلمين الذين قاتلوا ضد حركة التحررالعربي في كافة ساحات الوطن العربي.
ومنذ مجيئه اثار الصراعات وقسم المجتمع اليمني شطريا وراسيا واثار الحروب في اليمن ولا يزال، وكان بتحالفاته مع امراء الحروب وتجار السياسة من مراكز القوى ومشاركته نظام المخلوع الفاسد اكبر مشجع على الضعف السياسي وعدم الاستقرار.
وقد فتح الحزب المجال لتدخلات القوى الخارجية وغلب مصالحها وما يتلقاه من أموال على المصلحة الوطنية الامر الذي كلف اليمن غاليا من خلال تمكين السعودية من اقتطاع مايقرب من نصف مساحة الوطن. فالحزب كما قلنا رضع العمالة من جذوره وامتدت الى ماضيه القريب وحاضره.
ومع أن الأحزاب يمكن بالطبع أن تكون أدوات للقوى الخارجية فإن الأحزاب القوية توفر- بدرجة عالية - الآليات المؤسسية، والدفاعات لحماية النظام السياسي ضد النفوذ الأجنبي. وذلك عكس مافعله حزب الاصلاح بالرغم من قوته التي اخذت تتآكل بسرعة جزاء وفاقا.
إن الشرور والآثام التي تعزى إلى الحزب هي في الواقع سمات السياسة المشتتة والمهترئة للأجنحة والكتل التي تظهر في طور تحولها إلى أحزاب، أو عندما تكون الأحزاب ضعيفة للغاية.. وكان المعتقد ان علاج هذا كله يكمن في تحول الحزب الى تنظيم حزبي وطني جامع قوي، ولكن وكما يبدو انه لما كان حزب الاصلاح حزبا عميلا عقله في الخارج، فانه مهما توفرت له اسباب القوة، فلن يغلب المصلحة الوطنية على الاطلاق حاضرا او مستقبلا وسيظل تماما كما كان حتى اليوم. |
|
|
|
|
|
|