الأيام دول يوم لك ويوم عليك فمن كان ظالماً ويظن أن هذا يومه فلينتظر اليوم الذي عليه ومن كان مظلوماً فليرتقب يوم نصره
فالقوي لن يظل مدى الحياة قوياً والضعيف لن يظل مدى الحياة ضعيفاً
والحاكم لن يظل حاكماً مدى الحياة (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)
وعندما يحتدم الصراع ويفتري ويتجبر أهل الباطل وتقلب الموازين وتتشتت الأهواء وتشوه الحقائق ويكثر الكذب والتلفيق والتضليل ويراق الدم الحرام بغير ذنب ويُحرق الناس أحياءً وأمواتاً فنصل لمشهد المفاصلة والمفارقة طلباً للدعم والمدد من القوة الربانية التي لا تقهر
فلا أقل من الثبات والحشد في الميادين لنُري الله من أنفسنا خيراً
فعندما يثبت أهل الحق على مبادئهم وأخلاقهم وأهدافهم السامية ويخرجون بسلمية تامة يجأرون إلى الله تعالى يشكون له ظلم الظالمين ويعتصمون به ويلوذون بجنابه ويتوكلون عليه فهو القاهر فوق عبادة ،وعندما تنعدم الأسباب الأرضية في النصر والتمكين ويظن الجبابرة أنهم مانعتهم حصونهم من الله وأن رايتهم عالية لن تنكس وأن جنودهم أشداء ملئ السمع والبصر (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)
هنا فقط تتدخل يد الله تعمل في الخفاء تمهد لدينه وتغرس لدعوته وتنصر أولياءه وتهزم أعدائه بجنود الله التي لا تقهر (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
فما أن وصل العناد إلى منتهاه من فرعون اللعين الذي يؤيد ويدعم ويساند ويفعل كل ما يغضب الله تعالى حتى حاول أن يصفي القضية وكل من يقف في وجهه فأراد نهاية سعيدة فجمع كيده وأتى صفاً واتفقوا على يوم الزينة
(قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ)
فالحشد مطلوب وموجود لكل الأطراف ليبطل الباطل ويحق الحق ولتمحى الغشاوة عن الوجوه المغيبة ولتظهر الحقائق على رؤوس الأشهاد
(ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)
وهلك هو وجنوده في يوم زينته والذي ظن فيه الغلبة والنصر المبين
ويوم الأخدود قال الحق للباطل إنك لست بقاتلي حتى تجمع الناس في صعيد واحد وتعترف أنه لا يكون في كون الله إلا ما يريده الله فلما حدث المراد وتجمع العباد في يوم المفاصلة والمفارقة ورغم التهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور ورغم الجرح والألم والظلم والطغيان والقتل والإحراق والشهداء والمكلومين آمن الناس بالله رب العالمين وانتصر الحق
ومع قارون خُسف به وبداره الأرض لما خرج على قومه في زينته
(فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ )
وما كان يوم السادس من أكتوبر1973م إلا يوماً من أيام الزينة نصر الله فيه عباده المؤمنين وما كان اكتوبر 1981م إلا احتفالاً في يوم الزينة
وكذلك 25 يناير 2011م احتفالاً في يوم الزينة ثم جمعنا ميدان التحرير في صحوة ضمير ولحظة وعي وبصيرة لمستقبل هذا الوطن الكريم
وكذلك السادس من أكتوبر2013م كان له ما بعده من تغير المعادلة الثورية داخلياً وخارجياً
وموعدنا 25يناير 2014م يوماً جديداً للزينة ليكون يوماً فارقاً في تاريخ مصر المعاصر ليتجمع الأخيار من كل حدب وصوب في مفاصلة لقوى الشر والافساد وما ذلك على الله بعزيز
فسبحان من أذلهم في يوم زينتهم من حيث أرادوا العزة وأفقرهم من حيث أرادوا الغنى وأخافهم من حيث أرادوا الأمان وعذبهم من حيث أرادوا الراحة وأهلكهم من حيث أرادوا النجاة وأماتهم من حيث أرادوا الحياة (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا ... وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلـْـْقاتها فرجت... وكنت أظنها لا تفرج
اللهم إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك...لا يغلبن صليبهم ورحالهم أبدا رحالك
فإن كنت تاركهم وقبلتك ... فأمر قد بدا لك
ولو أن العسر دخل في جحر لجاء اليسر حتى يدخل معه وكم لله من لطف خفي
ننتظر فتوحات السماء وبركات الأرض وجنود الله التي لا يعلمها إلا هو
ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا
Maher510983@yahoo.com