دكتور / محمد حسن بن حُميد
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
دكتور / محمد حسن بن حُميد
الجنوب ..حل مظلمة وخلق مظالم

بحث

  
ماذا بعد .. إخراج السلفيين من دماج
بقلم/ دكتور / محمد حسن بن حُميد
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 29 يوماً
الأربعاء 15 يناير-كانون الثاني 2014 10:08 م

هل تم كسر شوكة السلفية في اليمن من خلال دك قلعتهم الحصينة في دما ج من قِبل الحوثيين بعد حصار وقتال طال امده وعلى مراء من الجميع او لنقُل تواطؤ من الجميع محلياً و اقليمياً ودولياً(مع العلم انهم يختلفون عن ما يعرف بالسلفية الجهادية ويدعون الى عدم الخروج على الحاكم ولديهم اسانيدهم الشرعية لذلك).
فمن الجانب المحلي ظلت الدولة ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ترسل بالوساطات واللجان لمحاولة ايقاف القتال وفك الحصار ، بحُجَة انها لا تريد قيام حرب سابعة خاصة وان الحوثيين قد قويت شوكتهم اكثر من ذي قبل والدولة اكثر ترهلاً وتفككاً من السابق وان هناك مؤتمرا للحوار سوف يعالج مثل هذه القضايا وليس هناك داعي لتدخل عسكري.
حتى القبائل توزعت ولاءاتها بين الطرفيين ولكن القبائل لا تمتلك الاستراتيجيات والخطط والأسلحة التي يمتلكها الحوثيون فكان وقوفها مع السلفيين وبالاً عليها ، حيث قام الحوثيون بفتح اكثر من جبهة وفي اكثر من محافظة ،وذلك بهدف ايصال رسالة للجميع بانهم الاقوى في الساحة وانهم قوى عسكريه ميدانية لا يمكن تجاهلها او حصرها في منطقة معينه كصعده مثلاً ، وكذلك فعل النظام السابق ولومن خلال اعلامه حيث تخلى عن السلفيين ربما بسبب وقوف الاخوان الى جانبهم رغم ان السلفيين ظلوا واقفين مع شرعية النظام السابق وبعدم جواز الخروج عنه الى اخر لحظه.
هذا ما يحض الداخل اما الاقليم المجاور وربما السعودية هي الاهم فيه ، فهناك رؤيتان للحدث : الاولى تقول ان السعودية تنظر للسلفيين على انهم امتداد للاخوان اللذين اتخذت السعودية موقفاً محدداً تجاههم بوصفهم جماعه تهدد نظامها والانظمة الحليفة لها ، وبالتالي فهي تحاربها وتعتبرها عدوة لها رغم الخلاف الفكري القائم بين الاخوان المسلمين والجماعات السلفية .. حتى ان السعودية لازالت تدعم السلفيين في مصر وعملت على اشراكهم في خارطة الطريق السياسية الجارية هناك ، ولكن ربما ان ما منع السعودية من مساندة سلفيي في اليمن هو تحالف وتضامن الاخوان والقبائل معهم مما قد يجعلهم يخرجون عن طوعها ، خاصة وهي تعمل على مبدأ فرق تسد بين مختلف القوى السياسية في اليمن بل كان هناك كثير من الشائعات ان السعودية دعمت الحوثيين ضد السلفيين وبل واوعزت الى اتباعها بعدم مساندة السلفيين والانسحاب من مواقع المواجهة لصالح الحوثيين ، وايضا مدتهم بالمال والمعلومات بحجة الامر الواقع كون الحوثيين يسيطرون على كثير من المناطق الهامة على حدودها ، رغم انني استبعد هذا الامر ، لان صانع القرار السعودي يدرك الابعاد الإستراتيجية لمثل ذلك ، وكذا البعد العقائدي للحوثي وولائه السياسي بل والديني لايران العدو الراهن للأداء السياسي السعودي ,وكذا الحروب السابقة التي حدثت بين الطرفين.
كل ذلك يمنع السعوديين من التعاون مع الحوثيين .. الرأي الآخر لموقف السعودية ، ان المملكة اخذت تبتعد كثيرآ عن الجماعات الدينية بصفة عامه وبمختلف توجيهاتها الفكرية كونها تمثل الاسلام السياسي والمتطلع الى السلطة ، وان ما يفرق بينها ليس جوهرياً فجميعها جماعات سياسية أصوليه تنظر الى الانظمة السياسية القائمة على انها أنظمة " امر واقع " وانظمه قهرية ﻻتمثل روح اﻻسلام , ومن هنا كان موقفها من حرب الحوثيين مع السلفيين ، علماً ان الجميع لازال ينظر للسعودية على انها قاعدة الدفاع عن السنة في العالم الاسلامي في مواجهة ايران وهنا لا ننسى دور اﻻخيرة خاصة وهي تقوم بمباحثات مراثونية مع القوى الكبرى حول ملفها النووي وتريد ان تبرهن للعالم ان لها تواجد وحضور في المناطق الملتهبة في العالم من سوريا إلى لبنان الى اليمن الى العراق...الخ.. ولا يُستبعد ان تكون قد اوحت للحوثيين باشعال الجبهات المتعددة لتوجيه الرسائل لمختلف الجهات وفي ضل لاستمرار في تصدير الثورة ومساندة المظلومين في العالم حسب رأيها . اما الولايات المتحدة فلها موقف من الاسلام برمته وليس السياسي فيه فحسب لكن مع ذلك تظل تتعامل ببرغماتية فائقة مع الحوثيين والسلفيين كونهم جماعات ترفع شعارات العداء لها .. فتتمنى ان يقضي بعضهم على بعض.
ورغم رفع الحوثيين شعار الموت لامريكا الا انهم لا يأخذون الامر بجديه كونها شعارات ترفع ليس الا، وليس لها على الواقع وجود ، بل ان من يموت هم رافعي الشعار ويمنيين آخرين .
من هنا وفي ظل انتظار نتائج مؤتمر الحوار هل سيلتزم الجميع بمخرجاته والتي تحرم على كل الجماعات والاحزاب والقوى السياسية امتلاك السلاح وقصر ذلك على الدولة مع العم انه خلال الفترة القصيرة الماضية امتلكت جماعات اخرى السلاح بكل انواعه منهم السلفيين .
وعدد من القبائل شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً وكل يدعي حقه في الدفاع عن النفس وهي كلمة حق يراد بها باطل ، وقد تكون مبررة في ضل غياب دور الدولة,وترهلها وعجزها في حل الصراعات المحلية والتي تزداد اتساعاً وعمقاً ,وهنا على الجميع القيام بدوره سواءً الدولة بفرض وجودها على ترابها الوطني وحماية مواطنيها من هيمنة الجماعات المسلحة وسطوتها ,او المجتمع الدولي والاقليمي من خﻻل مد يد الدعم ودون تقاعس حتى لا تزداد الامور سوءاً وتنهار بقية الدولة ورمزيتها تماما وساعتها يتسع الرقع على الراقع لتتحول اليمن الى ساحة صراع دولية وإقليمية تصفى فيه الحسابات بين الآخرين وهو ليس في مصلحة الجميع . ان خروج السلفيين من دماج وسيطرة الحوثيين على صعده وغيرها له ما بعده وعلى الجميع ادراك هذه الحقيقة.

Share |
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
دكتورة/حنان حسين
الإخوان المتأسلمين .. والفوتكا الإسلامية
دكتورة/حنان حسين
كاتب/طارق مصطفى سلام
خياركم لا يصب في مصلحة وحدة الوطن ومستقبل اليمن!
كاتب/طارق مصطفى سلام
دكتور/محمد حسين النظاري
لا وقت للفوضى اليوم
دكتور/محمد حسين النظاري
كاتب/وليد محمد سيف
بانتظار الجمهورية الرابعة
كاتب/وليد محمد سيف
كاتب/عبدالكريم الرازحي
فيروس الكراهية
كاتب/عبدالكريم الرازحي
دكتور/عبدالعزيز المقالح
حافظوا على وطنكم الجميل
دكتور/عبدالعزيز المقالح
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية