|
اليمن يستقبل عام الحسم
بقلم/ محمد حسين النظاري
نشر منذ: 10 سنوات و 10 أشهر و 15 يوماً الأحد 05 يناير-كانون الثاني 2014 09:13 م
من عاش الاحداث التي عصفت ببلادنا خلال العامين الماضيين، لم يكن يظن ان اليمن سيبلغ عتبة العام 2014م، وما زالت فيه روح المقاومة والتصدي بالرغم من رياح الفتنة التي هدمت بلدانا عامرة، وفككت دولا متماسكة، وخلقت فوضى خلطت المفاهيم.
في حقيقة الامر كنت متفائلا بأننا كيمنيين سنبلغ عام الحسم، ومن هذه المساحة كتبت بأن اليمن ليست تونس ولا ليبيا ولا مصر وليست سوريا ايضا.. اليمن بفضل الله وبما من على اهلها من حكمة استطاعت ان تروض تلك الرياح العاصفة، من خلال استلام وتسليم السلطة بصورة سلمية، وانتهاج الحوار كسبيل وحيد للخروج من الازمة.
وها نحن اليوم وبعد ما يقارب 9 اشهر من انطلاق الحوار الوطني، نعيش لحظاته الحاسمة مع نسائم العام الميلادي 2014م، وبذلك نكون قد سحبنا البساط من تحت اقدام من كانوا يريدون ان يزجوا باليمن في نفس اتون الفوضى التي ما زالت تعيشها بعض الاقطار العربية.
ما يهمنا كيمنيين ان تؤسس مخرجات الحوار ليمن جديد، يمن لا تكون وحدته مهددة بالخطر بسبب اطماع البعض في امتلاك كل شيئ من دون تقديم اي شيئ، ولهذا فإن شكل الدولة القادمة ينبغي ان لا يفصل المركز عن الاطراف الا في حدود المركزية المفرطة، فالمركز هو الرأس، ومن دون رأس مدبر وحكيم لا يمكن ان تدار الامور.
ان كل يمني لا يهمه تسمية الدولة القادمة، فاسم اليمن ليس محفورا في قلوب اليمنيين بل في وجدان كل من يعترف في قرارة نفسه انه عربي، غير ان ما يهم المواطن العادي، ان يرى وطنا يتسع له ولغيره، يستطيع ان يتجول فيه من دون ان يقتل لمجرد رقم سيارته الدال على محافظته، أو لبطاقة التعريف التي تعرف انه ينتمي لهذه المدينة او تلك.
ما نريده ان نعيش بسلام، وان نرى وطنا جديدا بوجوه جديدة، فما وجه التغيير، هل هي اختلاف المسميات واستبدالها بأخرى، أم باستبدال من اوصلونا الى ما نحن عليه اليوم، ذلك هو التغيير الحقيقي الذي يسعى اليه كل يمني يرفض الفوضى، ويحب وطنه ويحافظ على تماسكه.
ان اليمن القادم المبني على الاقتسام العادل للثروة والسلطة والحياة الكريمة، هو اليمن الذي نريده، بحيث لا نقفز على الواقع بتنظيرات وتقسيمات تقودنا في الاخير الى نقطة يصعب علينا فيها ان نعود الى نقطة اللقاء، ويكون حينها المنظر السوداني المرعب هو المسيطر على الواقع.
اننا بمعالجة الاخطاء نستطيع ان نخلق ارضية مشتركة للعيش معا في ظل وطن واحد تتداخل فيه الاقاليم، لا ذلك الوطن الذي ينتظر فيه البعض بأن تفرق الأقلمة، الالفة والمحبة لليمنيين من حرض حتى المهرة.. ولهذا ينبغي علينا الا نسمح بأي رأي يكون مدخلا او ذريعة للبعض في تمزيق وحدة الصف.
يحز في النفس ان نرى اليمني المضياف يطرد اخاه اليمني، لا لشيئ الا لأن البعض قد نجح في زرع الفتنة والشقاق بين ابناء الوطن الواحد.. ولكن الاعيب لن تنطلي على غالبية اليمنيين، قد البعض انطلت عليه، الا ان الغالبية العظمى من الذين تسري في عروقهم دماء بناة الدولة الاسلامية الواحدة التي قادها اليمنيون ووصلوا بها الى كل انحاء العالم القديم، لا يريدون الا يمنا واحدا، يمن قوي وعصي على كل عاص وعاق لبلاده.
متفائلون خيرا بعام الحسم، وحتى يكون لهذا التفاؤل ارضية يقف عليها، فما علينا إلا ان نلغي كل الافكار الهدامة التي علقت بالنفوس جراء اخطاء البعض.. فالكل ابقى من البعض، فنحن نستطيع بتوحدنا ان نلجم اولئك البعض، ليعيش الكل في وطن واحد غير مجزأ.. كل عام واليمنيون يتنفسون عبير التغيير المرتكز على افضلية الماضي، متجاوزين سوءاته، منطلقين الى يمن الايمان والحكمة.
.أستاذ مساعد بجامعة البيضاء |
|
|
|
|
|
|