• البلد معصودة عصد، والوضع مربك.. ولأول مرة في حياتي أشعر بأن هناك رئيساً يمنياً، حياته تعنيني أنا شخصياً، تعني أسرتي، وحارتي وجيراني الطيبين، وبلدي المثقل بالأوجاع وبالأوغاد.
• شخصياً، لأول مرة في حياتي أخاف على حياة "رئيس، أشعر - ومثلي مواطنون كثر- بأن حياته وصبره وجلدته وطيبته وبساطته، وصدقه وكبر سنه أيضاً، كلها أشياء مألوفة بالنسبة لنا، وأشياء كتبناها على سبورة الدرس، وفي دفاترنا المدرسية.. ولطالما هتفناها في طابور تحية العلم.
• لأول مرة أخاف على حياة "رئيس" إذا ما تعرض لاغتيال لا سمح الله، فإن التاريخ لن ينصفه بأكثر من أنه كان رئيساً طيباً، ولا يتمتع بأي شيء من الموغادة، وأتحدث - هنا - طبعاً عن الرئيس "هادي".
• لأول مرة أخاف على مخيلتي المزحومة بآمال كثيرة وبسيطة، أهمها وأثمنها أن يعيش إنسان اليمن - ولو لعقد واحد - هدوءاً واسترخاء في بلد يقصف العمر، ويأكل خيرة أبنائه - تماماً كـ القطة المتوحشة.
• لا أمتدح هادي، أنا فقط أقول مشاعري ومخاوفي باعتباري مواطناً غير منحاز لأي طرف، ولا أصطف خلف أي جهة أو جماعة، بل منحاز إلى وجع كبير و..وطن كبير - المنحازون سلفاً لا يعرفون بأنه "اليمن".
• كل الأطراف التي تعصد البلد الآن وتتحاور في ذات الوقت من أجل البلد - حسبما تزعم - هي في غالبيتها منحازة كلياً لأحزاب ولجماعات ولدول ولجهات نفوذ متعددة، باستثناء "هادي" الذي لم ينحز حتى إلى حزبه الحاكم، بل هو منحاز إلى أحلام اليمنيين الذين أنا أحدهم، وسيكون من اللؤم وسوء التدبر لو تخلى اليمنيون - في هذا الظرف الصعب - عن "هادي" ليس لأنه - كما سيسوق له بعض التنابلة في محيطه "القائد" الملهم، ولكن لأنه - وباختصار شديد - رئيس المواطنين، فهو في طبيعة ظروفه الحالية يشبه - تماماً - طبيعة ظروف كل المواطنين الذين يعاركون "الجن" غير متكئين على أي إسناد قبلي أو حزبي أو ديني، أو حتى إسناد من جيش - على عقيدة وطنية واحدة - سيشعر الرئيس، كما المواطنون معه بالأمان.
• الوضع صعب جداً والمخاوف تتكاثر وصعبة من الرئيس هادي أن ينحاز إلى مواطنيه أكثر، وفي هذا الظرف الصعب، فإنه سيكون اللازم عليه أن يطلب التعبئة العامة، وحينها - فقط - سيجد أمامه شعباً - بأكمله - قرفان من أبو الكل، ويبحثون فقط عن قائد يمد إليهم يديه، وحينها أيضاً سيجد هادي من المواطنين غير المنحازين لاحد، لن يدافعوا عن هادي خائفين على صلعته أن تصاب بأي خدوش لا سمح الله، بل سيدافعون عن وطنهم الموجوع، وعن بلادهم المقطوعة من شجرة.
• الجماهير - بطبيعتها - تعشق القائد الآمر يا سيدي ولا تستجيب للقائد المتوسل.
- نقلا عن صحيفة اليمن اليوم:
fekry19@gmail.com