|
السقاف .. تشكر الدكتور ياسين سعيد نعمان
بقلم/ نادية عبدالعزيز السقاف
نشر منذ: 11 سنة و 6 أيام الخميس 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 07:28 م
يا جماعة لن تستطيعوا أن تتخيّلوا مقدار المعاناة والضغط الذي تعانيه في هذه الأيام كافة اللجان المسؤولة عن إدارة مؤتمر الحوار الوطني سواء في الأمانة العامة، وبالذات الأمين العام بشخصه، وهيئة الرئاسة أم لجنة التوفيق.
يأتي وقت - وهـذا صـار يتـكرّر كـثيراً مـؤخراً - نشعر فيه باليأس والإحباط الشديدين ونحن نراقب المكوّنات السياسية وهي تشد وترخي، وتلعب بمستقبل هذا الشعب المسكين كأنه كُرة مطاطية..!!.
أهول ما في العملية هو تبادل الأدوار المزعجة في إطار المكوّن الواحد؛ بحيث يكون شخص متفاهم وشخص عنيد، ثم يصبح المتفاهم عنيداً والعنيد يصل إلى تفاهم، ولا نعرف لهم كلمة.
المهم في وسط هذه المعمعة من المصلحة الشخصية والحزبية حتى على حساب الوطن يأتي رجل بقامة الجبال ليتحمّل مسؤوليته الوطنية ويجتهد اجتهاداً خرافياً من أجل التوفيق بين المكوّنات وإنجاح المؤتمر، هذا الرجل هو الدكتور ياسين سعيد نعمان.
الدكتور ياسين يأتي من الصباح قبل الناس ويغادر بعدهم، يبتسم ويتعصّب، يصيح ويهدأ، يناقش ويتمسّك برأيه، ويعمل كل ما في مقدوره للخروج بنا إلى حل.
يتحدّث بسلاسة وبخبرة؛ ولكن عند وقت الصدق يشمّر عن ساعديه ولا يرضخ أو يهدأ له بال حتى نتقارب ونقترب من الحل.
لقد قرأت تاريخ هذا الرجل، وعرفته من بعيد ومن قريب؛ ولكني أعترف أنني فعلاً الآن أستطيع القول إنني أعرفه وأعرف جوهره، لا أستطيع أن أفتح صدره لأرى ما في قلبه؛ لكن عينيه وعمله تشهد أنه يحب اليمن ويريد لها ألا تتدمّر بسبب ضيق أُفق وأنانية الآخرين.
خلال الأسبوعين الماضيين وقف هذا الرجل وقفة مائة رجل في فرق العمل المختلفة بالذات في فريق الحكم الرشيد، وصنع أموراً كدت أخالها من المعجزات بعد أن استطاع أن يصل بألد الخصوم إلى طريق وسط.
أصلاً مشكلة مُعظم المشاركين في مؤتمر الحوار هي أن مصطلح «حوار» غير مفهوم لديهم؛ هم كانوا يعتقدون أن المؤتمر مكان يأتون إليه ليتحدّثوا وينصتوا ويناقشوا؛ وبعد هذا كله يوافق الجميع على رأيهم هم؛ مسألة التنازلات والحلول الوسط لم تكن في حسبانهم.
المشكلة الثانية لدى القوى السياسية التقليدية، بالذات الكبيرة منها، أنها لم تدرك أن الديمقراطية معناها حكم الأغلبية وليس حكمهم، فعندما قامت فرق العمل المختلفة بالبت في الأمور الخلافية بطريقة ديمقراطية مخالفة لرأيهم، أُسقط في يد الكبار وتلبكوا.
الآن عليهم أن يتحايلوا ويتسايسوا ويحاولوا أن يخرجوا من مأزق الديمقراطية الذي ورّطوا أنفسهم فيه.
وفي وقت الظلام الحالك والأزمة تشتد، يظهر رجل من بين الدخان يسحبنا من الأمواج المتلاطمة إلى بر الأمان، هذا الرجل البطل في هذه المرحلة هو الدكتور ياسين سعيد نعمان، هو رجل يستحق التكريم والتقدير، ويستحق الحب، كل الحب.
نيابة عن كل أعضاء مؤتمر الحوار الصادقين والمراوغين، ونيابة عن الشعب المنتظر، أقول لك يا «أبوأوسان»: شكراً، شكراً، شكراً.. وجزاك الله كل خير.
yteditor@gmail.com
|
|
|
|
|
|
|