فائقة السيد
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
فائقة السيد
وجعك وجعي ياعدن..

بحث

  
عرفات... وأسفار الهدهد بين اليمن والقدس
بقلم/ فائقة السيد
نشر منذ: 11 سنة و أسبوع
الأربعاء 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 04:40 م

الحديث عن الرمز ياسر عرفات, اكبر من أن تستوعبه هذه الوقفة في ذكراه التاسعة, إلا أننا نستطيع استلهام فلسفته في الثورة ضمن تجارب الثورات العالمية.
انتفض الشعب الفلسطيني من بين رماد الخيانة والهزيمة والمؤامرة التي قادتها قوة الاستكبار العالمي والرجعية العربية, بقيادة شاب لم ولن يتكرر, قاد الثورة بالبندقية والدبلوماسية, عرف الخنادق والقصور لم تكسره دموع المغادرين من بيروت, ولم يروعه حجم الرماد, انتفض مرة أخرى يحمل في يد غصن الزيتون والأخرى بندقية, تحدث إلى العالم وهو يدرك أن العدو كان يريد إسقاط البندقية وانتزاع شجرة الزيتون.
كان جبارا في إيمانه بالنصر الذي يراه على مرمى حجر, وكثيرا ما يردد أن طفلا فلسطينيا سيرفع يوما علم فلسطين على أسوار القدس, عندما فتحت أوسلو أبوابها تخيل العدو أن خيار البندقية سيسقط وغصن الزيتون لن يقوى على الصمود! ولكن هيهات , ذلك الجبار اسقط أوهام العدو الذي اضطر على التفاوض وفق فلسفة عرفات الثورية ( الغصن أما البندقية ), حاول العدو إرهابه بالقتل وقد شهد العالم أسطورة الصمود في رام الله, شهد الشموع التي تضيء حوله والدمار يحيط بمقره في مقاطعة رام الله, كانوا يدركون موقعه ومكانه ولكنهم لا يجرؤون على تصويب مدافعهم إليه! لأنه عرفات الرقم العالمي في معادلة الصراع بين الشرق والغرب, زرع الانتفاضة وعرف العالم معنى الانتفاضة التي دخلت كل اللغات بذات الأحرف العربية (ENTEFADHAH) أينما وجد تجد الثورة والأمل في الانتصار. غيلة دسوا له السم ولكنه لا يعبا بالرحيل فقد وطأت قدماه ارض وطنه وصار الحوار حول مائدة القدس, دسوا له السموم لكنه كان يدرك أن صورته وروحه ومبادئه التي تسكن ملايين الفلسطينيين والعرب و الثوريين في العالم ستبقى تطارد القتلة أينما وحيثما كانوا.
في ذكراه التاسعة نقول للعالم لا تنبشوا التراب دعوه ينام بسلام في ثرى فلسطين الغالية كما كان يحلم , ونقول للإخوة الفلسطينيين من كل مشارب النضال انبشوا تراث هذا الرجل , ستجدون رواية تنبض بالعزيمة التي لا تعرف الوهن. ستجدون صبر الأنبياء في ثنايا الرواية, وأسفار الهدهد بين اليمن والقدس تذكرنا بالشطر الفلسطيني الذي أتى به عرفات اكبر الحالمين بالوحدة العربية وهو يحتفل بتوحيد شطري اليمن.
عرفات فصول من حياتنا لم تكتب بعد, عرفات لا يشبهه زعماء مروا على ذاكرتنا , ذلك أن الثورة الفلسطينية لا تشبهها ثورة والشعب الفلسطيني لا يشبهه شعب.
نم قرير العين فما زلت حيا, وما زالت فصول المؤامرة تتكشف وستتساقط أوراقهم حتما, أمثالك لا يعرفون غير الحياة و الانتصار لإرادة شعبهم.
ولا نامت أعين الجبناء...
 ألقيت هذه الكلمة يوم أمس الموافق 11/11/2013م في المهرجان التأبيني الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد ياسر عرفات بمقر سفارة فلسطين- اليمن.
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
دكتور/محمد حسين النظاري
واجبات الحكومة تجاه المغتربين
دكتور/محمد حسين النظاري
دكتور/احمد اسماعيل البواب
الاستثمار الصحي
دكتور/احمد اسماعيل البواب
استاذ/حسن احمد اللوزي
طريق النجاح وتحصينه بالاصطفاف الوطني
استاذ/حسن احمد اللوزي
كاتب/طارق مصطفى سلام
ما جزاء الفاشل إلا العزل !
كاتب/طارق مصطفى سلام
كاتب/احمد محمد نعمان
تَعْوِيضُ المُتَقَاضِيينَ أيُّها القُضَاة
كاتب/احمد محمد نعمان
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
تشغيل الطائفية ورافعة دماج
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية