|
معايير التشكيل الحكومي
بقلم/ احمد غراب
نشر منذ: 11 سنة و 4 أسابيع و يومين الأربعاء 23 أكتوبر-تشرين الأول 2013 09:21 م
كثر الحديث غير الرسمي عن تشكيل حكومي مرتقب وتطوع البعض لتسريب قوائم أشكال وترشيحات الوان واسماء وحقائب بتطير يمين وشمال لدرجة لاتجعلك تجد فرقا بين تقسيم الحقائب المدرسية والوزارية .
نحن أحوج ما نكون إلى إعادة تعريف المنصب والمسؤولية باعتبارها
تكليفاً لا تشريفاً ووسيلة لمنفعة الناس وأمانة ثقيلة لايجب بأي حال الاستهانة بها ونتذكر هنا قول الرسول الله عليه وسلم لأبى ذر :" يا أبا ذر إنها امانة وإنها خزي وندامة يوم القيامة ".
ليس المنصب مدعاة للفخر كما يعتقد الكثير بل هو امتحان حقيقي فشل فيه الكثيرون رغم السنوات الطويلة التي قضوها في مناصبهم فكيف الحال بمن يمسك منصبا في فترة انتقالية وظروف هوجاء كهذه التي تمر بها البلاد .
المنصب ليس نفوذاً ولا قوة شخصية وقبلية وحزبية بل هو مهمة انقاذ وطنية ومسؤولية وهدف شاق هو منفعة الناس فلاشيء يطيل عمر الدول والحكومات سوى منفعتها للناس ولاشيء يعجل بزوالها تدهور حالة الناس وزيادة معاناتهم .
جرت العادة في أزمنة عربية غابرة على انه على قدر اهل النصب تأتي المناصب لدرجة أن هناك من كان يختار المسؤول بعين السارق وكانت الحكمة الشيطانية من هذا أن المسؤول السارق لن يأت في يوم ويعير المسؤول الاكبر منه أو يحاسبه فالكل يسرق من مال الشعب وبالتالي لا احد يحاسب احد وتبقى اجهزة الرقابة وهيئات المحاسبة مجرد ديكورات في حين تتفرغ بقية الاجهزة لمطاردة سارق الرغيف وسارق البيضة وسارق الدبة الغاز وسارق الاحذي من الجوامع.
ويفترض أن نرقى بشعوبنا اليوم لنؤطر معنى حقيقي للمسؤولية بعيدا عن اطار المحاصصة الحزبية الضيقة والتزكيات الفردية والاتصالات والضغوط التي تجري ليل يا ليل هذا إذا كنا نريد فعلا أن نبني بلد مؤسسات فعلا ونريد منفعة الشعب.
الأمر الثاني أن الاعتماد على الكفاءة ومنح الفرص المتساوية في المناصب بعيدا عن الاستهام يجعل الحكومة فعالة والادارة ذات قيمة وتشحذ الهمم وترتفع الطموحات ويرتقي المجتهد وتعزز الضمير الوظيفي والوطني في البلد ، وفي المقابل فإن فتح طاقة المحاصصة والنفوذ والترضيات والتقاسمات والتزكيات الفردية والحزبية يثير الفتنة بين مختلف الاوساط فإرضاء الجميع غاية لاتدرك لكن وجود معيار وطني يحدد الأنسب والأصلح يخلق الرضا لدى مختلف فئات المجتمع بعكس عندما يكون المعيار حزبياً أو شخصياً أو غيره.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين |
|
|
|
|
|
|