ثائر الشرعبي
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
ثائر الشرعبي
المغتربين بين النسبة والتناسب !!

بحث

  
مغترب في وزارة المغتربين !
بقلم/ ثائر الشرعبي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و 4 أيام
الخميس 05 إبريل-نيسان 2012 12:24 ص

ما أكتب من مقالات في بعض الأحيان عن المغتربين ومعاناتهم وهمومهم ومشاكلهم هو من باب نقل جزء بسيط مما يعانونه لكن ما أقصده اليوم هو شيء مشابه تماما لحالهم , أجدني وأجد زملائي في العمل مغتربين حقيقيين داخل وطني وبوزارة للمغتربين , أعاني ما يعانونه وأتألم مثل ما يتألموا بل أشد منهم .

سأكتب اليوم وقلمي يتأوه حسرة للسكون والخمول المتلازمين لإداراتها وقطاعاتها , وبمداد يزفر لهيباً لحال موظفيها اللذين يعانون الأمرين , وبحرف وكلمات وجمل وعبارات تعتصرها الألم عن (دار المرحلين ) عفواً أقصد وزارة المغتربين ! وإن كان اسمها اكبر من فعلها !

عشت فيها موظفاً مغترباً ما يقارب خمس سنوات عجاف لم أرها يوماً أن كلفت محامياً أو ساعدت مغترباً منكوباً أو دعمت نشاطاً خارجياً , يدخلها المرحلون والمساجين ممن خرجوا من سجون دول الاغتراب علهم يجدون آذاناً صاغية وقلوباً تفقه , فلا يجدون ضالتهم التي ينشدونها ! يريدون أن يشكو حالهم فيجدون الوزارة تشكي لهم حالها ! يخرجون منها بخفي حنين وكأنك يا بو زيد ماغزيت ! سيد الحظ منهم من خرج وبعد كفاح شديد بورقة فيها لفظ ( نحيل إليكم الشكوى) ! لأننا مستحيل أن نقدم لكم شيء ! يخرج المغترب منها ويطلقها طلاقاً بائناً لا رجعة فيها .

سأكتب عن وزارة خاوية على عروشها أنيط بها مهام كثيرة وكبيرة تجاه المغتربين فأضحت بؤرة للاغتراب ودار لاستقبال العجزة من الموظفين اللذين يتظورن جوعاً بسبب أن البند لايسمح !

سأكتب عن وزارة عاجزة عجز كلي عن أداء مهامها بسبب شلل الاعتمادات المخصصة لها وتحنط الموظفين بمكاتبها , عجزت هذا العام عن إرسال كتب لمدارس الجاليات اليمنية بدول الاغتراب , وعجزت عن تكريم فريق رياضي فاز بالمركز الأول على الجاليات بالسعودية , وعجزت عن إرسال تهنئة لدكتور يعتبر من الكوادر والكفاءات المهاجرة في الخارج والحائز على الجائزة الدولية للقيادات الشابة 2012م من المنتدى الاقتصادي العالمي.

سأكتب رثاءً للموظف المغترب المدفون حياً في وزارته شاكياً باكياً وقته الذي يمر دون أن يعين مغترباً أو يشاطره همه وغمه والسبب قد يكون سوء الإدارة وهيكلتها المنقرضة , وعن حضوره اليومي إن حضر ! ذهاباً وإياباً والذي يروح سدىً , متحملاً زحام الباصات وتكاليفها حاملاً أرشيفه الإداري بيده , خائفاً من موظف إداري متمكن أو موظف جديد قادر على التميز والمنافسة والإبداع .

ألم يحن الوقت للمسئولين عنها حصحصت الإدارات ونفض الغبار من مكاتبها وهيكلتها ؟ , وتعيين الموظف المناسب في المكان المناسب ؟ لأننا نجزم أن التغيير في إداراتها وإجراءاتها ومعاملاتها بات من الضروريات , فتحريك المياه الراكدة تساعد على تحسين الأداء وإنصاف المبدعين , أم أن الأمر مقتصر على عبد البديع وعبد السميع إن حضر أحدهما سقط عن الآخر !.

فالقلم مازال ممتلئ بالحبر وما كتب إلا الشيء اليسير وما خفي كان أعظم , ومع ذلك هناك بارقة أمل تلوح في الأفق علها تعيد للوزارة سمعتها ومكانتها وتعيد للمغترب حقوقه وللموظف المغترب ! أيضاً حقوقه ومستحقاته .

يقول أحد المفكرين ( إن عدم التفكير احتراما للسلطة هو أكبر أعدائها ) فالي متى سنظل مغتربين في وزارة الاغتراب يا وزير المغتربين !

 
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/فيصل الحذيفي
نصيحة إلى شباب الإصلاح وقياداته
كاتب/فيصل الحذيفي
كاتب/فيصل مكرم
اليمن الذي جنى عليه أبناؤه!!
كاتب/فيصل مكرم
صحافي/علي ناجي الرعوي
المهام المؤجلة في اليمن
صحافي/علي ناجي الرعوي
دكتور/محمد حسين النظاري
نجاح العراق وفشل فرنسا
دكتور/محمد حسين النظاري
كاتب/تركي عبدالله السديري
ثم أخيراً.. غمة
كاتب/تركي عبدالله السديري
كاتب/بهاء بوكرّوم
الربيع العربي .. بين الإستراتيجيّتين الأميركية والروسية
كاتب/بهاء بوكرّوم
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية