من النتائج السلبية الرئيسة للأحداث الجارية حاليا في جمهورية مصر العربية وخطورتها على وعي المجتمع المصري أن يتحول الانقلاب العسكري واستخدام القوة واليات الدولة البوليسية في فض الاعتصامات السلمية للتعبير عن الرأي (مهما كانت تلك الجهة المنظمة للاعتصامات تشكل من رأي أخر اقصائي ومتطرف وتوجه شمولي مرفوض أو تعبر عن رأي الأقلية في المجتمع) إلى ظاهرة رائجة في الوعي الجمعي المجتمعي .
الخطير في أمر الانقلاب العسكري في مصر العربية (ايضا) أنه بإشاعة هذا الاسلوب الانقلابِ المغامر وتثبيته كمنحى سيء ممكن وفاعل يتم فيه وأد الديمقراطية في مهدها في أبشع صورة عرفتها الحضارة البشرية ,هو نهج سلبي سوف يترسخ بعمق كمفاهيم خاطئة ويتحول إلى ظاهرة تروج لنزعات العنف المعقدة والتراكمات النفسية الحادة التي تقود إلى سلوك جمعي مدمر للمجتمع ,من خلال التأثير السلبي في الوعي الجمعي والتجربة المجتمعية المصرية بحيث من الممكن أن يبنى عليها لاحقا .
وبتكذيب الحقائق للأوهام المريضة وبتناقض الواقع والمصلحة العامة مع المصالح الخاصة والفئوية والرغبات النرجسية , فأن بعض القوى المدنية العلمانية والليبرالية المصرية ومعها القيادات الانتهازية في الجيش المصري العريق يكونا قد قدما أسواء أداء ونموذج للمعرفة والخبرة الانسانية التي تستند غالبا على التجارب الانسانية المتراكمة كافة والتي يبنى عليها دائما وباستمرار ,والتي سيتبين لاحقاً أنها اضافة سيئة للحضارة الانسانية جمعاء.