الأخوة الاعزاء , الرئيس هادي والاستاذ باسندوة والزميل صخر الوجيه .. اكرمكم الله وأعزكم .
في هذه المناشدة التي أسطرها عاجلا لأهميتها مخاطبا ضمائركم الحية قبل مسؤولياتكم الرفيعة مطالبا بصرف الاكرامية الرمضانية للغالبية العظمى من موظفي الدولة مدنيين وعسكريين حيث اصبحت حق مكتسب بسبب من وعودكم المعلنة ولحالة الضنك القاسية التي أصبح يعيشها جل شعبنا اليمني وبالأخص منهم والأعم صغار موظفي الدولة في القطاعين المدني والعسكري .
الأخوة الاعزاء :هادي وباسنوة والوجيه : أن أردتم أو اضطررتم أمنعوا الاكرامية عن الوزراء والنواب والوكلاء و المساعدين واعضاء مجلسي النواب والشورى وامنعوا تكرار صرفها في المؤسسات الايرادية والمؤسسات الحكومية الأخرى التي سبق لها ان قامت بالصرف , وامنعوا صرفها لإصحاب الرواتب العالية والكوادر الخاصة والبدل المتميزة .
ولكن أصرفوها لموظفي الدولة الغلابة ذوي المرتبات الضئيلة عسكر ومدنيين .. فالحال لا يسر عدوا ولا صديق , والوضع كاد أن ينفجر بالبسطاء والفقراء ولسان حالهم يقول مفيش حاجة في البلد تنفع وتفيد المواطن وتسر البال والخاطر , كل حاجة في النازل ما عدى الاسعار هي الوحيدة اللي في الطالع !؟.
نعم , حال البلد عموما لا يسر عدوا ولا صديق كما أنه ايضا يدعوا للحيرة والتأمل ! ولسان حال البسطاء والفقراء يكاد ينطق ويقول نحن المعذبين في السابق والحاضر في عهد صالح وزمرته ثم في عهد هادي وشركائه .
نعم , هكذا أصبحنا ندعوهم , الفقراء والكادحين من موظفي الدولة المعدمين ,هم ومعهم الثوار والاحرار في ساحات الحرية والتغيير يقولون لكم بالنبرة العالية والصوت البليغ, أنتم من وعدتمونا بالحرية والعيش الكريم بل والرغيد ,ورفع الحد الادني للأجور والمرتبات , إلا أنكم بتصرفكم المغامر واصراركم المكابر هذا تكادوا أن تمهدوا فعلا لثورة حقيقية ضد النظام الجديد (الذي نحن جزء اساسي فيه بل عماده الأهم والأعم) ,ثورة أن تمت فهي أبلغ وأشمل من ثورة 30يونيو المصرية و11فبراير اليمنية , ثورة أن قامت تقتلعكم من جذوركم وتعيدكم إلى عهدة الصفحات المظلمة من التاريخ , بيمنا انتم السبب لها والضحايا فيها ! فهل هذا هو هدفكم الذي ترموا اليه ؟ اذن أنتم بهذا السلوك لا تخونوا الثورة اليمنية وثوارها الاحرار (وهم من اوصلوكم إلى هذا المقام الرفيع لتكونوا أمناء وخداما لهم لا حكاما وطغاة عليهم) بل تخونوا أنفسكم عندما تتنكروا للأمانة والمسؤولية التي قبلتم أن تتحملوها دون غيركم من رفقاكم الاحرار ..
وهنا لابد لنا أن ندعو المنابر الاعلامية والصحف والمواقع الاخبارية والاقلام الشريفة وأصحاب الفكر ورجال السياسة والاحزاب والهيئات والمنظمات النقابية والحقوقية ذات العلاقة والاختصاص ومنظمات المجتمع المدني كافة بالوقوف مع غالبية الشعب اليمني الذي اصبح عن حق وحقيقة تحت خط الفقر بحسب المعايير الدولية وذلك تحديدا ما يستدعينا جميعا للمطالبة بصرف اكرامية رمضان في المؤسسات والمرافق الحكومية والخاصة وفي القطاع العام والمختلط , فهذه القضية تكاد تكون قضية حقوق انسان ورأي عام أو أنها قد بلغت هذا الحد مؤخرا .
ولأخي ورفيقي العزيز صخر الوجيه وزير المالية الوفي والمحترم اقول لهُ بصريح العبارة وصدقها ,بلاغكم الصحفي الصادر اليوم الاحد 4أغسطس 2013م كان صدمة كبيرة لنا جميعا , وفيه من التطرف والتجاهل لحقوقنا ومصالحنا وعدم مراعاة ظروفنا الصعبة وواقعنا المعاش التعيس الشيء الكثير ,وهذا الحال المزري الذي وصلنا له بسبب من سياساتكم غير الجادة والمتكلة دوما على الأخر ,أو كما يقول الطرف الأخر انها سياسات عبثة وفاشلة ,والله المعين والمستعان .
ولتعلموا اخي صخر الوجيه : أن مسألة صرف الاكرامية من عدمها يجب أن لا تكون محل شك أو مجال للريبة بحملها لوزر المكايدات السياسية ,ولن يكون هذا مبرر لكم لكي تتصدوا لمكائد حزبية مزعومة مقابل دفاعكم عن رؤى ومصالح حزبية أخرى صديقة, كما انها قضية لا تحتمل أن تتحول لوسيلة للمناكفات الأخرى الشبيهة ,وكل ذلك على حساب المواطن المسكين المغلوب على امره أن كان موظفا في القطاع المدني للدولة أو عسكريا فيها .
كما أن الجنود والأفراد من الجيش والأمن اليمني هم الأكثر استحقاقا لها .
أخي صخر الوجيه : لتعلموا أن الثوار الأحرار وأصحاب الضمائر الحية وحملة الرأي الحر والأقلام الشريفة (وأنتم أيها الرفيق الثائر صخر الوجيه واحد منهم بل في طليعتهم) مع صرف الاكرامية ولا يقبلوا اي مبررات مالية أو فنية تقدمها حكومتنا الرشيدة أو وزارة المالية الموقرة في عدم صرفها من حيث قولكم أنه لا يوجد في الموازنة العامة للدولة أي رصد لمبالغ خاصة بـ(اكرامية رمضان) وإلا كيف تجدوا مبررات تافهة لصرف اشياء اخرى كثيرة تتجاوز البند أو من غير اختصاصه بل ومن خارج الموازنة وهي اشياء متعلقة بمصالح افراد ! كما أشرتم إلى عدم صدور أي توجيهات رئاسية ولا من الحكومة بصرف الاكرامية, أما عن نفيكم (في البلاغ الصحفي) لشائعات عن توقيفكم لمخصصات ومستحقات بعض الجهات سواء كانت عسكرية أو مدنية في جانب الاكرامية فخير رد (منكم)عليها هو أن تحرصوا على صرفها عاجلا وتتابعوا أنتم شخصيا سرعة استكمال اجراءات الصرف لها لضيق الوقت وحيث صار عيد الفطر على الابواب .
نعم اخي صخر سارعوا أنتم باتخاذ القرار أو بادروا بالعرض على الحكومة ورئاسة الدولة فالعباد والبلاد أمانة في أعناقكم وانتم قبلتم بتحمل هذه المسؤولية الجسيمة وأنتم أجدر بها وأهل بالثقة لها , ولذلك أحرصوا على انتزاع الموافقة العاجلة من قياداتكم في الحكومة والرئاسة اليمنية وأحرصوا ايضا على سرعة استكمال اجراءات الصرف في حينه ,وليس في ذلك أدنى خضوع لأي ابتزاز من أي أفراد كانوا أو أي جهات كانت.
ونسأل الله لكم (جميعا) النجاحات المستمرة في دنياكم وآخرتكم ,وشهر كريم وخواتم مباركة وعيد سعيد للجميع سلفا . |