عمر الاهدل
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
بحث

  
الجيش في ذاكرة الشعوب
بقلم/ عمر الاهدل
نشر منذ: 10 سنوات و 8 أشهر و 28 يوماً
السبت 20 يوليو-تموز 2013 11:04 م

الجيش هوالمسمى الوحيد,الذي يُرهب الناطقين به,ويرفع معنوياتهم في آنٍ واحد، فهودعامة الشعوب،وحصنها الدافئ ودرعها الواقي،في الحالات القاسية من العدوان،وإنّ أي قوة في المجتمع،تهدد مستقبل الشعوب على المدى القريب والبعيد،إلاقوة الجيش فإنها رمزالسيادة،وعنوان المجد، وعلامة العظمة، فعظمة الشعوب من قوة جيوشها، والجيش هوبهذا الاسم العظيم واللفظ العميم، يحتل مكانة خاصة في قلوب أبناء المجتمع،ويحظى بمكانة مرموقة في حياة الأمم وسياسات الدول،بإعتباره قوة الردع والدفاع, التي تحمي التراب الوطني,وتغرس الخوف والرعب في قلب العدو، وتزرع الأمن والاستقراروالتنمية في ربوع الوطن،وتقاس عليها هيبة السيادة الوطنية.
ولذلك تسخرله الدول الميزانيات المالية الهائلة،وتحشدله كل الطاقات البشرية، والإمكانات المادية والمعنوية،التي توليه العناية الفائقة,في التدريب والتأهيل والتسليح، وترسم له الأنظمة التربوية الفاعلة،التي تعتني العناية الفائقة،بمعنويات أفراده وبتقوية أجسامهم وعقولهم،وتضع له النظم والقوانين التي تحدد,صنوفه المسلحة البرية والبحرية والجوية،وتشكيلاته الأمنية السرية والإدارية والقتالية،وتحدد مهامه وواجباته, حسب تخصصات وحداته الرئيسية والفرعية،وتنص صراحة على ضوابط العلاقة الإنسانية, بين الرئيس والمرؤس،وتحديد الحقوق والواجبات لكل فردمن منتسبيه.
حيث أثبتت الشواهد والأحداث التاريخية،أنّ الجيوش المنظمة والمبنية على أسس علمية، وقوانين وأنظمة وضوابط عسكرية ثابتة،ومحددة وواعية، لطبيعة الأهداف الوطنية،التي وجدت من أجلها،تكون قادرة على تحقيق كل المهام والواجبات الوطنية،العسكرية والأمنية،ومواجهة الحالات الطارئة،على مسارح العمليات الجنائية والحربية،والتغلب على كل الصعوبات التي تواجهها في ميادين القتال،لأنّ الشرط الحاسم لبنائها،يعتمد على تدعيم القدرة والتجهيزالقتالي،المبني على القاعدة التكتيكية والأنظمة والضوابط والقوانين التي تسنها الدولة.
ومن ثمّ فإنّ أية ممارسة خاطئة تتعارض مع التعليمات والأوامر القيادية،والقوانين والأنظمة،قد تقودي إلى الإساءة والسمعة السيئة للقوات,قبل أن تفقد القوانين والأنظمة النافذة أهميتها وهيبتها،..الأمرالذي سيساعدعلى عدم إحترام تلك القوانين والأنظمة، وإضعاف فعاليتها بماينتج عن ذلك من تفشي المزاجية، والفوضى،وفقدان الجدية والفعالية،في تأدية المهام والوجبات،فتصبح تلك الظواهرالسلبية مصدراً من مصادرالإقتناص والإساءة،من قبل بعض القوى التي تحاول دائماً أن تصطاد في الماء العكر،وتستغل تلك الأخطاء،وتوظفها في خدمة أغراضها المشينة والحاقدة.
الجيش في مفهوم الدول والشعوب:
الجيش في لغة العرب:اسم جمع ليس له مفرد من جنسه،مثل فريق،وجمعه جيوش. وتطلقه العرب للتقريب أولتخمين عدد مجهول من الناس،لايستطيع الناظر تحديد عددهم في الحشد ، وربما جعلته لغرض التهويل والترويع، فيقال جيش وجيوش.
ويطلق مصطلح الجيش في المفهوم السياسي العربي القديم :على جميع أبناء الشعب، وينقسم بحسب مفهومهم الى قوتين رئيستين ،قوة مقاتلة ، وقوة داعمة،حيث جاء في النقوش اليمنية القديمة، من أن جيش الملكة بلقيس كان يتكون من جميع رعايا الشعب ، وينقسم بحسب المهام والواجبات الى قوتين رئسيتين ،قوة للدفاع وقوة للبناء.
الجيش في المفهوم الاسلامي:في صدر الاسلام شرع النبي الكريم /محمد صلى الله عليه وسلم ، مفهوما مغايرا لمصطلح الجيش ،يجعل جميع أبناء المجتمع ، يدخلون شرعا ضمن هذا المصطلح ،وجعل له قواعد متينة منها قاعدة النفير العام، التي يصبح بموجبها كل من يقدر على حمل السلاح جنديا ضمن الجيش الوطني ، وهذا من أقوى المفاهيم العسكرية ، التي عرفها تاريخ الجيوش على الاطلاق، ومازال أعداء الجيوش ، يحاربون هذا المفهوم ، ويسعون بقوة الى تمييعه والغاءه حتى هذا اللحظة.بل لم يعمل بهذا المفهوم في العصر الحديث، سوى الكيان الاسرائيلي، حيث يتم تطبيق مبدء النفير العام،في المجتمع الاسرائيلى ، بمعنى أن الشعب كله يخضع للتعبئة ،وقد أنشأت اسرائيل معاهد عسكرية وأمنية فنية ، تقوم بتدريب مواطنيها ، على أساليب القتال ، ووسائل المجهود الحربي، لكي يعرف كل مواطن - وبحسب جنسه وعمره، مكانه ودوره ، فى الجيش عند اعلان التعبئة العامة ، ومبدء النفير العام .

الجيش في المفهوم العالمي: في عام 1817م، قام الوالي عبد الحميد العثماني، بتشكيل قوة عسكرية خاصة ، اطلق عليها قوات الانكشارية، استعان في تدريبها بخبراء أوروبيين وألمان، ومن ذلك التاريخ اصبح مصطلح الجيش ، يطلق على قوتين رئيسيتين، قوة مقاتلة ، وقوة احتياطية، جاء ذلك ، بعد أن وقع القديس لويس التاسع ، قائد الحملة الصليبية الثامنة، وملك فرنسا أسيراً في مدينة المنصورة في مصر ، ثم خلاصه من الأسر بفدية مالية باهضة، وعودته إلى بلاده ،أيقن أن قوة الحديد والنار ، لا تجدي نفعاً مع المسلمين ، الذين يملكون عقيدة راسخة، تدفعهم إلى الجهاد، وتحضهم على التضحية بالنفس والنفيس. لذا كان لابد من تغيير المنهج والسبيل، فكانت من أهم توصياته لأتباعه : هوتغيير فكر المسلمين، والتشكيك في عقيدتهم وشريعتهم، بما يسهم في تفكيك مفهوم ، مصطلح الجيش الذي يعتنقونه.
مفهوم الجيش بعد الحرب العالمية الاولى: بعد الحرب العالمية الأولى، أصبح مصطلح الجيش ، يحمل مفهومين ، مفهوم عسكري،يقول: أن مفهوم الجيش يطلق على قوتين،هي القوة العسكرية المدربة، والقوة المدنية الاحتياطية ، ويقصد بذلك كافة أبناء الشعب، بينما المفهوم السياسي يقول:أن مصطلح الجيش يطلق على قوتين ، هي القوة النظامية ،والقوة غير النظامية ، فيقصد بالنظامية، القوة العسكرية المدربة ،أما القوة غير النظامية ، فيقصد بها المدنيين من أبناء المجتمع.
مفهوم الجيش بعد الحرب العالمية الثانية:
بعد الحرب العالمية الثانية، تم اختزال جميع المفاهيم والمصطلحات لمفهوم الجيش ، وإدراجها تحت مفهوم القوة العسكرية المحاربة،كما تم الغاء القوة الغير نظامية من مفهوم الجيش ، ووضعوا لذلك قوانين صارمة، سميت باتفاقية جنيف الاولى والثانية والثالثة ، التي اعطت للقوة العسكرية المدربة، مصطلح القوات المسلحة،بينما القوة الغير نظامية، سميت بالمدنيين والمواطنين العزل، وفي عام 1954م، تم تقليص مصطلح الجيش ، في مفهوم القوات المسلحة والامن،والغاء أبناء المجتمع من مفهوم الجيش والى الأبد. وهذا من اخطر المفاهيم ،على الجيش والمجتمع ، لعدة اسباب.
الجيش في المفهوم القانوني:
يجمع علماء القانون المعاصر،على أنّ كلمة الجيش ، تطلق على قوتين عظيمتين ، هي القوات المسلحة والأمن، حيث يقولون : لاقيام لأي دولة، إلابوجود قوتين للقهروالإكراه،القوات المسلحة والأمن. وهوالمشهورعالمياً والمعمول به إعلامياً وميدانياً. ومنه جاء الهدف الثاني للثورة اليمنية،26/سبتمبر،بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد،وحراسة الثورة ومكاسبها.فقوله:لحماية البلاد)يقصد القوات المسلحة،وقوله:لحراسة الثورة..الخ، يقصد الأمن بإعتبارأن الثورة،هي النظام في المفهوم الصحيح.
الجيش في المفهوم الاسلامي المعاصر:
يطلق مصطلح الجيش في المفهوم الاسلامي المعاصر،على عنصرين رئيسيين، هما العنصر العسكري ،وينقسم الى قسمين ،القوات المسلحة والامن ، والعنصر المدني، وينقسم الى قسمين ،المجتمع ،والجبهة الوطنية الداخلية، ولكل قسم منهما مهام وواجبات ،الا أن الجبهة الداخلية ، تعتبر هي القلب النابض للجيوش ، في اي بلد كان.ويعمل بهذا المفهوم المعاصر،ثمان دول عربية واسلامة،هي على وجه التحديد ،مصر وسوريا ، وليبيا سابقا والعراق سابقا ،وايران ،وباكستان، والاردن، واليمن ، الا أن هذا المفهوم في اليمن ، يعتبر مفهوما عاما ، ولم يجري تطبيقه على ارض الواقع ، اذ مايزال الشعب اليمني، لا يعلم الى اليوم أن التضامن مع الجيش واجب ديني ووطني، كما أن الجبهة الوطنية الداخلية لليمن، تعتبر مخترقة، لنعاصر الجريمة المنظمة، التي استطاعت تنفيذ أبشع جريمة في الجيش يوم 21/مايو 2012م ،مايؤكد صراحة ، أن الجبهة الوطنية الداخلية لليمن ، باتت الحضن الدافئ لعناصر الجريمة المنظمة.

Share |
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
أخطاء مرسي الكارثية
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
مهندس/يحي القحطاني
شريعة ( ألإخوان ).. إما الحكم أوالطوفان
مهندس/يحي القحطاني
كاتب/خالد الرويشان
سام المعلمي.. وجمهورية دعمامستان!
كاتب/خالد الرويشان
كاتب/احمد صالح الفقيه
الفقهاء والإساءة إلى الإسلام
كاتب/احمد صالح الفقيه
دكتور/صالح الطيار
هل تسير تونس على طريق مصر ؟!
دكتور/صالح الطيار
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
الدكتورة إسبيجل ( خائفة )
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية