عادل الأسطل
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
عادل الأسطل
القدس وعقد اللؤلؤ !
مصر العروبة .. الانتقام من الذات !
عندما تغضب اليونسكو !

بحث

  
نموت ونشقى.. وتحيا إسرائيل !
بقلم/ عادل الأسطل
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 17 يوماً
الخميس 04 يوليو-تموز 2013 04:57 م

في الوقت الذي نرتل فيه الآيات الدالة على فناء الدولة الإسرائيلية ونذكر المقدمات الكفيلة بزوالها، يأبى العالم بمعظم دوله وبإصرار، إلاّ أن يتفانى في مد عمرها وإطالة بقائها، وكأن ذلك مكتوب لديه في قراطيس مُلزمة، بأن حياته في حياتها، وبقاؤه في الحفاظ عليها.
يكثر القول بين الإسرائيليين بأن اليهودي في (أرض إسرائيل) منذ أن يصحو من نومه إلى أن يمضي لينام لا ينتابه أي إرهاق في جسده، ولا يكون همُ واحد على الأقل في قلبه، لأنه يعلم أن الولايات المتحدة - القوة العظمى الوحيدة في العالم- موجودة دائماً من وراء وأمام ويمين وشمال دولة إسرائيل التي تحتويه ويعيش في كنفها. وهو يعلم كذلك، بأنه ما بقيت هذه القوة العظمى تقف على هذا النحو، فليس ما يدعوه إلى أدنى الخوف من أي شيء وفي أي وقت، أو القلق من حيث الرضى والدعم الدوليين في كل زمان ومكان بفضلها أيضاً.
منذ الوقت الماضي وفي هذا الوقت، ننظر إلى مائتي دولة قائمة على أقدمها ومجموع سيقانها وبما تملك من عقلٍ وجسد، تلهث من أجل خدمة إسرائيل، أكان ذلك مباشرةً أو بغيرها، وبنسب متفاوتة (بشدة مباشرة- بشدة غير مباشرة - أقل شدة) وحتى الدول القليلة التي تُكن العداء لها، باعتبارها دولة صهيونية عنصرية ودولة محتلة، فهى محظورٌ عليها من أن يؤثر عدائها على مستقبل الدولة، وبذلك تتجلى خدمتها بكف تهديدها لها أو أذاها عنها.
تفصيل تلك الخدمة وبيانها على هيكل وكيان إسرائيل، يأتي عن طريقين رئيسيين مهمين، الأول: طريق (دول الرفاه) وهي الدول الأوروبية- بما فيها روسيا-، بقيادة الولايات الأمريكية، وبغض النظر عن خلافات هنا وهناك تقع فيما بينها، فإنها لا تعدو مجرد نهفات زائلة، لا تمتد آثارها إلى دقائق معدودة، فالأب أو الأم يمكن لهما لوم ابنهما وتعنيفه أحياناً، لكنهما لا يستطيعان أن يتحملا بالمطلق غيابه عن المنزل. هذه الدول ما فتئت توجه الانتقادات لإسرائيل، أكان ذلك بسبب سياستها بالنسبة للعملية السلمية وبشأن عرقلتها لاستحقاقاتها، أو لعلة عنادها في مواصلتها النشاطات الاستيطانية، أو بسبب سياستها القائمة على العنصرية والأبرتهايد ضد الفلسطينيين الذين تحت الاحتلال أو فلسطينيي الداخل.
أيضاً غضِب الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" في أكثر من مناسبة، ولجوء عدة دول غربية إلى وسم بعضاً من منتجات المستوطنات الإسرائيلية، هي في مجملها إجراءات ليست عملية ومن غير فائدة، وما ينسفها ويقوم مقامها هو ما يأتي على شكلين، الأول، الدعم الغربي الكامل لإسرائيل، والذي يتجلى بالإمدادات الأمريكية المتلاحقة و(الاستثنائية) من عتاد وأموال، وبقية الدول الغربية التي تدفع بسخاء، بدءاً بألمانيا ومروراً ببريطانيا وانتهاءً بفرنسا والدول الصديقة الأخرى. وهناك دول صديقة وحليفة والتي يهمها أمن وسلامة إسرائيل، تتوضح من خلال إعطائها الحق في انشاء قواعد عسكرية ومخابراتية على أراضيها والتعاون معها في مجالات اقتصادية وأخرى.
الشكل الثاني، وهو الذي يأتي عن طريق لجوء تلك الدول، إلى منع الحاجة من العتاد والسلاح عن الدول العربية أو المناهضة لإسرائيل، كإمساك روسيا -على سبيل المثال- عن تزويد إيران أو سوريا بصواريخ إس 300 برغم أنها دفاعية. ومن ناحيةٍ أخرى الإحجام عن إتاحتها لتلك الدول -بأموالها- أن تأخذ جانباً من العلوم والتقنية الخاصة بتنمية الشعوب وتطورها، واقتصارها على إسرائيل فقط.
أمّا الطريق الآخر، وهو الذي يشتمل على الخدمة الأهم، والتي تسديها الدول المختلفة الأخرى، وهي (دول الشقاء) وعلى رأسها الدول العربية من شرقها إلى غربها، والتي تُسهم -بقصد أو بغير قصد- بفعالية أكبر في إطالة عمر الدولة الإسرائيلية إلى ما بعد 65 عاماً، وهو الأمر الذي لا يستطيع أي (عروبي) أن يرفع رأسه لبرهة لشدة شعوره بالألم والمرارة من جراء ما حدث ويحدث وما سيحدث مستقبلاً ترتيباً على ذلك، وهو ما نراه بائناً بينونة صارخة مما تنضح به أوعية معظم الدول العربية، من قتال وعراك وتنافس وتناحر وجدال ومناكفات، ليس لها من أول حتى يكون لها من آخر.
وقائع مخجلة وأحداث مميتة يقبع العالم العربي تحت وطأتها، ولا جارٍ في الإصلاح ولا آبه بالمعقبات. وإذا كان أول ما يأتي الدور، فإن الفلسطينيين هم من يأتي اسمهم في أول (الليستة) القديمة الجديدة بحكم صلتهم المباشرة بالصراع العربي- الإسرائيلي. فبالإضافة إلى حالة الانشطار التي يعيشونها، فإن أكثرهم منتهون إلى (عرب إيدول). ورأس الأمة العربية وقوامها مصر، فهي منحصرة ما بين حركتي تمرّد وتجرّد وتسير نحو الأعمق، وأمّا لبنان فهي منطلقة إلى المجهول.
الأردن منشغلة في تسجيل قوائم الحكومات، ما إن تفرغ من تشكيل حكومة، حتى تتطلب التطورات السياسية والاقتصادية استبدالها، وبالنظر لعامة دول الخليج فهي في حالة استعداد وتأهب لاختلافات في الآراء والمواقف، ولمناكفات مؤذية فيما بينها، قبل تأصيل المعاداة لإيران ومن يدور في فلكها. وأمّا ليبيا فهي لا زالت تعاني ربيعها الذي دام على جفافه. وأمّا سوريا الغارقة في الدماء والمتعثرة في الأشلاء، فمشكلتها من الكبائر، تجنّد الجميع لإشعالها وإحصاء موتاها والتوقيع على نهايتها، أيضاً العراق الذي باتت عروشه خاوية. أيضاً، دول المغرب التي تلفها أحوال متضاربة ومتضادة، بدت ليست ببعيدة عن تونس وتعقيداتها. ومن ناجية أخرى فبالإضافة إلى أن أغلبها منقطعة العلاقات مع بعضها أو متواجدة بصورة شكلية، فإنها في ذات الوقت تتنافس فيما بينها، على خط السباق الذي تقع نقطة نهايته في إسرائيل، والشواهد في هذا المجال كثيرة ولا حصر لها.
وفي ضوء ما سبق، فإنه يحق لإسرائيل أن تلهو وتلعب وتنشكح وتطرب، على حساب الأمة العربية - كرامة ومقدرات- كما يحق بنفس الدرجة أو لأعلى قليلاً لقرصانها "نتانياهو" أن ينفش جسده ويكشف عضلاته على كل حلبة، وأن تحكه أصابعه محبة أن يضغط على الزناد. فمن يراه في كل مناسبة يتشدد تارة ويهدد أخرى، فإنه يجزم أن ذلك مردّه صنع أيدينا. وإن قلب الشعار- العنوان في الأعلى- إلى أصله وحقيقته، ما زال بيننا وبينه أكثر من مسافة، إلى حين أن نعلم بأن الله تعالى هو الحق.
خانيونس/فلسطين
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
صحافي/عبدالباري عطوان
انقلاب عسكري بوجه مدني وغطاء ديني
صحافي/عبدالباري عطوان
كاتب/عبدالخالق عطشان
مكتب (السيسي) ..للعزل والإطاحة
كاتب/عبدالخالق عطشان
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
كاتب/احمد صالح الفقيه
تقدير موقف حول المستقبل في مصر بعد ثورة 30 يونيو
كاتب/احمد صالح الفقيه
دكتور/طارق عبدالله ثابت الحروي
رسالة الى أخي الرئيس القائد بشار الأسد !!!
دكتور/طارق عبدالله ثابت الحروي
دكتور/ياسين سعيد نعمان
أسئلة حول بيان الجيش المصري
دكتور/ياسين سعيد نعمان
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية