عيدروس النقيب
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
عيدروس النقيب
اليمن . . .الأسوأ لم يبدأ بعد!!
حتى لا يظلم الجنوب مرتين !

بحث

  
أما آن أوان حل هذا البرلمان؟
بقلم/ عيدروس النقيب
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 29 يوماً
السبت 22 يونيو-حزيران 2013 06:21 م

لم يعرف العالم كله منذ اختراع البرلمانات برلمانا مدد له ثلاث مرات، وفي المرة الأخيرة بدون قرار وبدون أي اتفاق، وحتى بدون مدى زمني محدد إلا البرلمان اليمني.
في 27 ابريل الماضي أكملت السنة العاشرة من عمر البرلمان اليمني دورتها، ودخل البرلمان عامه الحادي عشر، وما يزال الكثير يعتقد أنه قد يعمر طويلا.
عندما جرى التمديد لهذا البرلمان لسنتين بعد نهاية فترته القانونية في العام 2009م كان السبب هو عدم توفر الأجواء لإجراء انتخابات وبالتالي تضمن اتفاق التمديد مجموعة من القضايا منها الاتفاق على التعديلات الدستورية والقانونية الكفيلة بإجراء انتخابات برلمانية مختلفة عن سابقاتها، انتخابات تؤدي إلى تمثيل حقيقي للشعب، وليس تمثيلا للأقوى والأغنى والأكثر خداعا واحتيالا.
وبدلا من أن ينصرف النواب إلى التشريع لهذه الإجراءات انصرفوا في البحث في القضايا السفسطائية التي لا صلة لها بمعاناة وهموم جمهور الناخبين.
أما الحكام فقد كانوا يحضرون لعملية أخرى غير تلك التي ينتظرها منهم الشعب، إنه مشروع التوريث الذي بدأت بذوره في العام 2007م قبل أن يتصدى له بعض الشجعان الذين دفعوا ثمنا باهظا لمواقفهم وفي مقدمتهم الصحفي الشجاع عبد الكريم الخيواني.
وجاءت صرخة "اقتلاع العداد" لتؤكد أن الخيواني لم يكن فقط على حق بل كان يتنبأ بما هو أسوأ من مجرد التوريث، وهو تميك السلطة والبلد لشلة من اللصوص والعابثين والطغاة، ولهذا جاءت ثورة الشباب السلمية لتعبر ليس فقط عن رفض هذا الشعب للتوريث بل وعن مدى الاغتراب والتباعد القائمين بين السلطة والشعب، السلطة الغارق أفرادها في سياسات العبث والنهب المنظم لما فوق الأرض وما تحتها، وتزوير التاريخ والافتراء على حقائقه، . . . والشعب المطحون بالفقر والبطالة والأوبئة وتردي الخدمات وتفشي النزاعات المسلحة والتلوث البيئي والانهيار القيمي، . . .إنهما اتجاهان متعاكسان لمعادلة واحدة، كان لا بد أن يصلا إلى ما وصلت إليه اليمن في العام 2011م.
توقف البرلمان أثناء فترة الثورة الشبابية، بسبب عدم أهليته لعمل شيء ذا قيمة، ولو كان هذا البرلمان في دولة أخرى لكان أول من توجه بالإنذار إلى من سفكوا الدماء ونهبوا الأموال وعبثوا بالثروات، بالتوقف والشروع في اتخاذ الإجراءات الرادعة، لكن هذا المسخ مال إلى الاسترخاء والسكينة ولم يفق إلا ليعمد الحصانة للقتلة ويقايض شهداء الثورة والحراك، بالتشبث بمواصلة هذا الدور الهزيل الذين لم يعبر يوما عن حاجات الشعب وتطلعاته.
اليوم تعافت البلد أو أنها تسير باتجاه التعافي لكن هذا البرلمان لم يعرف العافية فما يزال يعيش ما قبل 2011م يثرثر بعض أعضائه وأن بدوافع نبيلة لمدة ساعتين في اليوم ليوهموا الشعب بأنهم يفعلون شيئا لكنه يعجز عن إلزام الحكومة بالقبض على قاتل، أو محاسبة مدير صغير أو رئيس قسم صغير قصر في عمله أو ارتكب مخالفة مكشوفة لكل ذي عينين، (لكي لا نطلب منه محاسبة الوزراء ومن هو أعلى منهم).
لا أدري ما الحكمة من استمرار هذا البرلمان في فترة علق فيها العمل بالدستور وانتقلت قضايا الوطن إلى قاعات مؤتمر الحوار الوطني (الذي لم يتجاوز الاختبار الأول بعد) وبعد أن فشل البرلمان في كل شيء إلى في إقرار الموازنات والاتفاقيات والتشريع للفساد وتقنين العبث وإيصال الحياة السياسية والاقتصادية في اليمن إلى أسوأ مستوى عرفه التاريخ اليمني في الماضييين القريب والبعدي وفي الشطرين الشمال والجنوب، وفي الصعيدين الرأسي والأفقي.
إن مؤتمر الحوار الوطني (إذا ما كتب له النجاح) يقدم منظومة من التصورات بشأن التشريعات والقوانين، وأبوها ، الدستور المنتظر ليمن جديد، مختلف عن يمن ما قبل 2011م ولذلك لا أدري لماذا ما يزال البرلمان العجوز يناقش بعض التشريعات ويسعى إلى إقرار قوانين أو مواد قانونية وأعضاؤه يعلمون أن كل هذا سيتم اجتثاثه في ضوء ما سيتمخض عنه مؤتمر الحوار الوطني.
إذا ما صدقت التسريبات التي تقول أن الرئيس هادي قد هدد بحل البرلمان فإنه إذا ما نفذ هذه الخطوة سيكون قد فعل خيرا كبيرا لهذا البلد لأنه يكون قد أوقف إحد مسببات وجع الرأس لليمنيين، ووفر شيئا من المال الذي ينفق على ما لايجدي ولا ينفع في شيء.

برقيات :
* الاعتداء الذي تعرض له الدكتور يا سين عبد العليم القباطي، الأخصائي بأمراض الجذام والذي قد لهؤلاء المساكين ما لم تقدمه لهم كل حكومات اليمن يبين مدى الاستهانة بالكفاءات اليمنية النادرة وقدرة اليمنيين على اغتيال الشموس المشرقة في سماء يلبدها غمام التخلف وضباب الأوبئة .
* الكاتب اللبناني خير الله خير الله، أحد الأنصار المتحمسين "سابقا" للرئيس علي عبد الله صالح قال أنه أعاد اكتشاف الرجل من خلال مقابلاته الأخيرة مع قناة "العربية"، وقال خيرا الله: لعل خير ما يعبر عن "الاستثناء اليمني" هو وجود الرجل في صنعاء كمواطن عادي بعيدا عن مصير نظرائه العرب الذين توزع مصيرهم بين الموت والسجن والنفي .
* يبدو أن خير الله لا يعلم أن الرجل لم يخرج من الحكم إلا بعد أن ابتز العالم بمنحه حصانه أبدية من المساءلة عن أي من أخطائه، وأنه محروس بفيلق من المقاتلين المحترفين لا يستطيع أحد حتى التخاطب معهم، وليس هذا استثناءً كما يرى خير الله بل إنه الابتزاز وتعسف القوانين والأعراف والأخلاق معا .
* يقول الشاعر العباسي العظيم أبو الطيب المتنبي :

وَلَرُبّــــمَا أطَرَ القـــَنَاةَ بفَارِسٍ، وَثَــــنى فَقَوّمَــــهَا بِآخَرَ مِنْهــــُم
وَالوَجْهُ أزْهَرُ وَالـفُؤادُ مُشَيَّعٌ وُالرّمْحُ أسمَرُ وَالحُسامُ مُصَمِّمُ
أفْعَالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ وَفَــــعَالُ مَنْ تَلِدُ الأعَاجِمُ أعـــجمُ

- نقلا عن الاشتراكي نت:

Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
دكتور/احمد اسماعيل البواب
السياسة وأثرها على الاقتصاد
دكتور/احمد اسماعيل البواب
صحيفة/26 سبتمبر
اسبوعية سبتمبر تكتب عن جيش جديد
صحيفة/26 سبتمبر
كاتبة/نجلاء ناجي البعداني
العرب ونبوءة هتلر
كاتبة/نجلاء ناجي البعداني
كاتب/حمدي دوبلة
سد كمران يستغيث برجال مستنقعات ( ناشونال جغرافيك )
كاتب/حمدي دوبلة
كاتب/طارق مصطفى سلام
عن وفاء الرئيس ونزاهة الوزير !
كاتب/طارق مصطفى سلام
كاتب/علي البخيتي
الى الأخ محمد عبدالمجيد الزنداني مع التحية
كاتب/علي البخيتي
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية