ماهر إبراهيم جعوان
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
ماهر إبراهيم جعوان
إسرائيل في إفريقيا
ألف يوم على الفض ومازال الفض مستمرا
رهن الاعتقال

بحث

  
مفاتيح القلوب
بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 26 يوماً
الأحد 26 مايو 2013 07:42 م

قال صلي الله عليه وسلم (القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء) الترمذي
يهيئ لها الله الأسباب والمقدمات للوصول إلي المراد فمن الناس من يقاد إلي الحق بالعلم والعمل أو بالعقل والمنطق والثقافة والحوار والنقاش أو بالتقوى والورع أو بالحجة والبرهان والدليل الشرعي ومنهم من يقاد إلي الحق ببطنه فكما تهدي الدواب إلي طريقها بحزمة برسيم تظل تمد إليها فمها حتى تدخل حظيرتها آمنة فكذلك أصناف من البشر يحتاجون المدخل المناسب والوقت الملائم حتى تستأنس بالإيمان وأهله والحق وأصحابه وتهش لهم
وعلي الداعية إلي الله مراعاة الظرف والوقت والمدخل المناسب للالتقاء القلبي النفسي العاطفي مع المدعوا والمنافس والمعاند والنفعي والمغرض والسطحي والقريب والبعيد والغريب والمتعلم والأمي والسياسي والدعوي والعالم والمتعلم والطالب والصانع والمزارع وغيرهم من أصناف البشر الذين هم تجارتنا للوصول إلي الله (لَأن يُهدى بك رجلٌ واحدٌ خيرٌ لك من حُمْرِ النَّعَمِ) البخاري
فكسب القلوب مقدم علي كسب المواقف، فبعد غزوة حنين أعطي رسول الله عطاء من لا يخشي الفقر لأقوام يتألف بها قلوبهم فوجد الأنصار في نفوسهم شيئا فأمر رسول الله بجمعهم دون غيرهم وحدثهم حديث المحب المقرب والصديق الحنون والأب المشفق والأخ المنصف والمربي العارف برقة قلوبهم فعرفهم فضلهم وسبقهم وجهادهم وبذلهم وعطائهم وكان مما قال (أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا ووكلتكم إلي ما قسم الله لكم من الإسلام أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلي رحالهم بالشاة والبعير وتذهبوا برسول الله إلي رحالكم فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) أحمد
وهذا الذي جاء طالبا إذنا بالزنا من معلم البشرية الطهر والعفاف فأدناه منه صلي الله عليه وسلم قائلا أتحبه لأمك؟ قال:لا والله جعلني الله فداك، قال:ولا الناس يحبونه لأمهاتهم.قال:أفتحبه لابنتك؟ قال:لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك.قال:ولا الناس يحبونه لبناتهم،قال:أفتحبه لأختك؟ قال:لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك. قال:ولا الناس يحبونه لأخواتهم(وذكر العمة والخالة (ولا الناس يحبونه لعماتهم ولا الناس يحبونه لخالاتهم، فوضع يده(ص)عليه وقال:اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن شيء أبغض إليه منه ولم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء
وقد أمرنا ربنا جل وعلا بالحوار والمناقشة بالتي هي أحسن مع أهل الكتب
(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) فكيف مع بني قومنا وملتنا وعشيرتنا فكيف مع الأهل والولد والجار والرفيق وأولي الأرحام ،ولا نخشى الحوار والنقاش فالحق واضح ظاهر والحجة دامغة
(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
مع احترام عقل المجادل وسنه وتاريخه واسمه وكنيته وإعطائه حقه في الحديث والوقت والإنصات له ولنا في رسول الله أسوة حسنه حين حاوره عتبه بن ربيعة عارضا عليه المال والزعامة والملك والزواج أو العلاج مقابل ترك الدعوة فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فرغتَ يا أبا الوليد قال نعم قال فاسمع مني .... بمثل هذا نملك القلوب ونأسرها ونغزوها فاتحين (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) بل علي الداعية أن يغفر ويصفح ويسامح في حقه وعرضه وماله تأليفا للقلوب وطلبا للأجر الأخروي وترفعا وعفة لما في أيدي الناس وطمعا فيما عند الله وابتغاء مرضاته.


  maher510983@yahoo.com

Share |
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/طارق مصطفى سلام
رسالة عاجلة للقائد الأعلى !
كاتب/طارق مصطفى سلام
دكتور/محمد حسين النظاري
يمن بلا كهرباء..
دكتور/محمد حسين النظاري
مهندس/يحي القحطاني
كيف كانت تدار الدولة اليمنية قبل ألأزمة
مهندس/يحي القحطاني
كاتب/احمد صالح الفقيه
الوحدة الزائفة .. ووطنية ( الأوغاد )
كاتب/احمد صالح الفقيه
دكتور/عادل الأسطل
عندما تغضب اليونسكو !
دكتور/عادل الأسطل
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
ما الذي يحدث في رئاسة الجمهورية .. هل تحول نصر الى هزيمة ( 2-4)
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية