احمد صالح الفقيه
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
احمد صالح الفقيه
لماذا نناهض الحوثية
القرية الكونية .. ام القرية الامبريالية ؟!
سيطرة الحوثي على الجنوب مسألة وقت

بحث

  
الوحدة الزائفة .. ووطنية ( الأوغاد )
بقلم/ احمد صالح الفقيه
نشر منذ: 10 سنوات و 10 أشهر و 23 يوماً
السبت 25 مايو 2013 10:02 م

"العالم المقسوم إلى أجزاء لارابط بينها يتحول إلى فضاء متشظ " (فرانز فانون). يبدو أن هذا التشظي الذي تحدث عنه فانون هو الذي سهل الاستغلال والإخضاع الشامل للجنوب طوال السنوات الماضية. وفي الوقت الذي كان الجنوب يعيش إيمانه بالوحدة، كان دون ان يعي، يقف الموقف الذي وصفه هيجل عندما قال:" السيد لايعترف بالعبد كما يعترف هذا الأخير بالأول، ولكن السيد يجعل العبد يعمل ليشبع رغباته" وفي الجدل المحتدم حول الوحدة الوطنية تبرز ثلاثة مواقف متمايزة: موقف أدعياء قدسية الوحدة، المطنطنون بالوطنية (الملجأ الأخير للأوغاد) و"العائلة الكبيرة اللاغية للاختلاف و المؤبدة لواحديتها، والتي تلخص الوطن في مركزيتها" (رولان بارت ). ثم هناك موقف أصحاب فكرة الثنائية المتضادة، بين سلطة الأسرة الحاكمة، والمعارضة الداعية إلى الإصلاح الوطني الشامل. هذه "النظرية التي تحتفل بالثنائية المتضادة وتنطلق منها، تحتفل بالعناصر المشتركة عند أحد طرفي الصراع في الثنائية، وتتجاهل عناصر الاختلاف داخلها. بل أنها تلجأ في كثير من الأحيان إلى الدعوة الأيديولوجية لقمع هذه الاختلافات وتأجيلها، وإنكارها كلية. " (فرانسوا ليوتار). ولكن الصراع ضمن الثنائية المتضادة ليس الصراع الوحيد، فضمن كل طرف من طرفي الصراع يوجد صراع مع الذات، فهناك اختلافات وتنوعات وتناقضات. واذكر أنني عدت من السعودية في العام 1994 يوم عيد الأضحى في ذروة الحرب، ذهبت إلى قريتي لأجد أن معظم رجالها - وهم فقراء بسطاء- قد اندفعوا إلى الجنوب للمشاركة في عملية النهب الشامل هناك، والتي أطلقتها ودعت إليها السلطة. وبنهاية الحرب لم يكن هناك من قريتي إلا شاب واحد فقط أسر وهو يقاتل مع الجنوبين. أما الموقف الثالث: فهو موقف أولئك البشر الذين ظلوا الى ما قبل ثلاثة اشهر غير مرئييين. فقد بنى الحكام سلطتهم وقوتهم "على قمع السكان، الأهالي، الذين تحولوا فجأة إلى شيئ غير منظور، هؤلاء البشر اللامرئيون جرى النظر إليهم كأدوات من الحمقى والكسالى والجبناء والعاجزين والماكرين" (سكسو). ولكن هناك لحظة الصحوة، التي تشبه لحظة في التراجيديا الإغريقية تسمى لحظة التحول أو التحويل. وهي تحل عندما يدرك البطل أن كل ما كان يؤمن به ويعرفه كان كاذبا وغير حقيقي. ويبدو أنها قد حلت في الجنوب. وفي هذا المناخ "يأتي الشعور بعدم الانتماء. إنها التجربة التي لاتترك شيئا سليما" (هيجل). وفي هذا العالم المقسوم تعسفيا، والمنظم على نحو أكثر تعسفا بشكل تراتبي، والذي يتم فيه الحفاظ على هذا التوزيع بواسطة آليات العنف المادي والرمزي، فإن العنف الذي يمارس هو تفجير داخلي للثنائية الأخرى المتضادة (شمال/جنوب) المفروضة بالقوة . "وهي تصبح لحظة التطهر التاريخي. إنها لحظة صنع التاريخ وتأكيد الاختلاف؛ حيث يخوض الناس معركتهم من أجل خلق عالم إنساني قائم على الاعتراف المتبادل" (فانون - سكسو). لقد حذر دريدا تماما كما حذر ابوبكر السقاف، مرارا وتكرارا، من أخطار العزل المطلق بين البشر، ومن خطر الاحتواء المطلق الذي يدعى الانتصار، فهما ليسا إلا إيماءة التاريخ المبتذلة في أنه يجب أن يكون ثمة عرقان: السادة والعبيد. وفي عدن تتعرى السلطة حتى من ورقة التوت، فبين الصهر الحاكم (الكحلاني) وأخيه رئيس المؤسسة الاقتصادية، مع الصهر الثالث رئيس مصلحة أراضي وعقارات الدولة، يماوس نهب شامل لمقدرات الجنوب، لصالح الأسرة، بصورة لامثيل لعريها وابتذالها. وكل شمالي هناك يستطيع الاستعانة بشرطي أو مسؤول لينهب شيئا ما. وأخيراً فان محاولة فرض هوية معينة على الآخر هو التزام ببرنامج لإلغاء الآخر كهوية تاريخية، وحتى كوجود جغرافي. إنه امتصاص عنيف للآخر على نحو يلغيه. وإذا كان ثمة هناك ما يمكن أن ينقذ الوحدة الوطنية، فإنه تضامن شعبي شمالي، غير مشروط وبلا تحفظات، مع خيارات شعب الجنوب. وهو فقط ما يتضمن احتمال، مجرد احتمال ، استئناف الوحدة - التي تناثرت أشلاء - على أساس من المساواة والندية.
الاشتراكي نت
الثلاثاء 31 يوليو-تموز 2007 06:30 م
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
مفاتيح القلوب
كاتب/ماهر إبراهيم جعوان
كاتب/طارق مصطفى سلام
رسالة عاجلة للقائد الأعلى !
كاتب/طارق مصطفى سلام
دكتور/محمد حسين النظاري
يمن بلا كهرباء..
دكتور/محمد حسين النظاري
دكتور/عادل الأسطل
عندما تغضب اليونسكو !
دكتور/عادل الأسطل
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
ما الذي يحدث في رئاسة الجمهورية .. هل تحول نصر الى هزيمة ( 2-4)
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
كاتب/عبدالكريم الرازحي
مجنون ليزا
كاتب/عبدالكريم الرازحي
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية