ويقول الله تعالى في كتابه العزيز (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) الحشر 9. ( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) فصلت 46. ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)لقمان34.
شكرا أخي سعادة السفير احمد علي عبدالله صالح لاستجابتكم لنداء الواجب وايثاركم لمصلحة الوطن وتغليبكم المصلحة العامة للمواطن على المصالح الشخصية الضيقة في أدائكم للقسم وتنفيذكم لتكليف ولي الأمر ,ونتمنى لكم بصدق المشاعر وأطيبها التوفيق والنجاح في مهامكم الجديدة سفير ومفوضا لليمن لدى دولة الامارات العربية المتحدة بموجب القرار الجمهوري الصادر يوم الاربعاء الموافق 10 ابريل 2013م , رقم (84) لسنة 2013م والذي ينص بتعيينكم سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهوريـة اليمنيـة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة .
الكثير من رجال اليمن آثروا القيام بالواجب الوطني على راحتهم الشخصية , ولكن حين يؤثر شخص الوطن على نفسه يستحق منا تكريما وثناء وشكرا لموقفه وجهوده .
الإيثار (بالإنجليزية: Altruism) هو تفضيل راحة ورفاهية الآخرين على الذات، ويعتبر الإيثار تقليدا راسخا في العديد من الأديان السماوية في الإسلام والمسيحية واليهودية، والإيثار هو عكس الأنانية، ويختلف معنى الإيثار عن الولاء أو الواجب، فمفهوم الإيثار يتمركز حول الدوافع التي تقود لعمل الخير للآخرين دون مقابل، بينما يتمركز مفهوم الواجب حول الالتزام الأخلاقي تجاه شخص ما أو منظمة أو مفهوم مجرد (كالواجب الوطني)، وقد يشعر البعض بمزيج من الإيثار والواجب، بينما قد لا يدمج آخرون بين الاثنين، فشعور الإيثار المجرد هو عبارة عن العطاء دون مقابل أو جائزة أو منافع أخرى .
والإسلامُ منذ أكثر من 1400 سنة نادى بحياة سعيدة بما يحمل في طياته من سُموٍّ في العلاقات، ونُكرانٍ للذَّات، وانخراطٍ في الجماعة. وحياةً يؤثرُ الناسُ فيها غيرهم على أنفسهم، لهى حياةٌ سعيدة وناجحة وغنية وعاملة بكل المقاييس والمعايير، لأن القيم المتبادلة هي غذاء الروح الشفيفة، والنفس الرهيفة .
واليمن الآن في أشد الحاجة إلى الإيثار والقيام بالواجب ويحتاج إلى ان لا يفكر الإنسان في نفسه فقط ، يحتاج أن يتعود الإنسان على أن يعطى لا أن يأخذ فقط .
للأسف البعض في اليمن اليوم يفكر في نفسه فقط ، وللأسف يحدث ذلك على المستويات كافة , فحينما قامت الثورة وانتصرت في أهدافها الأولى ، الأمر الذى ترتب عليه أمورا عظيمة وعديدة , ظهرت القوى السياسية بمواقف لا تشرف احد ولا تخدم هدف أو تنهض بقضية وطنية عامة, بل ذهبت تلك الاحزاب والقوى السياسية للأسف أيضا (ذهبت كل على حده) تنادى بمصلحتها ومكتسباتها والتشبث برأيها وحدها دون رأى آخر، والأدهى والأمر أن بعض منها ذهب بعيدا في تهميش واقصاء رفيقه الأخر شريكه في النضال وقيام الثورة واحداث التغيير المنشود !؟ , ألا يدل ذلك على الأنانية وحب الذات، ألا يدل على غياب الإيثار وتفضيل الآخر، أرى أننا في حاجة إلى ثقافة الإيثار، فلو أن الكل آثر وفضل الآخر على نفسه، فضلا عن أنه لن يأخذ حقاً ليس من حقه , وقتها سينهض اليمن وسيرتفع وسيفلح وسيعوض كل ما فات على جميع المستويات.
الإيثار إحدى الركائز التي تحدد الشخص الزاهد أو التقى، فيُروى أيضا أنه انطلق حذيفة العدوى في معركة اليرموك يبحث عن ابن عم له، ومعه شربة ماء , وبعد أن وجده جريحًا قال له: أسقيك؟ فأشار إليه بالموافقة , وقبل أن يسقيه سمعا رجلا يقول: ماء، فأشار ابن عم حذيفة إليه، ليذهب بشربة الماء إلى الرجل الذى يتألم، فذهب إليه حذيفة، فوجده هشام بن العاص , ولما أراد أن يسقيه سمعا رجلا آخر يقول: ماء، فأشار هشام لينطلق إليه حذيفة بالماء، فذهب إليه حذيفة فوجده قد مات، فرجع بالماء إلى هشام فوجده قد مات، فرجع إلى ابن عمه فوجده قد مات, فقد فضَّل كلُّ واحد منهم أخاه على نفسه، وآثره بشربة ماء .
فهل نعلي في اليمن ثقافة الإيثار؟ .
ولكن المشهد يختلف في الجانب الأخر من الصورة : -
بعض المسؤولين الحاليين ممن رمت بهم الصدفة المباغتة والفرصة السانحة (وربما الشيء الكثير من الخداع والنفاق) إلى مواقع السلطة والقرار , تجدهم اليوم يكثروا ويبالغوا في النقد والهجوم على الأخر من شخوص ورموز العهد السابق بمناسبة ودون مناسبة , وتحميلهم في كل شاردة وواردة ودون داع وزر سوء أدائهم وتقصيرهم في الوفاء بالأمانة التي قبلوا بتحملها , وفشلهم في النهوض بالمسؤوليات وإنجاز تلك المهام الملقية على عاتقهم ,في موقف عجيب وسلوك غريب صادر عنهم لا يبرره سوى أنهم يسعوا جاهدين إلى نفي التهمة عن أنفسهم (وهي تلك العقدة الكامنة في اعماقهم ووعيهم والتي تنعكس سلبا على سلوكهم) من أي علاقة أو صلات كانت أو مازالت قائمة مع ذلك العهد السابق الذي ساد كثيرا ثم مضى أخيرا إلى غير رجعة .. وكفى بنا ضجيجا .
نعم , من يتابع تلك التصريحات البلهاء لمسؤولي الصدفة وحدها وخطاباتهم الجوفاء, يجد الشيء الكثير من هذا القبيل في تفاصيل نشاطهم اليومي وفي كل لحظة ومناسبة ومحطة في حلهم وترحالهم , في الريف والحضر وفي الداخل والخارج .
هي عقدة المؤامرة التي مازالت تعشش في أدمغتنا مع بعض التخمينات الخاطئة , وهو أقرب إلى سوء النية منها إلى التحليل العلمي الرصين وهي للأسف الشديد خاصية يمنية ترى في كل ما يجري من أحداث تحرّكه أطراف خفية وهو ما نجده إلى اليوم في تعامل الحكومة والأجهزة المختصة مع الانشطة الاجتماعية والحقوقية حيث تتهم باستمرار أطرافا وطنية بتسميم الأوضاع و توتيرها في الوقت الذي يدرك فيه الجميع أن ما يحصل هو في كثير منه احتقان طبيعي وأن الأطراف الحقيقية للمؤامرة والمتهمة بالتخريب هو الجهل والفقر والتهميش والبطالة الذي عانت منه تلك الاطراف والجهات منذ عقود من الزمن , مع شيء من التضليل الحالي والذي مازال قائما ومسيطرا حتى الأن .
نعم لقد تحمّلت المؤسسة الوطنية الأولى في اليمن وقياداتها العسكرية والامنية المخلصة والشجاعة مسؤوليتها التاريخية وانحازت بل وانتصرت لخيارات شعبها .. و كان الأحرى بالحكومة الشرعية ومؤسساتها المعنية التي تمتلك الحقائق والملفات أن تعترف بالدور الوطني الشجاع الذي قامت به العديد من القيادات العسكرية والأمنية صحبة الجيش الوطني الذي أنحاز للثورة وساهم في انتصار ارادة الشعب الظافرة , لتكون لفتة معنوية لهؤلاء الاسود والدرع الواقي للوطن وفي هذا الظرف الأمني الخطير والعصيب الذي تمرّ به بلادنا خاصة بعد تطورات الأوضاع الأخيرة والتهديدات الداخلية والإرهابية على كامل الارض اليمنية .
فمن المعلوم أن انتفاضة الشعب اليمني و قواه الحية من منظمات وأحزاب أثناء المد الهادر للربيع العربي هي للدفع نحو التغيير الحقيقي , وهذا التغيير لم يساعد على القيام به سوى القريبون من دائرة الفعل والتأثير المباشر وهم من منتسبي القوات المسلحة والأمن ممن التحقوا بالمطالب الشعبية الثورية وهو ما حصل وجنّب البلاد حربا أهلية , وإذا كان هؤلاء قد تحمّلوا مسؤولياتهم رغم خطورة ما أقدموا عليه فلماذا لا نذكرهم بخير , فلو أرادوا السلطة لأخذوها فقد كانت في مرمى قدراتهم على قارعة الطريق .
إعادة الاعتبار لأولئك الاحرار واستعادة المؤسسة العسكرية والأمنية الثقة بنفسها يكون بالاعتراف بالدور الوطني لجزء من قياداتها في نجاح الثورة , ألم نر بعض السياسيين والمثقفين الذي كانوا نائمين في العسل قد أصبحوا ثوارا يوم اا فبراير 2011م وما بعده 1؟ .
لابد لنا من سرعة مراجعة تجربتنا الرائدة وواقعنا الثوري الحالي في اليمن لمواجهة المرحلة الجديدة وأن ننتقل من مرحلة الصدام الثوري إلى مرحلة البناء للدولة والذي يتطلب بالضرورة المراجعة والمشاركة والمصالحة، وأعتقد ان هذه المعادلة قد حان وقتها ويجب أن تعطى لها الاولوية ، وينبغي أن يتم ترجمتها إلى ارقام ووقائع على صعيد العمل المؤسسي والفعل الميداني ,والمراجعة أمر يفرض نفسه على جميع القوى المعنية بعملية البناء للدولة المدنية الحديثة ، بل هي شرط لتجاوز سلبيات الماضي، التي نتحمل جميعاً مسؤوليتها، كما هي شرط لإيجاد مناخ يفسح في المجال لمصالحة وطنية شاملة تقود إلى مشاركة حقيقية هي التجسيد الحقيقي للديمقراطية في مراحل الانتقال السلمي للسلطة .
مخاطر التهميش والالغاء والاقصاء : -
ولعل القوى المدنية الناهضة هي الأكثر ادراكاً لأهمية هذه المراجعة، فتاريخنا المعاصر هو عبارة عن محطات من الانتقام والثأر بين مختلف القوى , حيث ينتقم من هو في موقع القوة من الآخرين الذين لا يستطيعوا مواجهته، ثم يصل هؤلاء أو بعضهم إلى موقع القوة فيعمدون إلى الانتقام من الغير، وهكذا دواليك فوجدنا اليمن منذ عقود ساحة لصدام دموي مستمر لا ينحصر بالساسة والقيادات فقط ، بل يأخذ أبعاد أوسع تلحق بالمواطن العادي اضرار كبيرة في الريف والمدينة وهو البعيد عن معمعة هذا الصراع والتناحر المغامر وهو المواطن قليل الحيلة والوسيلة.
اما المصالحة القائمة على هذه المراجعة فهي الطريق الوحيد لكسر حلقة العنف المفرغة والمتجددة في جولات متعددة ، بل لمحاصرة سلبيات الماضي والتطلع إلى ايجابيات المستقبل، بل هي السبيل إلى تحصين الوحدة الوطنية في مواجهة مخاطر التشرذم والتشظي التي تلوح في الأفق .
ومن أجل تحصين الوحدة الوطنية وصيانة وحدة الأرض اليمنية وسيادتها من كل محاولات التلاعب الداخلي والخارجي بأمن البلاد واستقرارها , لابد لنا من المراجعة والمصالحة التي يتنازل فيها كل فريق لصالح الوطن، فلا يبقى أحد في السجون من المناضلين والاحرار ومعتقلي الرأي كافة , ولا يظل أحدا من الساسة والقادة منفيا خارج البلاد ، ولا مكوّن سياسي أو اجتماعي مهمشاً أو مقصياً، ولا منطق التفرد والاستئثار سائداً.. ولابد لنا أن ننبذ لغة التخوين والتكفير المتبادل والقائمة حاليا ، حيث نجد في المصالحة طريق لتحقيق المشاركة الحقيقية بعد أن اثبتت التجارب على مرور الزمن أن ما من طرف أو فئة تستطيع بمفردها أن تقدم اجابات على التحديات الخطيرة التي تواجه الوطن، كما الأمة.
أن المراجعة الصادقة للمسار والمصالحة الناتجة عنها هي اليوم تمثل وتجسد معادلة البناء الوطني الحقيقي ليمن جديد وحديث تسود فيه كافة القيم الجميلة ويتساوى فيه جميع مواطنيه في الحقوق والواجبات ، وهي قضية جادة وملحة تستحق منا جميعا نضالاً وكفاحاً متعاظماً , وتجاوزاً لجراح لو بقينا اسرى لها توسعت وطالت اجيالا جديدة ونالت من وحدة الوطن وأمنه واستقراره .
بات الحوار القائم اليوم والذي تعلق عليه آمال كبيرة هو عصب الانتقال السلمي للسلطة ومحور بناء الدولة اليمنية الحديثة هذا الحوار الذي تحول اليوم إلى ثرثرة في قاعات الموفنبيك وإلى حوار طرشان وسط ازمة خانقة تعصف بالبلاد وترمي بها إلى المجهول، وبات الكل يعلم ان الاقدام على مزيد من الهدر للوقت في هكذا حوار هو مضيعة للجهد ولفرصة تاريخية تنتظر على الابواب بينما نحن نستهلك ما تبقى من الوقت في عمر المبادرة الاممية وأليتها التنفيذية المزمنة في معارك جانبية واتخاذ مواقف عنترية والاستغراق في مهاترات اعلامية ومشادات كلامية , وسط الشد والجذب والاخذ والرد، لاسيما في القضية الجنوبية وقضية صعدة والعديد من القضايا اليومية المستجدة والكثير من الاحداث المفتعلة , بينما يمكن للاعب الرئيس في تكتل المؤتمر وحلفائه أن لا يسمح بعرقلة الحوار ويدعم السير نحوا الانتصار لقضايانا المصيرية والانتقال الهادئ والسلس للسلطة لان ذلك يجب أن يكون وارد في ثقافته الحزبية والسياسية كما هو الحال عند بقية القيادات والكتل الاخرى ،وعلاوة على ذلك فأن القوى النافذة جميعها لم تبرهن حتى يومنا هذا على إيثار المصلحة العامة وخير الوطن وسلاسة تقدم ونجاح العملية السياسية على مصالحها الانانية ، بل كل ما لمسناه على ارض الواقع هو ايثار المصلحة الحزبية والفئوية الضيقة ؟ .
أن فشل الاحزاب المؤتلفة في السلطة واخفاقاتها جعلها من جهة تلقي باللوم والفشل على بعضها البعض في محاولة لتبرئة الذمة ، ومن جانب اخر اصبحت كل تلك الاحزاب مكشوفة ومفلسة سياسيا امام الشعب المصاب بخيبة الامل جراء تخلي النخب السياسية عن المبادئ الاساسية والانسانية المتمثلة في الخروج من الازمة القائمة واقامة النظام السياسي والاجتماعي العادل واقرار الدستور الذي يحافظ على النظام الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة واعادت الاعتبار لكرامة الانسان اليمني والتي الزمت تلك الاحزاب نفسها وتعهدت على تحقيقها، بينما نراها اليوم تتنصل عنها لتضع نفسها على المحك امام الشعب والوطن والرأي العام العربي والدولي , حيث نشهد اليوم مزيد من الاهدار لها على ايادي عصابات التقطع والعبث والتخريب (وذلك الغرور الهمجي الذي ادى مؤخرا للإجهاز على شهيدي الوطن في حادثة الجريمة البشعة للشابين خالد محمد الخطيب -18 سنة- وجعفر أمان -19سنة- في شارع الخمسين بالعاصمة صنعاء ) .
أن التحاور والتشاور الذي يؤدي إلى التغيير في الرأي والموقف والتراجع عن الاخطاء يمكن ان يكون المفتاح لحل الكثير من المشاكل العالقة اذا ما راجعت القوى السياسية مواقفها وسياساتها من منظور ومنطلق مصلحة الشعب والوطن وهذا يتطلب مراجعة نقدية لمواقف القوى التي هيمنت على مقاليد الحكم مؤخرا وأوصلت البلاد الى حافة الهاوية ،واذا ما تجرأت تلك القوى على اتخاذ مثل تلك المواقف فهذا يسجل لها وليس عليها، فليس عيبا في الشخص أو الحزب أو الجماعة اذا ما لجأت الى مراجعة مواقفها ومارست نقدا ذاتيا لمسيرتها بغية تصحيح الاعوجاج في تلك المسيرة ..ولكن من العيب والعار ومن الخطورة بمكان على السياسيين واحزابهم عندما يكتشفهم الشعب انهم يكذبون عليه ويزدرونه ويستهينون به وبمصالحه ،عندها ستحل عليهم لعنة الشعب الذي عرف طريقه في النضال والثورة وكسر حاجز الخوف وتمكن من القدرة على التغيير, ولهم في الاحداث الاخيرة خير عبرة ان ارادوا النجاح والحفاظ على ماء الوجه .
ولكن ما يحصل الان في فندق الموفنبيك لا ينبي بخير !؟ كما ان ولوج مجموعات كبيرة من الاحزاب والجماعات والشخصيات ساحة المعترك السياسي قد عقد الموقف وابتذله وهبط به الى الحضيض ،فكثيرا من تلك القوى هي طارئة على ساحة العمل السياسي وشكلت احزابها وكتلها السياسية على اساس الاستقطاب والاصطفاف التناحري مع فرقاء العمل السياسي القائم اليوم في الساحة الوطنية ولم تقدم أي جديد يخدم القضية الوطنية أو يصب في صالحها , وهي في معظمها غير معنية بنجاح التجربة الديمقراطية القائمة بقدر ما هي معنية بتحقيق مصالحها الانانية الغير سوية ،فلا يهمها الوطن ولا المخاطر التي تحيط به ولا الشعب وما يعانيه ولا الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته ، ان الاحزاب والقوى السياسية التي تحكم اليمن اليوم راضية بما امتلكت من انقاض العهد السابق وهي سائرة في استنزاف ما وقع في اياديها بينما ينحدر الوطن والشعب الى المجهول وتسود القوى المتنفذة حمى الصراع وتوتير الاوضاع الى حد الوصول الى مخاطر الصدام المسلح والحرب الحزبية والفئوية وربما المذهبية والجهوية فاذا ما حصل ذلك فسوف لا ينفع الندم حينها والبكاء على الاطلال .
ان القوى السياسية التي استحوذت على الحكم حاليا مطالبة بأن تبرهن على التزاماتها امام الشعب في الذود عن مصالحه وتحقق تطلعاته، والحفاظ على الوطن موحدا والدفاع عن سيادته وثرواته ,وان تحتكم الى الشعب وتدير العملية السياسية في اطار الديمقراطية و توظيف سياسة فن الممكن في حل الخلافات والصراعات والابتعاد عن الخصومة الدائمة والعمل على تغليب الصداقة الدائمة في القضايا المصيرية على الاقل ما دمنا في الوطن الواحد ونعمل من اجل الشعب الواحد مع الاحتكام الى نصوص مبادرة التسوية والتوافق السياسي ومبادئ العمل الديمقراطي ونتائج صناديق الانتخاب.
ختاما :
في طريقنا إلى التصالح والتسامح وطي صفحة الماضي أقول لكم شكرا سعادة السفير ونأمل ان نلقاكم في صفنا على هذا النهج والطريق .
وفي اداء الواجب الوطني وإيثار المواطن اليمني أقول لكم سعادة السفير احمد علي عبدالله صالح شكرا لكم سلفا ولكم التحية والتقدير . |