|
اللاعبون الجدد
بقلم/ عبدالرحمن غيلان
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و يومين الثلاثاء 20 مارس - آذار 2012 12:42 ص
يبدو أن اللعبة الحقيقية بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة .. وأن الأطراف جميعها استنفدت خُطط شعرة معاوية .. إلا فيما يخصّ المظاهر الدبلوماسية .. والتي باتت مكشوفةً أكثر مما ينبغي .
وباعتقادي أن نظرة تأمل وقراءة سريعة لتصريحات كل طرفٍ على حِدَه .. ثم الأخذ بالإعتبار أصول منطلقات كل طرف ومنهجيته المتوارية خلف ثنايا تكشيرة الأسد .. والتمعن في مدى استجابة الشارع ومعارضته لكل طرف .. سيظهر جلياً للمشاهد البسيط أن البلاد تمرّ بمأزق حقيقي أكبر من رموز كل الأطراف .. لكنه أقلّ بكثير من احتمال الشعب المغدور به .. والمتردي في أتون دفعهِ لفاتورة صمته وصبره طوال سنواتٍ من الضيم والقهر والموروث القميء بكل أشكاله .
وللأسف الشديد .. يطغى حالياً غثاء اللاعبين الجدد بكل حماسهم المكشوف وتراجيديتهم التي فضحتهم من أول وهلة رغم الهالة المستوحاة من ثقل هذا الطرف أو ذاك .
لكن ما يحزّ في النفس كثيراً هو أن من وقع ضحيّة هذا العبث هم بالأصل شباب مثقفون وحداثيون في تفكيرهم .. أو من يُعوّل عليهم أن يكونوا تشكيلة المستقبل الناضج .. والمتجاوز لكل الآفات التي أحبطت وأثقلت كاهل الشعب .
ويبدو لي أن مفهوم الحداثة لدى البعض تم استخدامه بطريقة بدائية وتراكميّة واعتباطية في مجملها .. ورغم أن البعض منهم فقط يمكنه التبرير لذاته لسبب احتياجه وفقره .. لكن الأغلب منهم لم يكونوا محتاجين إلا لصفعات التجارب لتنبت لهم شوارب العقل الذي غامروا به في مسابقات الفقاعات الصابونية في أسوأ مراحلها .
لن أسمّي تلك الأطراف ومثقفيها " العرطة" لكنني أتمنى أن يتجاوزوا ذلك المستنقع الآسن .. وينفذوا بما تبقى من ضمائرهم بعيداً عن تصفيات حسابات الكبار بأموالهم .. ولولا المال لما كان لهم نفوذ .. طالما والدين والأخلاق والوطنية أبعد ما يكون عن أجندتهم وخططهم اللعينة .
a_ ghelan@yahoo.com |
|
|
|
|
|
|