|
التدخل الإسرائيلي والقصير
بقلم/ الياس فرحات
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 13 يوماً الأربعاء 08 مايو 2013 08:35 م
فتش عن القصير .فتش عن المعارضة السورية المسلحة .فتش عن مواعيد مؤجلة مرارا لاسقاط النظام السوري .فتش عن الهلع الذي يصيب الدول الداعمة للمعارضة كلما ظهر الرئيس بشار الاسد بين شعبه .فتش عن اليأس الذي يلم بالدول المعارضة كلما مر يوم والنظام ما زال ممسكا بمفاصل السلطة في سوريا .لقد جهزوا كل شيء من المقاتلين الى الانتحاريين الى التسليح الى التمويل الى الاتصالات الى نظم القيادة والسيطرة الى فضائيات عربية واجنبية الى حملة استعلام وتجسس مكثفة حول كل مل يمت بصلة الى النظام ولم ينجحوا .واليوم فتش عن القصير.
القصير هذه المدينة الوادعة في ريف حمص والتي كبرت واصبحت مركزا تجاريا وخدميا لعشرات القرى المحيطة بها ,وقعت تحت سيطرة المعارضة السورية لا سيما جبهة النصرة .تشرف هذه المدينة وريفها على الطريق الدولي حمص طرطوس وعلى طريق بعلبك حمص وهي ومدينة حمص مفتاح المنطقة الوسطى في سوريا .
بدا واضحا منذ اسابيع ان القيادة العسكرية السورية اعدت خطة عمليات لشل المعارضة المسلحة وقطع شرايين التموين عنها .نفذت هذه العمليات في ريف دمشق وريف القصير وفي مناطق في ادلب وجبال اللاذقية ودرعا ودير الزور.وقد لفت ان القوات العربية السورية اندفعت نحو قرى غرب العاصي واحتلتها بسرعة وسط حالة من الذعر اصابت مسلحي المعارضة الذين فروا باتجاه القصيروهذا ما ادى الى ردود فعلة عصبية من شيوخ المعارضة وابرزهم العرعور والقرضاوي حيث دعا كل منهما الى تدخل عسكري اميركي في سوريا لانقاذ القصير.لكن ردة فعل الكومبارس ليست مفاجئة فهذا شأنهم منذ بداية الازمة اما المايسترو وهو الولايات المتحدة الاميركية فقد اشهر تهمة السلاح الكيماوي ضد سوريا في محاولة لخلق ذريعة لتدخل عسكري او لاظهار القوة وتهديد سوريا, والهدف هو انقاذ القصير.
لكن سوريا لم تذعن للتهديد والوعيد لا من الولايات المتحدة ولا من غيرها فاندفعت الى شرق العاصي وطردت قوات المعارضة من الجوسية وربلة واحكمت الطوق على القصيرمن الجنوب .عندها جن جنون اسرائيل وخشيت انه اذا دخلت القوات السورية الى القصير فان انهيارا عاما قد يصيب المعارضة المسلحة والدول الداعمة لها ويغير من اتجاه الاحداث في المنطقة.دخلت اسرائيل على الخط مباشرة فروجت لتهمة الكيماوي وحددت السلاح بانه غاز السارين وكرت سبحة الاتهامات الكيماوية .على الارض اكثرت اسرائيل بصورة غير اعتيادية من تحليق طائرات الاستطلاع فوق الجنوب اللبناني والبقاع الغربي وبيروت ولفترات طويلة وعلى مدار الساعة ليلا ونهارا.
تابعت القوات السورية تحركاتها الميدانية لاطباق الحصار على القصير ووصلت القوات الى مشارف المدينة من مختلف الجهات.عندها لجأت القوات الاسرائيلية الى شن غارات جوية على اهداف داخل سوريا عرف منها جمرايا الذي سبق وان اغارت الطائرات عليه منذ اشهر.للساعة ما تزال العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد سوريا في طور الهجمات الجزئية ولم ترق الى الهجوم الشامل وما يزال الرد السوري متريثا وامام جملة خيارات,هل تنفذ سوريا هجوما ردا على هجمات اسرائيل؟ام تتطور الاشتباكات الى مواجهة شاملة ؟ام يجري التريث والتحضير الى الرد المناسب؟
يبدو ان القيادة العسكرية السورية ليست بوارد وقف عمليات القصير لان حصار هذه المدينة يفصل المعارضة المسلحة عن مصادر تموينها في لبنان ويقطع طرق التموين من الشمال السوري ويشكل ضربة استراتيجية للمعارضة لانه يترافق مع تقدم حثيث لقوات الجيش في داخل مدينة حمص وتحديدا في الاحياء القديمة من المدينة .اذا اصبحت حمص والقصير والريف المجاور منطقة امنة فهذا يعني انهيارا للمعارضة التي راهنت الكثير على تواجدها وسيطرتها في حمص.
من الطبيعي ان غرفة عمليات المعارضة تتحسب لهجمات الجيش السوري وتتخذ تدابير ميدانية وتعطي اوامر لالوية وكتائب وتنظيمات المعارضة لتنفيذ عمليات ارباك وانهاك للجيش السوري وابرز مثل هو ما حصل في بانياس المنطقة التي انتهت فيها الاحداث منذ زمن طويل وباتت امنة يؤمها مواطنون خرجوا من مناطق القتال, فاذا بالمعارضة تهاجم في بانياس لارباك الجيش .وتدخل العمليات الانتحارية في رد فعل غرفة عمليات المعارضة وخصوصا السيارات الانتحارية التي فجرت في المزة وساحة المرجة وباب مصلى وغيرها . لقد جاءت هذه الهجمات ردا على تقدم قوات الجيش السوري في القصير بهدف ارهاب الجيش والشعب في سوريا.
ما يبدو حتى الان ان المعارضة المسلحة والدول الداعمة لها ستقاوم اسقاط القصير بكل ما اوتيت من وسائل سياسية وعسكرية وارهابية.لقد تحركوا من واشنطن الى الخليج الى انقرة .لكن تحرك تل ابيب كان مختلفا فقد شنت غارات جوية من اجل مساندة المعارضة السورية وهذا تطور جديد في المعادلة قد يؤدي الى توسيع دائرة النزاع في المنطقة برمتها .
بات من المؤكد ان الازمة السورية دخلت منعطفا جديدا مع حصار مدينة القصير وتوقع سقوطها بيد الجيش السوري. لم تعد الحرب بمختلف اشكالها من محدودة الى شاملة مستبعدة.الايام القليلة القادمة تحسم الاتجاهات. |
|
|
تعليقات: |
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
- اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
- أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
- يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|
|
|
|
|