|
ذاكرة الغضب!!
بقلم/ حسين العواضي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و يوم واحد السبت 23 مارس - آذار 2013 06:29 م
< يحدث في بلد ما أن يهتز الكمبيوتر ويرتعش ثم يدور حول نفسه ويدوخ ويعصب فيرتكب أخطاءً فادحة.
< لماذا؟ لأنهم في وادي السلكون بكاليفورنيا، حيث ولد أرضعوه الكهرباء، وفطموه عليها - أيضاً - فهي غذاؤه وشرابه وحياته ومصيره.
< ومن فرط ما تطفّي، ثم تطفّي، وتلصّي يفقد المذكور أعلاه توازنه، وتخور قوته وتنهار ذاكرته.
< تتداخل أطرافه الشبكية، وتغلق نوافذ الإرسال، وتوصيلات الحركة، وتعصلج رموز المرور والإنعاش والتلقيم فيحدث ما يلحق وصفه.
< إن الكمبيوتر كائن حساس جداً سرعان ما يتأثر بما يدخل جوفه ويحاصر محيطه، ولا صبر عنده، فحين يحنق يترجم غضبه إلى قرارات عصبية متسرعة عواقبها لا تسر ولا تحمد.
< في مارب وضواحيها - مدبر أو اثنين - أذاقونا العلقم، ألبسونا الظلام الدامس، قتلوا أطفالنا في غرفة العمليات، أصابوا الاقتصاد بالذبحة، وقضوا على السياحة والاستثمار والتنمية.
< حوَّلنا إلى دولة فالتة يدفع فيها المواطن نصف فاتورة استهلاك الكهرباء المستحقة عليه بالدستور والقانون، فيحرر له إعلان شكر وتقدير تكاليفه تساوي أكثر مما دفع.
< المخربون المدبرون لا دولة تضبطهم، ولا عقّال ينفونهم، ولا حتى الطائرات الناعقة تمكنت من ردعهم أو تخليصنا من طيشهم وعدامتهم.
< يفجرون أنابيب النفط كل صباح، ويتنصعون على أبراج الكهرباء في عز الظهيرة، وحماة الوطن يفتشوننا بهمّة وشجاعة في الدائري وجولة الصافية.
< الكمبيوتر ليس من طينتنا، لا هو جبان ولا متهاون، لا يصبر على ضيم ولا يسكت على باطل، لكنه حتى هذا الكائن العجيب يخونه ذكاؤه، له هفوات وعليه تجليات تثير الضحك والبكاء والدهشة والجنون.
< ماذا فعل؟ السابق مدحه، عاقب قبيلة عريضة طويلة من قبائل مارب المناضلة، أقصاها من حوار الساعة لذنب لم ترتكبه.
< وبالمقابل حابى بعض الأسر، وأسرف في تدليلها، بالغ في تمثيلها، ولا أحد يدرك شطحاته، خوفاً أم غباءً؟ سهواً أم جفاءً؟
< لكن إلى هنا وكفى، فالشعوب، أيها الحاذق الافتراضي الضعيف، لا تفلح، ولا تصلح إن ربط مصيرها بنزوات الكمبيوتر وسلمت أمرها لهفواته الجامحة.
< بعض الطيبين والسذّج والمتسرعين يدشنون الآن حواراً موازياً مع القبائل الافتراضية وفي ضيافتها، حوار فيه كثير من الخيال والأمنيات وقليل من الحقائق والتوقعات.
< وإذا لم يكن لحوارنا مذاق يمني خاص ونكهة لا بهارات غريبة تفسدها، فلن يجدي نفعاً، والشعوب التي لا تحاور ذاتها بالعقول تفقد هويتها.
< إن حوار الشاشات والفيس بوك ينتج أمماً ممسوخة منزوعة الكبرياء رهينة الأوهام لا حاضر لها ولا مستقبل.
آخر السطور
< لشاعر اليمن الراحل لطفي جعفر أمان
يا إخوتي
لا يسدل اليأس على قلوبكم
ستائر السكوت
ما زال في إيماننا نبض
لأن الشمس لا تموت
ولم تزل تحبكم بلادي الشمّاء
ولم تزل تضمّكم أطواقها البيضاء
ولم تزل تزهو بكم شامخة الإباء.
huawadi@yahoo.com
|
|
|
تعليقات: |
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
- اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
- أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
- يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|
|
|
|
|